مطالب بتسريع تأهيل ملعب 20 غشت وتكسية أرضيته بالعشب الطبيعي لإنقاذ موسم النادي المكناسي

فرضت الاستحقاقات القارية المقبلة للأندية الوطنية، إلى جانب استعدادات المنتخب الوطني لكأس إفريقيا للأمم والمنافسات العربية، توقف البطولة الاحترافية للقسم الأول، وهو توقف وإن بدا ضروريا على مستوى الأجندة الكروية، فإنه يرخي بظلال ثقيلة على الفرق الوطنية.
فمن جهة، يشكل هذا التوقف كلفة مادية وتقنية على الأندية، لما يسببه من تراجع في الإيقاع التنافسي للاعبين، بينما قد يفيد بعض الفرق المتعثرة في إعادة ترتيب أوراقها قبل استئناف المنافسة.
غير أن وضعية النادي المكناسي تبدو أكثر تعقيدا من غيره، بفعل محدودية موارده المالية التي تعتمد أساسا على دعم المؤسسات المنتخبة وبعض المستشهرين بنسبة ضعيفة، وبسبب غياب ملعب خاص للتداريب، وهو العائق الأكبر الذي يرهق المكتب المسير والإدارة التقنية ويحد من جاهزية الفريق في منافسة بطولة صعبة.
وفي الوقت الذي تفخر فيه المملكة بإنجاز ملاعب عالمية استعدادا لاحتضان كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يظل من المفارقات المثيرة أن مدينة بحجم مكناس لا تتوفر على ملعب كبير يليق بتاريخها، ولا حتى على ملعب مخصص لتداريب فريقها الأول. وهو الواقع الذي يُجسّد فعليا ما عبر عنه جلالة الملك من كون المغرب يسير بسرعتين متفاوتتين.
وهنا يبرز ملعب 20 غشت الخاص بألعاب القوى كخيار عملي يمكن استثماره بشكل مرحلي، في إطار شراكة تجمع جماعة مكناس والنادي المكناسي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. فهذا الفضاء الرياضي التاريخي يمكن أن يظل محتفظا بوظيفته الأصلية، مع إعادة تأهيل أرضيته وتكسيتها بالعشب الطبيعي بما يسمح بتقاسم حصص التداريب بين ألعاب القوى وكرة القدم دون تعارض.
وتفيد المعطيات المتاحة أن جامعة كرة القدم أبدت استعدادها لتحمل كلفة إعادة تأهيل الملعب، نظرا لما يخلفه العشب الاصطناعي من مخاطر إصابات وتأثيرات سلبية على أداء اللاعبين. ويزداد هذا المطلب إلحاحا بالنظر إلى أن لاعبي الكوديم يتدربون حاليا داخل مؤسسة عسكرية، في سابقة من نوعها في المغرب، وهو عمل يستحق التنويه به إلا أن الأرضية لا تستجيب لمعايير الجودة المطلوبة.
وكان مجلس جماعة مكناس قد صادق سابقا على تخصيص قطعة أرضية مساحتها ثلاثة هكتارات، بمحاذاة المقبرة الأوروبية، لفائدة النادي المكناسي قصد تشييد ملاعب للتداريب بالعشب الطبيعي، إضافة إلى مشروع فندق ومطعم خاص بالفريق. غير أن تفعيل الاتفاقية الثلاثية بين الجماعة والنادي والجامعة مايزال ينتظر استكمال المساطر القانونية.
وأمام هذا الوضع، يبرز مطلب التعجيل بتأهيل ملعب 20 غشت باعتباره الحل الأسرع والواقعي والأقل كلفة لإنقاذ الحصيلة التقنية للنادي خلال الموسم الجاري، أو على أبعد تقدير الموسم القادم، في انتظار إخراج مشروع الملاعب الجديدة إلى حيّز التنفيذ. كما يشكل هذا الورش فرصة لإعادة الاعتبار لمعلمة رياضية تاريخية كانت شاهدة على فصول مهمة من ذاكرة ألعاب القوى الوطنية في ارتباطها مع الأبطال المغاربة العالميين.
إن عشاق ومحبي وأنصار وعموم جماهير النادي ومكونات النادي تنتظر من مجلس جماعة مكناس ومن جامعة كرة القدم خطوات عملية وقرارات جريئة، تُنهي زمن الانتظار وتضع النادي المكناسي على سكة التدبير المحترف إسوة بباقي الأندية الوطنية.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 03/12/2025