ملف‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬يشهد ‭»‬تغييرا‭ ‬جزئيا‭ «‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة

ورث‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أزمة‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬احتل‭ ‬خلالها‭ ‬ملف‭ ‬الصراع‭ ‬مقعدا‭ ‬خلفيا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬بفعل‭ ‬سياسات‭ ‬إدارة‭ ‬سلفه‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬ويرى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬أمام‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬سياسة‭ ‬واشنطن‭ ‬وتغيير‭ ‬الواقع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإلغاء‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬قضيتهم‭. ‬واعترف‭ ‬ترامب‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2017‭ ‬ثم‭ ‬أطلق‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬معروفة‭ ‬إعلاميا‭ ‬باسم‭ «‬صفقة‭ ‬القرن‭»‬،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬رفض‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بشدة‭ ‬أي‭ ‬تعاطي‭ ‬مع‭ ‬الخطة‭ ‬وأعلنوا‭ ‬مقاطعة‭ ‬واشنطن‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬اعتبروه‭ ‬تعديا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬حقوقهم،‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬طرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬مبادرة‭ ‬لكسر‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬لتراجع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عبر‭ ‬الدعوة‭ ‬لانعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬بمشاركة‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬أي‭ ‬آليات‭ ‬فعلية‭ ‬لتنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وسط‭ ‬معارضة‭ ‬أمريكية‭ ‬وإسرائيلية‭.‬

‭ ‬‮-‬‭ ‬التغيير‭ ‬الأمريكي‭ ‬طفيف‭ ‬‮–‬

‭ ‬يرى‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القدس‭ ‬أحمد‭ ‬رفيق‭ ‬عوض‭ ‬أن‭»‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬له‭ ‬بايدن‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باعتبارهم‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التحدث‭ ‬بلغة‭ ‬عالمية‭ ‬ومحاولة‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬وليست‭ ‬مواجهتها‭». ‬ويقول‭ ‬عوض‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬‮((‬شينخوا‮))‬،‭ ‬إن‭ ‬تولي‭ ‬بايدن‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭»‬سيصاحبه‭ ‬تغيير‭ ‬ملحوظ‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ «‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬بخطة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬سلفه‭ ‬ترامب‭ ‬المعروفة‭ (‬صفقة‭ ‬القرن‭) ‬ولن‭ ‬يبني‭ ‬عليها‭ ‬كونه‭ ‬يؤمن‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإعادة‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتقديم‭ ‬حوافز‭ ‬اقتصادية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيض‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭»‬،‭ ‬ويشير‭ ‬عوض،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬بايدن‭ ‬قد‭ ‬تشهد‭ «‬عودة‭ ‬لمفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬دولية‭ ‬ترعى‭ ‬عملية‭ ‬التفاوض‭ ‬بمشاركة‭ ‬أمريكية‭»‬،‭ ‬وأعلن‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ريتشارد‭ ‬ميلز‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬إحاطة‭ ‬له‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تسعى‭ ‬لتجديد‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬واتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬الممثلية‭ ‬والبعثات‭ ‬التي‭ ‬أغلقتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الماضية،‭ ‬وأضاف‭» ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فرض‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬والجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وأي‭ ‬تحرك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمشاركة‭ ‬الطرفين،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬خطوات‭ ‬أحادية‭ ‬مثل‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭.»‬
‭ ‬وتوقفت‭ ‬آخر‭ ‬مفاوضات‭ ‬للسلام‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مارس‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬بعد‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬برعاية‭ ‬أمريكية‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬الممتد‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬عقود‭. ‬

‮- ‬‭ ‬قدوم‭ ‬بايدن‭ ‬دفن‭ ‬صفقة‭ ‬ترامب‮ -‬

‭ ‬يرى‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬رجب‭ ‬أبو‭ ‬سرية،‭ ‬أن‭»‬قدوم‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬دفن‭ ‬نهائيا‭ ‬صفقة‭ ‬ترامب‭ ‬ووضع‭ ‬حدا‭ ‬نهائيا‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يحلم‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ببنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬ضم‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويقول‭ ‬أبو‭ ‬سرية‭ ‬لـ‭ ‬‮((‬شينخوا‮))‬،‭ ‬إن‭ «‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تعارض‭ ‬أي‭ ‬إجراءات‭ ‬أحادية‭ ‬الجانب‭ ‬وتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬للمفاوضات‭ ‬برعايتها‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬أمر‭ ‬فوري،‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭»‬،‭ ‬ويشير‭ ‬أبو‭ ‬سرية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ «‬ستضغط‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬عما‭ ‬رأته‭ ‬إنجازات‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬وتجاوز‭ ‬الملف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومطالبتها‭ ‬برعاية‭ ‬التحالف‭ ‬الأمني‭ ‬الجديد‭ ‬الإسرائيلي‭/‬العربي‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭».‬

‭ ‬‮-‬‭ ‬تواصل‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‮ -‬

‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاستها‭ ‬عملت‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬اختراق‭ «‬تاريخي‭» ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬التحول‭ ‬الحاصل‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬قضيتهم،‭ ‬وتمثل‭ ‬الاختراق‭ ‬بإعلان‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬هي‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والبحرين‭ ‬والسودان‭ ‬والمغرب،‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوساطة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ويقول‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬طلال‭ ‬عوكل،‭ ‬إن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭»‬ستواصل‭ ‬تعزيز‭ ‬الانفتاح‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تأثيره‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭». ‬ويضيف‭ ‬عوكل‭ ‬لـ‭ ‬‮((‬شينخوا‮))‬،‭ ‬أن‭»‬إحداث‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تقدما‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬يعطي‭ ‬انطباعا‭ ‬بوجود‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭». ‬ويتابع‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭» ‬يعود‭ ‬للسياسة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬سارت‭ ‬عليها‭ ‬الإدارات‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬فالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليست‭ ‬مؤشرا‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬وحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬المصلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ويطيل‭ ‬عمرها‭».‬

‮- ‬‭ ‬صفقة‭ ‬ترامب‭ ‬أيدت‭ ‬الاستيطان‭‬‮-‬

‭ ‬وشكل‭ ‬طرح‭ ‬ترامب‭»‬صفقة‭ ‬القرن‭» ‬إعطاء‭ ‬ضوء‭ ‬أخضر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواصلة‭ ‬بناء‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مطالبة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بتقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬عاصمة‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ويرى‭ ‬أستاذ‭ ‬قسم‭ ‬الدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بار‭ ‬إيلان‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬جوناثان‭ ‬رينهولد‭ ‬أن‭ «‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬منحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تأييدا‭ ‬لبناء‭ ‬الاستيطان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬خطط‭ ‬وضعتها‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭». ‬وقال‭ ‬رينهولد‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬‮((‬شينخوا‮))‬‭ «‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تصادم‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مع‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭»‬،‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬يعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للسياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬الإقليمية‭ ‬نمرود‭ ‬غورين،‭ ‬أن‭» ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬تضاءلت‭ ‬فيها‭ ‬فرص‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬بسبب‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬ضد‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإضعاف‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭». ‬ويقول‭ ‬غورين‭ ‬لـ‭ ‬‮((‬شينخوا‮))‬‭ ‬إن‭ ‬على‭ «‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تولي‭ ‬أهمية‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬والالتزام‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭». ‬
ويعيش‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬سياسي‭ ‬داخلي‭ ‬يجعل‭ ‬السلام‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬المحادثات‭ ‬غير‭ ‬مجدية،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬المقبل،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المعروف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬نتنياهو‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬حيث‭ ‬تهيمن‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليمينية‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬التنازلات‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أمرا‭ ‬مستبعدا،‭ ‬كما‭ ‬سيتوجه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬المقبل،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستكون‭ ‬خيارا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وصول‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮(‬حماس‮)‬‭ ‬للسلطة‭.‬

– موسكو‭ ‬تقترح‭ ‬مؤتمرا‭ ‬وزاريا-

وذكرت‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬بريس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرغي‭ ‬لافروف‭ ‬اقترح‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تطبيق‭ ‬الفكرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬القاضية‭ ‬بتنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬حول‭ ‬النزاع‭ ‬الإسرائيلي‮-‬الفلسطيني،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬مع‭ ‬عشرة‭ ‬مشاركين،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الربيع‭ ‬أو‭ ‬الصيف،‭ ‬ومذكرا‭ ‬بأن‭ ‬روسيا‭ ‬وافقت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬شتنبر‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬لعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬مطلع‭ ‬2021‭ «‬لإطلاق‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭»‬،‭ ‬أعطى‭ ‬الوزير‭ ‬تفاصيل‭ ‬عن‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬عبر‭ ‬الفيديو‭ ‬حول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.‬
وأعلن‭ «‬نقترح‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬في‭ ‬ربيع-صيف‭ ‬2021‭ ‬مؤتمر‭ ‬وزاري‭ ‬دولي‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬روسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬كأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الرباعية‭ ‬‮(‬للوساطة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮)‬‭ ‬وأربع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬هي‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬وبالطبع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭».‬
وأضاف‭»‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬أيضا‭ ‬دعوة‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬وراء‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭» ‬بدون‭ ‬تحديد‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬زمان‭ ‬لعقد‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭.‬
وقال‭ ‬لافروف‭ «‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬منصة‭ ‬لإجراء‭ ‬تحليل‭ ‬شامل‭ ‬للوضع‭ ‬ومساعدة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬حوار‭» ‬مذكرا‭ ‬بأن‭ ‬روسيا‭ «‬مستعدة‭ ‬أيضا‭ ‬لان‭ ‬تستضيف‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬اجتماعا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭».‬
وأعربت‭ ‬الصين‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬اقتراح‭ ‬لافروف‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬اقترحها‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الآخرين‭.‬
وخلال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬السنوية‭ ‬الأخيرة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أعلن‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع‭ ‬الإسرائيلي‮-‬الفلسطيني‭ «‬على‭ ‬أساس‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭» ‬والمعايير‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭.‬
و‭ ‬شدد‭ ‬معظم‭ ‬المشاركين‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ «‬حل‭ ‬الدولتين‭».‬
وأكد‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬الموقت‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ريتشارد‭ ‬ميلز‭ ‬أن‭ «‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ستعيد‭ ‬التعامل‭ ‬الموثوق‭ ‬به‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭».‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬يعتزم‭ «‬إعادة‭ ‬برامج‭ ‬المساعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬واتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬أغلقتها‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭» ‬بدون‭ ‬إعطاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭.‬
وقبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬توقفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮(‬أونروا‮)‬‭ ‬وأغلقت‭ ‬مكتب‭ ‬التمثيل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬
وفي‭ ‬بيان‭ ‬مشترك،‭ ‬دعا‭ ‬أعضاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬إيرلندا‭ ‬وإستونيا‭ ‬وفرنسا،‭ «‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬زخم‭ ‬اتفاقات‭ ‬التطبيع‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭».‬
وأضاف‭ ‬البيان‭ «‬ندعو‭ ‬الجانبين‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬ومتبادلة‭ ‬لاستعادة‭ ‬الثقة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لاستئناف‭ ‬محتمل‭ ‬للمفاوضات‭ ‬الإسرائيلية-الفلسطينية‭».‬

 

 


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 01/02/2021

أخبار مرتبطة

  يقول غارسيا ماركيز «إن الحياة ليس ما يعيشه أحدنا وإنما ما يتذكره ومن يتذكره وكيف يتذكره». انطلاقا من هذه

ليس هناك أي نص قادر على تحاشي نهايته حتى لو كنا أمام «كتاب الرمل» نفسه. النهاية، في نظري، هي «كعب

في تطور لافت ومثير، وجه عامل عمالة مكناس استفسارات إلى ستة مستشارين جماعيين من الأغلبية المسيرة لجماعة مكناس، على خلفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *