مريض واحد بكوفيد 19 يستهلك ما بين 15 و 20 لترا من الأوكسجين في الدقيقة الواحدة بمصالح الإنعاش والعناية المركزة

مؤسسات عانت من مشكل التزود به وأخرى ترفع فاتورة كلفته

 

ارتفع عدد الحالات الحرجة الخطيرة جراء الإصابة بفيروس كوفيد 19 في بلادنا إلى 1040 مريضا ومريضة من مختلف الأعمار، وتم الإعلان مساء الأربعاء عن تسجيل 170 حالة جديدة خلال 24 ساعة فقط، في الوقت الذي يوجد فيه 90 مريضا تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، بينما يصل عدد المرضى الذين يوجدون تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي 418 مصابا ومصابة، وبلغت نسبة ملء أسرّة الإنعاش الخاصة بكوفيد 19 إلى 38 في المئة.
ارتفاع الحالات الخطيرة الحرجة جعل الإقبال على مصالح الإنعاش والعناية المركزة يرتفع مما زاد من حجم الأعباء عليها، خاصة في جهة الدارالبيضاء سطات، وتحديدا بتراب العاصمة الاقتصادية، التي سبق وأن أعلن الكاتب العام لولاية الجهة أن 90 في المئة من هذه الأسرّة بالمستشفيات العمومية ممتلئة، وهو ما يدفع أسر مرضى آخرين وأمام تعذر إيجاد مكان لأقاربهم المرضى بها إلى طرق أبواب المصحات الخاصة التي فتحت باب التكفل بالمرضى المصابين بكوفيد 19، لكن الأسعار التي حدّدها بعضها للعلاج خلقت جدلا واسعا وتباينا، بين من يرى بأنها خيالية وبين من يؤكد بأنها طبيعية ومنطقية.
تدهور الوضعية الصحية لمريض مصاب بفيروس كوفيد 19 يجعله يكون في حاجة إلى متابعة طبية في مصلحة العناية المركزة أو بالإنعاش، وهو ما يعني أعباء إضافية أخرى، لا تقف عند حدود ما هو صحي، وإنما تمتد إلى ما هو لوجستيكي وبشري. وأكد عدد من المختصين لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن مريضا في الإنعاش العادي يستهلك ما بين 5 و 6 لترات من الأوكسجين في الدقيقة الواحدة، في حين أن المصاب بالفيروس يحتاج إلى ما بين 15 و 20 لترا من هذه المادة الحيوية التي تضمن استمراره في الحياة في الدقيقة الواحدة بمصالح العناية المركزة، وهو ما يفسّر الكلفة المادية المرتفعة، التي قد تتراوح ما بين 5 و 8 آلاف درهم في الليلة الواحدة، خاصة وأن تعويض المصاريف لا يشمل هذا الجانب بحيث لا يتم تصنيف مادة الأوكسجين كدواء، والحال أنها الضامن لبقاء المريض على قيد الحياة وعودته إليها.
ويكون المريض المتواجد في مصلحة العناية المركزة وفي الإنعاش في حاجة إلى متابعة طبية دقيقة من طرف عدد من المتخصصين في آن واحد، وهو ما يعني موارد بشرية أكبر، وتجهيزات واقية يتم تغييرها عند كل ولوج إلى مكان تواجد المريض، من رداء خاص وكمامات طبية وغيرها من المستلزمات، التي تجعل من التكفل بالمصاب بفيروس كوفيد 19 يختلف عن التكفل بمريض آخر مصاب بعارض صحي مختلف أو بحادث في مصلحة الإنعاش، وهو ما لا يستحضره الكثير من المواطنين، تضيف ذات المصادر الطبية.  ويطالب عدد من المتتبعين للشأن الصحي الوكالة الوطنية للتأمين الصحي باستحضار كل هذه الإكراهات التي تطرح نفسها بإلحاح في التعامل مع حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19، من أجل تكفل يسير وسلس، يسمح بمنح تركيز أكبر للمرضى ويخفف من الضغط عن مهنيي الصحة، ويجعل العلاقة بين المؤسسات الصحية وأقارب المرضى لا تعرف احتقانا في ظل وضعية متأزمة على مختلف الأصعدة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/11/2020