مكالمة هاتفية للمدرب فؤاد الصحابي تعيد سؤال التلاعب في نتائج المباريات إلى الواجهة، وهو سؤال يتكرر مع اقتراب الموسم الرياضي من نهايته.
ما صرح به الصحابي ليس جديدا، ولا يمكن اعتباره مجرد ردة فعل غاضبة بعد انفصاله عن فريق الكوكب المراكشي، لأن الرجل يملك ما يكفي من التجربة والنضج ما يجعله محصنا من الوقوع في زلات لسان ليست بالهيّنة، اتهامات كانت واضحة ولا تحتاج إلى فك رموزها، قالها بالواضح، أشار إلى تلاعب في نتائج بعض مباريات فريق الكوكب المراكشي في محاولة لتفادي النزول إلى القسم الوطني الثاني.
لا يهم اليوم طرح سؤال تأخر الصحابي كل هذه المدة للخروج بمثل هذا التصريح، ولا يهم ما الذي دفعه اليوم للكشف عن هذه الحقائق الخطيرة، ولا يهم إن خرجت بعض الأطراف لاتهام مدربها السابق بالعمل لصالح جهة معينة، ما يهم اليوم، هو موقف الجامعة ولجنة أخلاقياتها من القضية، وإن كانت تملك الشجاعة للخوض في الموضوع، أم أنها ستعتمد سياسة « كم من حاجة قضيناها بتركها «، لتنضاف القضية إلى العديد من القضايا المتعلقة باتهامات البيع والشراء وتأخذ مكانا لها في أرشيف اللجنة، خاصة وأن أحد أعضائها صرح لأحد المواقع الإلكترونية دون الكشف عن اسمه، كما هي عادة المسؤولين بالجامعة دائما، « أنه من الصعب فتح تحقيق في تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية من المفترض أنها دارت في ظروف حبّية بين الصحابي الذي تفاعل بتلك الطريقة مع حديث المشجع المراكشي. ولنفترض أن صوت المتكلم في ذلك التسجيل يعود للصحابي فعلاً، فهذا الأخير تحدث بطريقة عفوية، وتجاوب بحماس مع حديث المشجع. « .
ما صرح به المسؤول بلحنة الأخلاقيات هو عنوان للتملص من فتح تحقيق مسؤول للوقوف على حقيقة ما جاء في تصريح المدرب الصحابي، لأن المكالمة كانت واضحة ولا تحتاج لتقديم شكوى من طرف معين للجامعة، وهو عنوان أيضا، لتصرف اللجنة في ما يستقبل من حالات الغش في نتائج المباريات.
الصحابي وبعد تسرب المكالمة الهاتفية، التزم الصمت، ورفض الخوض في الموضوع وأرجأه إلى نهاية الموسم الرياضي حتى لا يتهم بالتأثير على الفريق المراكشي الذي يعاني في أسفل ترتيب فرق القسم الأول، ما أدخله خانة الفرق المهددة بالنزول إلى القسم الموالي. هو موقف ناضج بعد أن قال المفيد من الكلام، لتبقى الكرة اليوم في مرمى الجامعة ولجنتها، والخوف من أن تلتزم الصمت كعادتها أو تختبئ وراء عامل التقادم الذي لا معنى له في مثل هذه الحالات التي تسيء إلى سمعة الجامعة والكرة الوطنية. فالصمت المتكرر وعدم الفصل في الاتهامات في حينها يولّد المزيد من القضايا الشبيهة.