المشكل شكّل موضوع سؤال للفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية في البرلمان
إلى متى تستمر معاناة مرضى القصور الكلوي بعين بني مطهر مع التنقل الشبه يومي إلى مدينة جرادة من أجل القيام بحصص التصفية؟ لعله السؤال الحارق الذي يطرح أمام استمرار هذه المعاناة، أطفال، شباب، نساء وشيوخ يضطرون مرغمين إلى التوجه إلى مدينة جرادة في الساعات الأولى من اليوم وقبل شروق الشمس حتى يتمكنوا من إجراء حصصهم والعودة في المساء منهكين وفي حالة إجهاد حقيقي.
هي معاناة حقيقية يتجرعها مرضى القصور الكلوي بمدينة عين بني مطهر في غياب بديل صحي يغنيهم عن التنقل إلى المستشفى الإقليمي بلعوينات، المكان الوحيد الذي يحتضن جناح لتصفية الدم بإقليم يضم أربعة عشر جماعة ترابية، لم يفكر رؤسائها وللأسف الشديد في برمجة وحدات إضافية للتخفيف من معاناة مرضى القصور الكلوي وأسرهم، خاصة وأن غالبيتهم يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة، وفضلوا على ذلك برمجة مشاريع بملايين الدراهم ،هي اليوم إما مغلقة في وجه الساكنة أو متوقفة أشغال البناء بها، ولم تكن لها أية إضافة اللهم استنزاف مالية الجماعة أو الإدارات والمؤسسات الشريكة.
معاناة وصلت إلى قبة البرلمان عبر سؤال سابق للنائب البرلماني الدكتور سعيد بعزيز عضو الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، الذي رفع من خلاله ما تعيشه هذه الشريحة من معاناة ومآسي، لكن للأسف الشديد جواب السيد وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أغرقنا في العموميات والمصطلحات الفضفاضة ولم يجب عن السؤال الحارق الذي تطرحه الساكنة ومعها مرضى القصور الكلوي، لتستمر معها رحلة التنقل من عين بني مطهر في اتجاه لعوينات وتستمر معها المعاناة على أمل أن يتحقق الحلم بإنشاء وحدة لتصفية الدم بعين بني مطهر، والذي لا بوادر توحي بتحقيقه على الأقل في الوقت الحاضر في انتظار السنوات القادمة لعلها خير إن بقي في العمر بقية.