مشادات في حدائق الدار البيضاء خلال حملة لجمع الكلاب الضالة

شهدت بعض حدائق الدار البيضاء مؤخرا مشهدا متوترا خلال حملة لجمع الكلاب الضالة، شاركت فيها فرق «كازا بيئة».
عند انطلاق العملية، صادفت الفرق مقاومة من طرف بعض أصحاب الكلاب، الذين رفضوا التخلي عن حيواناتهم، بالإضافة إلى مقاومة الكلاب للفرق المكلفة، ما تسبب في حالة من الارتباك والاضطراب واضطر بعض المارة إلى الابتعاد خوفا من العراك أو إصابة من قبل الحيوانات.
الموقف تصاعد بسرعة، حيث حاول القائمون على الحملة جمع الكلاب في حين كان أصحابها يصرون على منعهم بالقوة ، ما أدى إلى مواجهات مباشرة بينهم انتهت بتمكن أصحاب الكلاب (حراس ليليون أو حراس سيارات) من نزع حيواناتهم من أيدي العمال المسؤولين عن جمعها.
غير أن هذا المشهد أبرز التناقض في مواقف بعض المواطنين الذين يعبرون عن رغبتهم في مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة والحفاظ على نظافة الحدائق والأحياء، غير أنهم وعند معاينتهم للعملية بشكل مباشر، يظهرون رفضا للطريقة التي تُجمع بها هذه الكلاب، محافظين على روابطهم العاطفية معها أو رفضا للوسائل المعتمدة في العملية.
بل إن بعض المارة التي عاينت الجريدة ردود أفعالهم بدأوا في الصراخ والمطالبة بالقضاء على مظاهر أخرى متفشية في المجتمع عوض التركيز على محاربة تلك الحيوانات «المسكينة» على حد قول إحدى السيدات .
يذكر ان الكثير من الحوادث كان أبطالها كلاب ضالة تعكس المخاطر المرتبطة بها، منها وفاة طفل بعد هجوم كلاب ضالة بجماعة بوحلو، وهجوم في إقليم اليوسفية تسبب في إصابة أكثر من 38 رأس ماشيّة، بالإضافة إلى حكم قضائي في الدار البيضاء غرّم المجلس الجماعي لتعثره في حماية مواطنة تعرضت لهجوم كلاب ضالة بمنطقة ليساسفة، إضافة إلى الكثير من الحوادث الأخرى المؤسفة التي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين خصوصا بالقرى و الجبال، وهو المعطى الذي ربما نسيه هؤلاء المارة الغاضبون.
تشريعيا، كانت الحكومة المغربية قد صادقت بتاريخ 10 يوليوز 2025 على مشروع القانون رقم 19.25، الذي يسعى إلى تنظيم التعامل مع الحيوانات الضالة. من بين مقتضياته منع تقديم المأكل أو المأوى أو العناية بها في الفضاءات العمومية بدون ترخيص، مع غرامات مالية.
هذه الواقعة تسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها السلطات والجمعيات البيئية في إدارة الكلاب الضالة بالدار البيضاء، سواء من حيث الجانب التقني أو حساسية المواطنين تجاه الحيوانات، ما يفرض البحث عن حلول تراعي توازن النظافة العامة وحقوق الحيوانات ومشاعر أصحابها، مع ضرورة التخطيط المسبق وإشراك السكان لتفادي الاحتكاك والمشادات المستقبلية.


الكاتب : خ مشتري

  

بتاريخ : 05/11/2025