قال نائب عمدة الدار البيضاء المفوض له قطاع الرياضة والثقافة بالمدينة إن الإصلاحات التي يشهدها مركب محمد الخامس لن تمكنه من استيعاب 60 ألف متفرج كما تم الإعلان سابقًا، عندما تم تعيين شركة “سونارجيس” لتتكفل بأشغال الإصلاح هذه. فبسبب الإكراهات التي وجدتها الشركة أمامها، فإن عدد المقاعد لن يتعدى 43 ألفًا، وهو الأمر الذي يجعل الملعب خارج معايير “الفيفا” لاستقبال المباريات الحاسمة، مثل ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي في أي مسابقة دولية تنظم تحت لواء “الفيفا”. وأضاف المتحدث خلال خرجة إعلامية له مؤخرًا بأن “سونارجيس” حاولت إزالة حلبة الجري لكي تقوم بعملية التوسيع، لكن صعوبات تقنية اعترضتها في هذه العملية. مؤكدًا أن لجنة القيادة المتابعة لأشغال إصلاح المركب ستعقد لقاء في الأيام القليلة المقبلة مع الشركة، للوقوف على المستجدات التي بلغتها الإصلاحات، معترفًا في نفس الوقت بأن الشركة تسجل عليها أنها قليلة التواصل، ولم تقم بأي مبادرة لنقل الصحافة الرياضية وغيرها للقيام بإطلالة على أشغالها، وهو ما خلق إشكالات عديدة، خاصة عندما أنجزت “التغليفة” الخارجية لكنها لم ترق لا المسؤولين بالمدينة ولا الجمهور، الذي كان ينتظر إنجازات أفضل، خاصة وأن جمهور الرجاء والوداد قد ضاق ذرعًا بجميع الإصلاحات التي همت هذه المعلمة، وحرمت فريقيهما من مداخيل مالية مهمة، دفعت بالمجالس المنتخبة إلى مد المساعدة إليهما، من خلال تخصيص 500 مليون في السنة لكل فريق، من طرف مجلس المدينة. كما قرر مجلس العمالة تخصيص 150 مليون في السنة لكل واحد منهما.
إلى ذلك، تحدث نائب العمدة عن بعض ما تم إنجازه، كتشييد أربعة مستودعات للملابس وقاعة للإعداد البدني وما إلى ذلك.
ويبدو أن المتحدث خلال خرجته الإعلامية كان متفاجئًا كغيره من المسؤولين من القرارات التي اتخذتها الشركة وهي تقوم بالأشغال، خاصة في ما يخص عدد المقاعد، التي لن تؤهل الملعب لاستضافة المباريات الحاسمة والمهمة، بحيث قال في جانب من تصريحه إن كل ما يفكر فيه المدبرون للشأن المحلي البيضاوي الآن هو أن تتم الإصلاحات في المواعيد التي حددها الكاف لإجراء كأس إفريقيا، لأن مثل التعثرات السابقة كعملية تغليف الملعب من الخارج، التي تم إنجازها وتقرر إعادة إنجازها، خلقت جوًا من الارتباك. فمثل هذه الأخطاء تهدر الوقت الذي لا يرحم خاصة وأن المنافسة اقترب موعدها.
خرجة المسؤول في مجلس المدينة تأتي بعد أشهر من مباشرة شركة “سونارجيس” لأشغال الإصلاح، وهي الشركة التي تخاصمت مع التواصل بشكل لافت. فإذا مررت من قرب المركب، لن تجد اللوحة التقنية الخاصة بهذه الأشغال والمرافق التي يتم العمل عليها، كما هو متعارف عليه في جل الأوراش. ولم يسبق أن قامت بأية عملية تواصلية، تقدم من خلالها الدراسات التي أنجزتها والأهداف المسطرة في الإصلاح ككل، إلى أن تفاجأ الجميع بهذا الخبر الذي يذهب إلى تقليص عدد الكراسي المخصصة للجمهور.
شركة “سونارجيس” فرضتها الجامعة الملكية لكرة القدم، ومعها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كي تدير الأشغال، بل إن الوزارة المذكورة التي مولت العملية وضعت كشرط لتمنح مبلغ 25 مليار سنتيم أن تتكفل “سونارجيس” بالأشغال. وها قد بدت تظهر بوادر مفاجئة منها عدم توفقها في وضع تغليفات خارجية في المستوى، وبعد ذلك تبلغ عبر المسؤول المذكور بأن ينسى الجمهور الستين ألفًا من المقاعد المخصصة له، بل هي تعمل فقط على تثبيت 43 ألفًا فقط. وبطريقة تعاطيها مع الأشغال، جعلت الجميع يضع يده على قلبه خوفًا من أن تخلف موعدها.
عملية إصلاح مركب محمد الخامس تضع التدبير البيضاوي في ورطة كبيرة، فخلال برنامج تنمية الدار البيضاء 2015/2020، خصص له مبلغ 22 مليار سنتيم ولم يرَ أحد وقع هذه الإصلاحات على الملعب. بل إن تقارير من المفتشية العامة للداخلية والمجلس الأعلى للحسابات سجلت عدة اختلالات، وتم دفع بعض الوثائق للتحقيق، إلا أن أي نتائج لم تظهر إلى حدود الآن… ليبقى التساؤل: من يسير من؟ وهل شركة أقوى من مجلس؟ ومن قرر تقليص عدد الكراسي ولماذا أخفيت هذه المعطيات عندما تم استقدام الشركة؟