مدينة الانوار تسطع انوارها عمرانيا وتتقهقر على مستوى خدمات المرافق الصحية

 

دخلت مدينة الأنوار مرحلة مهمة من ان تكتسي زينتها العمرانية، وما تعرفه نهضة ثقافية بفضل المشاريع الضخمة التي بدأت تنمو، وتنبت في كل زوايا وثنايا العاصمة ونحو احوازها، فليس هناك أفضل وأبهر من معلمة المحطة الطرقية الجديدة،وليس هناك أرقى وأمتع من سفينة المسرح الراسية على ضفة أبي رقراق الوديع،وليس هناك اعظم من البرج الشامخ، وليس هناك أفخم وأقوم من الأنفاق، وليس هناك أبهى وأضخم من محطات القطار بالعديد من المحطات الرئيسية والثانوية سواء المنجزة منها او التي في طريق الانجاز في مقتبل الايام القادمة.
وهذا ما يثير فضول المرتفقين والزوار وكل غاد ورائح، لما يتنقلون وسط هذا الجانب التراثي المعماري الفخم حيث الأسوار والأبواب …ويزورون المعالم الفنية والإبداعية، المكتبة الوطنية، المتحف الوطني…إنه بكل اختصار مدينة الأنوار والعشق التي انبعثت من جديد بلباسها الأخضر وبعمرانها الأجمل، فأينما وقعت وحلت العيون، إلا وحل الإخضرار ، فرسخت المدينة بذلك المفهوم البيئي الإنساني بكل مصالحه ومنافعه وملامحه، لكن ما يثير الإشمئزاز أن هذا العروس المبهر، يفتقر إلى أدنى شكل من أشكال المرافق الصحية، فقتلت بذلك الإنسان في بيئته ، حيث يتمنى كل عاد وباد أن يستمتع بجمالها ،لكنه جمال بشع لإقصائه لحاجة من حاجات الإنسان ، فأينما تحركت ، وأينما تجولت، وأينما سرت ، وأينما زرت ، لا تجد مرفقا صحيا ، ينقذ الإنسان من قضاء حاجته البيولوجية، وإذا عدنا إلى التاريخ فإنه تم إقصاء مدينة طنجة من تنظيم المعرض الدولي ، نظرا لكونها لا تتوفر على مرافق صحية بأطراف المدينة.
إن هذا الإشكال لا تعانيه العاصمة وحدها بل كل المدن المغربية ، لها نفس النقائص والمشاكل في هذا المجال ، نتمنى أن تصل الرسالة؟ ليتدارك ما يمكن تداركه ولم لا يعمم على جميع المدن المغربية.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 01/03/2025