تمكنت فرقة «7 مساء مسرح» من إثبات أن في الإمكان إعادة الجمهور إلى صالات العرض. وتمكنت من جعل قاعة العرض «لا فول» فيدرالية الأعمال اللائكية بالدار البيضاء خلال الأيام الاخيرة، استقطاب جمهور أغلبه شباب. و قد تم العرض في جو من الصمت و احترام طقوس المسارح الكبرى.
مسرحية «لله يصلح» من تأليف وإخراج الشاب يوسف الحريشي وتشخيص عدد من أصدقائه. و قدمت في قالب فني يجعل القاعة كلها تنفجر ضحكا طيلة العرض الذي استمر حوالي الساعتين، حيث لم يحس الجمهور المتتبع بالملل.
ويتطرق العمل المسرحي إلى عدد من القضايا الاجتماعية الجادة والعميقة التي تعيشها الاسرة المغربية. كما تعالج بشكل ساخر عددا من بالطابوهات التي تنخر المجتمع المغربي.
ومن تلك القضايا، تتطرق المسرحية إلى العقلية الباطركالية للرجل / رب الأسرة والذي يعامل أفراد العائلة بشتى أنواع القمع والتسلط والحرمان من التواصل. كما يتم تشريح وضعية المرأة التي تتعرض لكل أشكال التمييز التهميش بسبب العقلية الذكورية المتوسطة وكذا بسبب بعض جوانب التراث الديني الجامدة والتي تحدد وظيفة المرأة في شغل البيت والأمومة.
وتتطرق المسرحية كذلك إلى اساليب التربية التقليدية المغلفة بالدين وخاصة تربية الفتاة التي يمنع عليها الخروج الا إلى المدرسة تحت الحراسة اللصيقة. وحرمانها من الشعور بأية احاسيس عاطفية أو ربط صداقات مهما كانت براءتها ونقاوتها.
ولكن احداث المسرحية تقلب التوازن، من خلال عرض العلاقات داخل أسرة، حين تدخل شخصية فتاة بيت الأسرة وتجعل العلاقات بين الأفراد تنطلق في ثورة حقيقية. مطلقة تواصلا غير متوقع وتنطلق الأصوات من عقالها وتفضح النفاق الاجتماعي الذي يعتمل داخل العقول. وتتوجها لشخوص لامتلاك قدرتها على التحرر وعلى الكلام والتعبير وتكسير الأغلال….
المسرحية استطاعت إعادة جمهور الشباب (والشيوخ أيضا) إلى قاعة العروض. وقد صرح مخرج المسرحية يوسف الحريشي باللمناسبة، أن الفرقة الشابة تشتغل على مشاريع جديدة، رغم قلة الامكانات واعتمادها على الموارد الخاصة.
مسرحية «ألله يصلح».. تشريح لمعيقات التواصل الاسري الملطخ بالطابوهات
الكاتب : محمد حداد
بتاريخ : 13/06/2018