مسعود بوحسين: ليس هناك تهييء للقطاع،حتى نتحدث عن دخول فني وافتتاح
رسمي ببرمجة مسبقة
عبدالكبير الركاكنة: لابد من موسم فني وثقافي يوازي الموسم الدراسي
له بداية معروفة ومحددة سلفا
أيوب ترابي:نلاحظ ركودا كبيرا مسجلا في مايمكن أن نسمية
بالموسم الفني
هل لدينا دخول فني وثقافي إسوة بالدخول السياسي والاجتماعي والدخول المدرسي، كما هو معمول به في العديد من الدول، التي تحرص
على ذلك كل سنة، حيث يكون افتتاح هذا الدخول مناسبة لإشراك المواطنين في هذا الحدث
دخول فني وثقافي بافتتاح رسمي، يحرص فيه المسؤولون على تقديم والإعلان عن العناوين والأنشطة الفنية بكل تلاوينها التي ستكون
متاحة للمواطن طيلة السنة، مسارح مفتوحة في وجه الناس، حركية تدب في قاعات المسارح ودور السينما،مهرجانات سينمائية وغنائية، مسارح خاصة بالطفل،فضاءات مخصصة لهذا الغرض في كل المدن والعالم القروي أيضا، تلبي حاجة المواطن وتساهم في ولوجه بسلاسة إلى الخدمات الفنية والثقافية.
وحينما نتحدث عن دخول فني وثقافي كما هو متعارف عليه ، فنحن قبل كل شيء نتحدث عن رؤية سياسية واضحة المعالم في هذا المجال.
هل يمكن الحديث عن دخول فني، إسوة بالدخول السياسي والاجتماعي، سؤال، يقول مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، يصعب الإجابة عنه هكذا بشكل تلقائي، وبيقينية أيضا، لكن يمكن أن نقول إن هناك انتظارات حقيقية ننتظر أن تحقق على أرض الواقع، إذ ليس هناك تهييء للقطاع، الذي يمكن معه الحديث عن دخول فني، على اعتبار أن هذا الأمر مرتبط بافتتاح رسمي من خلال وضع برمجة مسبقة لأنشطة فنية وثقافية، يتم بها افتتاح أي موسم من طرف المؤسسات المعنية.
فحينما نتكلم عن افتتاح الموسم، يقول الفنان والمخرج المغربي مسعود بوحسين، بمعنى أن هناك فعلا مسارح مفتوحة في وجه الناس، وأن هناك حركية تدب في قاعات المسارح والعروض وغيرها من الفضاءات حينما نتحدث أيضا عن موسم فني ثقافي، يعني ذلك فيما يعنية، وجود رؤية سياسية ثقافية ،لكن للأسف هذا غير موجود، لماذا هذا الأمر كذلك؟ ، سؤال يتكرر كل دخول سياسي واجتماعي.
والسؤال الآخر، هل لدينا موسم فني ثقافي مسترسل في الزمان من خلال برامج وأنشطة محددة ومعروفة سلفا؟، عن ذلك يجيب بوحسين ،بالعكس نجد هناك أنشطة فنية مرتبطة في ذروتها بشهر رمضان بالنسبة للتلفزيون، لكن الملاحظة الأساسية في هذا الاتجاه التي يجب استحضارها،هي أن البلوكاج الحكومي الذي عاشته البلاد أثر بشكل كبير على برامج وزارة الثقافة، حيث لاحظنا أن الأعمال الفنية والترويج لها، أصبحت ممركزة في نهاية السنة.
أما بخصوص العروض الحية ، يوضح مسعود بوحسين قائلا، لقد ورثتا تفاوتا كبيرا منذ البلوكاج الحكومي، الذي أدى في آخر مطاف إلى انبثاق حكومة سعد الدين العثماني، منذ تلك اللحظة، لاحظنا تأثيرا على برامج وزارة الثقافة من حيث إنجاز الأعمال الفنية وترويجها، إذ أصبحت تتمركز في نهاية السنة إعدادا وترويجا، لنجد من يقوم بأعمال مضنية قصد إنجاز هذه الأعمال، التي كان من المفروض أن تكون معدة، لتعرض في بداية الموسم، سواء في المسرح أو مجالات أخرى .
التأخر الحاصل في تشكيل الحكومة والذي قارب ستة أشهر ، يقول رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية ، كان ذلك على حساب الموسم الفني وغيره، وهذه المسألة سبق أن تحدثتا بشأنها مامرة سواء في أحاديث إعلامية أو عبر بلاغات، ونبهنا إلى ضرورة أن تنطلق كل البرامج المرتبطة بهذا المجال في وقتها المحدد،لاننسى أن إنجاز هذه الأعمال الفنية بشكل عام مرتبطة بعدة مساطر تتعلق بصرف المال العام، وهي مساطر معقدة، حيث يتم التعامل في هذا الباب كما هو معلوم بالدفوعات المالية التي تخصص لأي عمل فني مستحق، مما أثر على التزامات الوزارة الوصية، قصد تمكين المعنيين بمستحقاتهم المالية لأجل الترويج لهذه الأعمال، وهي إشكالية في آخر المطاف ذات طبيعة سياسية وتدبيرية، فعمل الإدارة الثقافية له تأثير كبير على مفهوم الموسم ،لذلك لابد من الانتباه إلى هذه النقطة الأساسية حتى يمر الموسم الفني والثقافي في أجواء سلسة ،ويكون متضمنا لأعمال جديدة باستطاعتها جلب الجمهور، وأيضا من أجل أن يشكل كذلك حدثا ثقافيا استثنائيا.
الأمر الآخر الذي يعيق الحديث عن دخول فني، يضيف الممثل والمخرج مسعود بوحسين، هو وجود مشاكل ذات طبيعة هيكلية وتنظيمية وقانونية يتخبط فيها المهنيون، مثل ملف الحماية الإجتماعية التي أثارت مشاكل كبيرة على مستوى التنزيل، وكذلك حقوق التأليف والحقوق المجاورة والتنزيل الكلي لقانون الفنان، هذه المشاكل لها تأثيرها السلبي على مستوى هيكلة القطاع الفني.
يجب وهذا مطلب ملح، يقترح بوحسين، أن تكون هناك ضوابط قانونية واضحة تحدد الحقوق والالتزامات لكل الأطراف المتدخلة في هذه العملية، إنتاجا ،برمجة وتسويقا، لذلك وفي غياب كل هذه الشروط، من الصعب الحديث عن موسم دخول فني وثقافي في المغرب،مشددا على أنه يجب ألا ننسى أن حجم الانتظارات كبير جدا بالنسبة لهذه الفئة ولهذا القطاع المهم والأساسي، خاصة في ظل التداعيات الاجتماعية التي خلفتها جائحة كورونا، حيث سجلنا غياب تعامل بشكل منهجي من طرف الوزارة الوصية في مرحلة مابعد هذه الجائحة، زيادة على التعثرات التي حدثت في السابق بفعل البلوكاج الحكومي، وكذلك توالي ثلاثة وزراء على القطاع في ولاية حكومية واحدة، أضف إلى ذلك، أن مايمكن أن نسميه بالصناعة الثقافية والفنية والإبداعية بشكل عام، تتم بعيدا عن الأساس، الذي هو هيكلة القطاع، وبالتالي يبقى هذا الأمر مشروعا معلقا في الفضاء ،بل ينصب الاهتمام على حل المشاكل الآنية بدون رؤية ومخطط قصير المدى على الأقل، وهذا لايتحمله طرف واحد، بل نجد أن الثغرات تتوالى منذ فترة طويلة في غياب رؤية هيكلية وسياسية وثقافية لها بعد استراتيجي،ومن غير ذلك يرى بوحسين، أنه لايمكن أن نستثمر بشكل جيد من أجل تمكين المبدعين بشكل عام من تقديم منتوج جيد وكذلك في غياب توفير الإمكانيات اللازمة، لذلك لابد من الاستثمار في هذا القطاع، وهو مايتطلب رؤية استراتيجية تتعلق بدور الثقافة في المجتمع، ودور الدولة في تقريب الثقافة للمواطنين، لكي يصبح فيها الفنان والمثقف وسيلة، وليس غاية، إذ يكون المواطن هو المستهدف، وبالتالي يصبح هذا الدعم في الحقيقة موجها للمواطن للولوج للخدمات الثقافية والفنية.
المبرر الأساسي لتدخل الدولة، بعيدا عن المعطى السياسي وغيره ، يبقى الهدف والغاية المثلى منه يوضح مسعود بوحسين ، هو تنمية المجتمع ثقافيا أي أن يكون أي منتوج ثقافي في متناول المواطن، وللأسف الشديد، سجل في هذا الباب، عدم وجود هذه الفلسفة، في حين نجد الكل يتمحور حول العمل الفني وعمل الدولة،كما لو كان الأمر مرتبطا برفع للحرج بدون رؤية أو تصور بأفق استراتيجي، وكذلك الفراغات القانونية هي التي تجعل القطاع غير مهيكل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، بمعنى أننا لانتحدث عن المنتوج الثقافي والفني كمحتوى ،بل نتحدث عن الشروط الاقتصادية الخاصة بإلإنتاج والبرمجة بالشكل الذي يجعله يكون له منافع ثقافية بالنسبة للمجتمع وكذلك منافع اقتصادية وتنموية مباشرة وغير مباشرة.
الفنان والمخرج المسرحي عبدالكبير الركاكنة ،يرى أن المغرب يزخر بمجموعة من المهرجانات السينمائية بتيمات متعددة على الصعيد الوطني، كذلك الأمر بالنسبة للإنتاج السينمائي والمسرح، علاوة على تنظيم مجموعة من المهرجانات الأخرى التي تنظم تحت إشراف وزارة الثقافة، وأيضا هناك مهرجانات منظمة من طرف الجمعيات ومعرض الكتاب وحفلات فنية وموسمية.
وأوضح رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما، أن الحديث عن افتتاح موسم فني قار و ثابت على غرار الموسم الدراسي أو الدخول السياسي والاجتماعي، يصعب تأكيد ذلك والإقرار به، حتى في السنوات الماضية.
ورغم الحركية الفنية والثقافية التي تكون طيلة السنة، يضيف الركاكنة، لابد من موسم فني وثقافي يفتتح ويوازي الموسم الدراسي الذي يكون في شهر أكتوبر من كل سنة، له بداية معروفة ومحددة سلفا على صعيد كل جهات المملكة، خاصة ونحن نعيش في ظل الجهوية الموسعة، حيث يمكن أن نرى كل الفنون حاضرة، موسم يلفت له الجميع كما هو الشأن بالنسبة للموسم الدراسي، الذي يعرف حركية مرتبطة بشراء الكتب والمطبوعات المدرسية ،موسم يخلق دينامية تجارية اقتصادية، وينعش ويحفز الاستثمار.
ويشدد عبدالكبير الركاكنة على أن الجمهور له الحق في الاستفادة من الإبداع وتتبع الإصدارات الجديدة والمعارض التشكيلية والعروض المسرحية والأفلام الجديدة أيضا، هذا الافتتاح يرى الركاكنة، يجب أن تكون سياسته الثقافية والفنية واضحة المعالم، ولايقتصر الأمر في هذا المجال على المركز فقط، بل يجب أن يمتد إلى جميع الجهات ،ويكون هناك زخم في هذا المجال ودينامية تعرفها جميع الفضاءات المغلقة والمفتوحة ،لكن للأسف هذا الأمر غير موجود، ويجب تدارك هذا الأمر انطلاقا من الموسم القادم.
ويرى الركاكنة، أنه ليست هناك أولويات في مجال الثقافة والفنون، مسجلا غياب معارض جهوية للكتاب تتضمن فيما تتضمن الإصدارات الجديدة للمبدعين في كل جهة ،وفضاءات لمتابعة الأعمال المسرحية والعروض الفنية الأخرى، ومسرح الأطفال في الفضاءات الداخلية والخارجية والحفلات الموسيقية بجميع أنواعها وأنماطها.
وشدد الفنان والمخرج المسرحي عبدالكبير الركاكنة على أن افتتاح الموسم الفني والثقافي يبقى صعبا ، ويتطلب الأمر إرادة سياسية قوية، من أجل تحقيق هذه الغاية ،ليكون الحدث مناسبة للتشبع بالثقافة والهوية المغربية الغنية بكل تلاوينها.
أيوب ترابي رئيس النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ،يقول لجريدة الاتحاد الاشتراكي، بصفتنا هيئة نقابية تعنى بكل المهن الفنية ،وهي نقابة يؤطرها قانون الفنان 68/16 ، نلاحظ أن هناك ركودا كبيرا مسجلا في مايمكن أن نسمية الموسم الفني لهذه السنة، بالمقابل هناك استنكار كبير من طرف المهنيين، والسبب في ذلك ماحدث في الفترة الصيفية مابين شهري يونيو وغنت 2023،حيث تم تنظيم مجموعة من المهرجانات المحلية، الجهوية والوطني،وتم إقصاء مجموعة من الوجوه الفنية البارزة، التي تحظى بحضور قوي في الساحة الفنية، ومن خلال مشاركتها وحضورها في البرامج العربية وفي المغرب العربي والشرق الأوسط وفي المغرب كذلك، من بين تلك المهرجانات التي تم الإقصاء منها، مهرجان الشواطىء الذي سيطر عليه الوسطاء أو مايسمون بوكلاء الفنانين، في حين يقول أيوب ترابي، أنهم مجرد مرافقين للفنانين، وقد أصبحوا يستحوذون ويهيمنون على هذه المنصات ،رغم أن الشركة المنظمة شبه عمومية، لكن للأسف تم تفويت هذا المهرجان إلى مجموعة من الوكلاء الخاصين بالتنشيط والترفيه، دون أن يعود الأمر إلى ذوي الخبرة وذوي التجربة للاستعانة بهم من أجل إنجاح هذا الأمر ،وعدم إقصاء الفنانين الحقيقيين الذين يستحقون أن يستفيدوا من تكافؤ الفرص، وهو ماكان يوضح رئيس النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ،وهو ماكان مثار استنكار شديد من طرف الفنانين والنقابة أيضا من خلال إصدار بيان في الموضوع، الذي لقي صدى طيبا وتجاوبا من طرف المسؤولين.
وأوضح أيوب ترابي، أن هذا الأمر لايعني أننا ننكر تجاوب القطاع الوصي مع ملفنا المطلبي الذي تقدمنا به كنقابة سنة 2021،حيث تم إنشاء موقعين اثنين، موقع خاص بالمتصة الرقمية للبطاقه المهنية لطالبي البطاقة والموقع الرسمي لدعم المشاريع الموسيقية والأغنية والأولغرافية كذلك.
وفي إطار تنزيل ملف الحماية الاجتماعية الذي أمر بها جلالة الملك محمد السادس من أجل تعبئة كل القطاعات في هذا الباب من أجل الاستفادة من ذلك ،يؤكد ترابي، أننا قطاع مهيكل بحكم قانون الفنان والمهن الفنية، لكن يتم اعتبارنا قطاعا غير مهيكل، لأنه لم يتم تنزيل وتفعيل هذا القانون ،وهو ما نطالب به منذ سنوات بمعية الهيئات النقابية الأخرى وكل الفنانين
من موقعنا كنقابة مهنية تؤطر الفنانين الفئة التي يؤطرها قانون الفنان والمهن الفنية 68,16 يقول أيوب ترابي ،نرى أن الدخول الفني لهذا الموسم عرف تغييرا إيجابيًا بالرؤية والاستراتيجية للوزارة ،من خلال الانفتاح على الهيئات والمؤسسات النقابية الفنية ودعم مجموعة من المشاريع التنموية الثقافية والفنية والاجتماعية المتعلقة بالقطاع الفني،بحيث أنه ازداد عدد كبير من المهرجانات الوطنية والدولية بشتى الأنماط الفنية (الغنائية،السينما،الفيلم،التراث …) الهادفة لخلق أكبر نسبة من فرص الشغل للمهنيين.
ويرى أيوب ترابي أن الموسم الفني، عرف تطورا من حيث الأعمال الفنية ،مما خلق دينامية جديدة داخل القطاع ، وذلك من خلال خلق وتنظيم عدة إنشطة فنية، ملتقيات وطنية تشمل كل المواضيع التي تخص المهن الفنية،جولات فنية غنائية مسرحية،مهرجانات وطنية .