بعد سبعة أسابيع من التنافس على لقب برنامج دريم أرتيست 2023 Dream artist، بلغ للبرايم النهائي ثلاثة فنانين (محمد أهناش، إقبال بربري، وأسامة آيت واحي)، تبارى جميعهم على الحلم الذي اشتغلوا عليه منذ الأسبوع الأول من المنافسة القوية، إلى حين توجب على الثلاثة الباقين الاشتغال على معرض يتضمن ثلاثة أعمال مختلفة، ليصل لخط الوصول، مساء الاثنين 6 نونبر 2023، ممثل إقليم خنيفرة، محمد أهناش، بحصوله على لقب البرنامج بعدما أقنع لجنة التحكيم بالعمل الفني الذي قدمه، مع منحه جائزة البرنامج التي هي عبارة عن غلاف مالي بقيمة 350 ألف درهم، وقد تميز البرايم النهائي بإحضار أبوي كل فنان من الفنانين المتنافسين.
وقد عرف برنامج”Dream Artist” ، الذي تبثه القناة الثانية المغربية 2M، مساء كل اثنين، مشاركة مجموعة من المواهب الشابة الذين تم اختيارهم لخوض غمار المنافسة والتعريف بمواهبهم خلال البريمات، وقد أبرزت صفحة خاصة أن المشاركين “يقدمون أفضل ما لديهم، ويستفيدون من خبرة المؤطرين وملاحظات لجنة التحكيم، على أن تكون إبداعاتهم في مواضيع يختارها المشرفون عن البرنامج”، وأن تكون “مفاجئة وغير متوقعة، الأمر الذي يخلق لديهم توترا وضغطا، إما النجاح في تجاوزه أو الإخفاق فيه”، على أن ينتهي الأمر أمام “إصرار المشاركين على الفوز باللقب وبالجائزة المالية”.
وعلى غرار الدورة الأولى من البرنامج، عرف في موسمه الثاني، على القناة الثانية دائما، منافسة قوية بين فنانين شباب من مناطق وجهات المملكة، وفي مختلف مجالات الفن والإبداع، ومنها أساسا التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والكرافيتي والرسم الرقمي والنحت، ويجمعهم البرنامج على مدى 7 أسابيع من عمر المنافسة التي سجلت متابعة واسعة للمشاهدين المغاربة، داخل الوطن وخارجه، حيث استمرت المنافسة بشكل قوي، خلال برايمات الموسم الثاني من البرنامج، عبر مواد وتقنيات جديدة استعملها الفنانون للمرة الأولى لإقناع لجنة التحكيم بإبداعاتهم وأعمالهم الفنية المتنوعة.
وكان ممثل خنيفرة، محمد أهناش، خلال حلقة سابقة من البرنامج، والتي كان موضوعها حول “الروابط الاجتماعية” أن قرر الاشتغال على عمل فني بعنوان: “انطواء: تقريبا أنا”، وهو، حسب ما رآه في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، “عبارة عن أداء Installation, Performance، وقريب من عمل تعبيري ذاتي، قام فيه بعرض يمثل الصراع الداخلي الجدلي في الإنسان، بين الجانب المظلم والانعزالي الذي يجعل المرء انطوائيا، وينجح في توهيمه بأخطاء وأعباء”، و”كيف أن الخوض في تشخيص الحالة يحمل معه الأذى والمعاناة والأرق العاطفي، ويكون سببا في القلق الاجتماعي”.
كما فات لذات الفنان الشاب، محمد أهناش، أن تمكن من التفوق والحصول على “الحصانة” والتأهل بها لدور موالي من برنامج Dream Artist في موسمه الثاني الذي دخله هذا الفنان بعمل اشتغل فيه على “تفاصيل الزربية الزيانية والمرابطية، مع محاولة دمجها مع جمجمة قام فيها بعمل تطريز للطبلة، وإضافة أشكال مماثلة للرموز، وقطع أخرى من العظام، بشكل إبداعي فريد من نوعه، مؤكدا أن قراره الاشتغال على عمل فني مثلا بعنوان: “الطبلة” يأتي ل “إبراز الأصل الجغرافي والثقافي الذي نشأ فيه، والمرتبط أساسا بثقافة منطقة دوار آيت معي أيت عزوز، إقليم خنيفرة، ويعني فن النسيج والزربية نموذجا”.
ومن عمل “الطبلة” مثلا، والذي “كان له التأثير الكبير في تكوين الهوية الفنية له”، حسب قوله، أضاف محمد أهناش أن “الرمزية والقيمة الفنية لهذا العمل تتمثل في محاولة تصوير وتجسيد هذا الاتصال المستغرق بين أصوله الجغرافية والثقافية”، كانت حلقات البرنامج قد سجلت اشتغال الفنانين المشاركين على مواضيع مختلفة، منها مثلا عالم النباتات، الروابط الاجتماعية، الاجهاد أو القلق المائي التي انتقل الفنانون حوله إلى متحف محمد السادس لحضارة الماء، بمراكش، من أجل تحضير أعمالهم الفنية حول الموضوع، إضافة إلى حلقة جرى الاشتغال فيها على أعمال فنية يمكن إدماجها في أي فضاء عمومي.
ويذكر أن الفنان الزياني محمد أهناش، يتألق فنيا من حين لآخر بأعمال ومواضيع مختلفة، مع تقديم تركيب يمثله ويجمع بين هوية أعماله الفنية ويخلق اتصالا بين مواد الاشتغال، العظام والخيط، ومحاولة نسج العظام وخلق اتصال بينهما بنسيج على تقنية التركيب”، فضلا عن “إبراز الألوان وتقديمها بصورة تسمح بإضافة بهجة وسرور إلى رمادية الموت”، فيما تناولت المجلة الفنية الشهيرة diptyk، موضوعات فنيا له، وهي من الدوريات الفنية التي تهتم أكثر بالفنانين المعاصرين ممن يعدون من الأسماء الواعدة في قائمة المبدعين الأكثر تميزا، ومن مروضي إبداعاتهم بصورة تسمح بإضافة بهجة وإثارة للجمهور.
كما كان ذات الفنان الشاب من بين المشاركين البارزين في معرض “متحف الحمار” بمدينة طنجة، ما بين العاشر دجنبر 2022 وفاتح فبراير 2023، ويعتبر هذا المتحف من المعارض الشهيرة التي ترحب بفنانين لهم ممارسات وخلفيات مختلفة تتعلق بالمناظر الطبيعية والحيوانات، وقد برع فيه الفنان أهناش بعرض لوحات من تركيبات وتطريزات مكونة من العظام، علما أن هذا المتحف/ المعرض هو لمؤسسه المصور والناشط البيئي، عبد الرحيم بن عتابو، وقد جعله مفتوحا في وجه الجمهور بشكل دائم من باب التذكير بأدوار الحمار عبر التاريخ، وبرمزيته في الصبر والتحمل.