مقاطعات الدارالبيضاء تسير على إيقاع الخلافات والصراعات

 

 

تأججت مؤخرا الصراعات والخلافات في بعض المقاطعات الستة عشر المؤثثة للمدينة، هذه الصراعات كانت بادية منذ انتخاب المكاتب المسيرة لها، لكن مع الاقتراب من العد العكسي للزمن الانتخابي يلاحظ بأن هذه الصراعات ترتفع حدتها بشكل ملحوظ .
في مقاطعة عين السبع، توقف الزمن التدبيري لتتربع على عرش الأحداث الكيفية التي سيتم بها الإطاحة برئيس المقاطعة، من طرف أحزاب التحالف الثلاثي الحكومي المكون من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال ومعهم الاتحاد الدستوري، عقدت إلى حدود الآن دورتان من أجل الدفع بالرئيس للاستقالة، كلتاهما أجلتا لأن التحالف غير منسجم وكل عضو فيه يضرب الحساب للاستحقاقات القادمة، لأن معظمهم قد يغير الحزب إن بدت مصلحته في ذلك، هكذا نجد أن أعضاء من الاتحاد الدستوري والاستقلال والبام ما زالوا في صف الرئيس ما يجعل النصاب عند التحالف غير مكتمل للإطاحة برئيس من خارجه، دعمه أعضاء من ذات التحالف في بداية الولاية، بسبب الخلافات المبكرة لهذا التحالف، قبل أن يغيروا رأيهم في نصف الولاية، وهو ما يؤكد أن التحالف الحكومي، عكس ما يدعيه، لا يتوفر على مشروع موحد ورؤية موحدة .
مقاطعة الحي الحسني، بدورها، تعيش على إيقاع الفوضى، حتى أن المتتبع يصعب عليه تحديد من يدبر شؤون هذه المقاطعة، هل المجتمع المدني أم الأغلبية الحكومية المكونة من الأحزاب التي ذكرنا آنفا، أم المعارضة، جل دورات هذه المقاطعات تعرف تعثرات كبيرة وفوضى عارمة، كذلك الشأن بالنسبة لمقاطعة سيدي بليوط، التي ترأسها عضو من حزب الأصالة والمعاصرة، حيث انقلب عليها التحالف وأصبح أكبر معارض لأدائها، وكاد هذا التحالف أن ينجح في قلب الطاولة عليها، عندما بدأ المعارضون في جمع توقيعات تطالبها بالرحيل إلا أن العملية توقفت في آخر لحظة بعد تدخل رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء، التي دعت أعضاء حزبها بهذه المقاطعة إلى عدم الدخول في هذه المغامرة، لكن الوضع بهذه المؤسسة لا يعجب أحدا بسبب هذه الخلافات والصراعات التي انطلقت منذ السنة الأولى من عمر التدبير الحالي، والمشهد الذي يأتينا من خلال انعقاد الدورات مخجل ولا يسر، ويعطي صورة مشوهة عن مدينة أرادتها الدولة أن تصبح عاصمة للمال والأعمال، خاصة أن ساحتها هي تراب سيدي بليوط الذي يعد مركزا للمدينة والقلب النابض لها، المشاهد تتضمن الفوضى وتبادل الاتهامات بين أعضاء هذا التحالف، ولا حديث خلاله عن أي مشروع أو استراتيجية، حتى إن كل المتتبعين يجهلون ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه التخاصمات والتطاحنات، لكن الأكيد والمؤكد هو أنها غير مهتمة بساكنة المنطقة ومشاكلها .
باقي المقاطعات تعيش على إيقاع نفس الصراعات، وإن كانت غير معلنة لكن بإطلالة على جلسات الدورات نجد الاتهامات والتشاجرات وما إلى ذلك، وقد تحتدم هذه الصراعات في القادم من الأيام بسبب قرب انتهاء الولاية .


الكاتب : ع-رياض

  

بتاريخ : 29/01/2025