مريضة تعرض لوحاتها الفنية بمبادرة من طبيبتها المعالجة

معرض تشكيلي للرفع من معنويات المصابات بسرطان الثدي ولنشر التفاؤل في صفوفهن

 

في بادرة تستحق التنويه، وبمناسبة الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، عملت الأخصائية في علاج الأورام بمدينة وجدة الدكتورة دنيا العلمي حسني، يوم الأربعاء 06 دجنبر 2023، على تنظيم معرض فني بإحدى المصحات الخاصة لمريضتها الفنانة التشكيلية إيمان بقال، حضره عدد من الأطباء والمهتمين والمرتفقين، إلى جانب أسرة الفنانة، أصدقاءها ومعارفها.
وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، ذكرت الدكتورة دنيا العلمي حسني أنه في إطار سعيها لنشر الأمل والتفاؤل ورفع الروح المعنوية بين المصابات بسرطان الثدي، وبعدما لامست الموهبة الفنية لمريضتها فاجأتها بالمبادرة المتمثلة في تنظيم معرض لها بالمصحة، وهي المفاجأة التي تلقتها الفنانة التشكيلية ببهجة وسرور وتجاهلت كونها في مسيرة العلاج لتنغمس في التحضير للمعرض، وبكل حماسة أحضرت لوحاتها وتعاونت رفقة زوجها وأبنائها على رصها وتنظيمها وعرضها على الحضور.
وأبرزت الأخصائية في علاج الأورام، بأن الفنانة إيمان بقال قاومت المرض وتقبلت العلاج وأقبلت عليه بكل شجاعة، متمنية لها الشفاء والعودة إلى حضن أسرتها الصغيرة في أحسن حال. وأكدت في رسالة موجهة إلى كل النساء على ضرورة الانخراط في الحملات التي تنظم بمناسبة «أكتوبر الوردي» للتوعية بمخاطر سرطان الثدي، وإجراء الفحوصات اللازمة لأنه كلما كان الكشف مبكرا يكون العلاج أسهل.
من جهتها، عبرت الفنانة التشكيلية إيمان بقال عن سعادتها الفائقة لتعامل طبيبتها معها كفنانة تشكيلية موهوبة تستحق التشجيع والتحفيز، وإبراز أعمالها الفنية في فضاء ارتبطت به كمريضة في طور العلاج منذ ما يزيد عن 6 أشهر، حيث مكنها هذا المعرض من لقاء مريضات سابقات وأخريات في طور العلاج، تبادلت معهن النصح وهن يسردن على بعضهن البعض قصص المعاناة وعدم تقبل المرض في البداية، وكيف تعاملن مع هذه الظروف للتغلب عليها والعودة من جديد إلى ممارسة حياتهن الطبيعية.
وذكرت إيمان بأنها تمكنت بفضل الرسم من الهروب من بوتقة التفكير في المرض، وبدورها خاطبت المرأة المصابة بالسرطان ودعتها إلى عدم الاستسلام والتحلي بالإرادة والعزيمة وقوة الإيمان لمواجهة المرض، مع تجاوز التفكير السلبي الذي يجعلها حبيسة مرضها وعدم تحقيق أي تقدم من خلال العلاج.
وتضمن المعرض مجموعة من اللوحات الزيتية من المدرسة الواقعية، اعتمدت فيها الفنانة التشكيلية على الرأسمال اللامادي للمغرب، بحيث عرضت مناظر طبيعية ومآثر تاريخية تزخر بها بلادنا، وجسدت المرأة المغربية، أمازيغية وصحراوية، زيادة على المرأة الإفريقية.
وللإشارة فإيمان بقال الفنانة التشكيلية ورئيسة جمعية «أتعلم وأشارك»، برزت موهبتها وهي طفلة في التاسعة من العمر، شاركت في معارض مدرسية ومسابقات فنية بين المؤسسات التعليمية وفازت في سن الثالثة عشر بالجائزة الأولى بإحدى المؤسسات الإعدادية بمدينة خريبكة… وعملت على تطوير موهبتها عن طريق البحث وأعادت رسم لوحات فنية لكبار التشكيليين العالميين أمثال كلود مونيه وفينسنت فان غوخ، وجسدت حبها للطبيعة والألوان وولعها بالخطوط والحركات، في لوحات تشكيلية نوه بها المهتمون بالفن التشكيلي، وانبهر بها زوار المعارض التي شاركت فيها سواء الفردية أو الجماعية بمدن وجدة، الرباط وتطوان…


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 12/12/2023