وقع في الآونة الأخيرة ارتباك في عملية دفن موتى المسلمين بمقبرة الغفران بالدارالبيضاء، حتى أن ازدحاما أضحت تشهده هذه المقبرة يوميا، وبحسب بعض أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء، فإن هذا الارتباك مرده بطء حفر القبور التي أصبحت تحفر يدويا، بحكم أن آلات الحفر لا يمكنها الدخول وسط المقابر للوصول إلى الأراضي المخصصة للدفن، وتابع هؤلاء بأن المقبرة وفي هذه الفترة من السنة تستقبل ما لايقل عن 80 جثة يوميا حيث تكثر الوفيات، وقال مستشار بمقاطعة اسباتة إن الوفيات في منطقته تصل أحيانا إلى تسع، وهو ما يجعل الضغط كبيرا على المقبرة التي تستقبل أموات عدد من المقاطعات البيضاوية، بالإضافة إلى اموات كل من مديونة والمجاطية والهراويين، وأوضح المتحدث بأنه، أحيانا خاصة أيام الجمعة، تجتمع عشر جنائز، على الأقل، في وقت واحد، ويرغب المرافقون لها أداء صلاة الجمعة في مسجد المقبرة، وهو الأمر الذي دفع المسؤولين على المقبرة إلى تنظيمه، من خلال دفع الناس إلى دفن موتاهم قبل موعد الصلاة أو بعدها تفاديا للازدحام وما إلى ذلك.
عادة يسير هذه المقابر مجلس مجموعة التعاون الاجتماعي، وهو مجلس يتكون من 4 أعضاء من مجلس مدينة الدارالبيضاء 2 من مقاطعة ابن امسيك وعضو من مقاطعة عين الشق وآخر من مقاطعة اسباتة، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء من إقليم مديونة، واحد يمثل جماعة مديونة والثاني يمثل جماعة الهراويين والثالث يمثل جماعة المجاطية، لكن هذا المجلس، للأسف، لم يشكل هياكله إلى حدود الآن، بسبب المزايدة حول من سيرأسه، لتترك أمور التدبير للشركة المستغلة، والتي تسقط في العديد من الأخطاء .
بدورها مقبرة الرحمة تشهد، هي الأخرى، مشاكل عدة بسبب كثرة الوفيات اليومية خاصة مع اجتياح وباء كوفيد، إذ تستقبل بدورها نفس العدد الذي تستقبله مقبرة الغفران من الوفيات، ومع ارتفاع عدد الموتى ظهر مشكل آخر هذه الأيام، وهو الخصاص في سيارات نقل الأموات التابعة للمقاطعات، وهو ماجعل تدبير هذا المرفق يتخذ منحى آخر بحيث أصبح الرؤساء لا يسمحون بأن تنتقل هذه السيارات إلى مناطق بعيدة عن ترابها.