في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، الذي يحل في العاشر من غشت من كل سنة، أظهرت مؤسسة وسيط المملكة التزامها العميق بخدمة مغاربة العالم من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة تواصلية على مستوى مختلف عمالات وجهات المملكة، تركزت على تعزيز الرقمنة وتبسيط آليات التواصل مع الجالية المغربية، في خطوة تعكس حرص المؤسسة على جعل حقوق المرتفقين، أينما كانوا، في صميم عملها الإداري.
وقد أكدت المؤسسة في بلاغ لها أن مشاركتها في هذه الأنشطة، التي جاءت تحت شعار “ورش الرقمنة.. تعزيز لخدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم”، تعكس رغبتها في ترسيخ مبادئ الحكامة والشفافية في التعامل مع قضايا الجالية، مع التركيز على استثمار الأدوات الرقمية لتقليص الفجوة الجغرافية، وتسهيل الولوج إلى خدماتها، وضمان إنصات مباشر لتظلمات المرتفقين.
وانطلقت فعاليات المؤسسة عبر منهجية موحدة شملت المندوبيات الجهوية والمحلية ونقط الاتصال، حيث تم تفعيل أروقة خاصة في جهات فاس-مكناس، طنجة-تطوان-الحسيمة، بني ملال-خنيفرة، والدار البيضاء-سطات، إلى جانب المصالح الخارجية للإدارات ومؤسسات الائتمان، بهدف توفير فضاءات للتواصل المباشر مع أفراد الجالية المغربية. وقد شكلت هذه الأروقة آلية فعالة لتعزيز خدمة القرب، إذ كانت مخصصة للاستماع إلى التظلمات، تقديم الإيضاحات اللازمة، وتوجيه المرتفقين نحو المصالح الإدارية أو القضائية المعنية في الحالات الخارجة عن اختصاص المؤسسة، مما يعكس نهج المؤسسة في معالجة القضايا الفردية والجماعية لمغاربة المهجر بطريقة شفافة ومنهجية.
وفي هذا السياق، أبرزت المؤسسة أهمية تقديم التوجيه والإرشاد، حيث لم يقتصر دورها على تسجيل التظلمات، بل شمل توجيه المشتكين نحو المساطر الصحيحة، وتوضيح الإجراءات القانونية والإدارية، بما يضمن حماية حقوقهم ومساعدتهم على تجاوز أي عراقيل قد تواجههم أثناء تعاملهم مع المؤسسات العمومية، وهو ما يعكس التزام المؤسسة بوضع المواطن في صميم استراتيجيتها العملية.
كما تضمنت اللقاءات تقديم عروض رقمية متكاملة حول الخدمات الموجهة للجالية، من بينها منصة خاصة بمغاربة العالم تتيح تقديم التظلمات وتتبعها عن بعد، إضافة إلى التطبيق الهاتفي “e-Wassit” المتاح على متجري “App Store” و”Google Play”، ومنصة “فضاء المواطن” التي تجسد استراتيجية المؤسسة في رقمنة خدماتها، بما يسهم في تبسيط المساطر الإدارية وصون الحقوق، وتقليص الحاجة للتنقل أو التواصل الشخصي في الحالات التي يمكن إنجازها رقمياً.
وقد أتاح هذا التنظيم فرصة لتبادل الخبرات مع مختلف الفاعلين الإداريين والمدنيين، بما يعزز التنسيق المشترك لمعالجة القضايا التي تهم مغاربة المهجر، ويعكس حرص المؤسسة على تطوير شبكات الاتصال والخدمات الرقمية لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأكدت المؤسسة أن هذه المبادرات تمثل مساراً مستداماً لتعزيز الثقة بين الإدارة والمواطن، من خلال التركيز على إنصات دقيق وموجه للمواطنين، وضمان تفاعل فعّال مع قضاياهم، سواء داخل المغرب أو خارجه، وهو ما يعكس دور الوسيط في حماية حقوق المغاربة، وضمان الوصول إلى العدالة الإدارية في إطار من الشفافية والمصداقية.
وفي بلاغها، شددت المؤسسة على أن احتفالها باليوم الوطني للمهاجر يندرج ضمن رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى جعل المواطن في صميم العمل الإداري، وترسيخ جسور التواصل الدائم مع مغاربة العالم، إيماناً بدورهم في إثراء التنمية الوطنية وتعزيز إشعاع المملكة دولياً، وهو ما يجعل الرقمنة وخدمات القرب محوراً أساسياً في الاستجابة لتطلعات الجالية وتيسير آليات تظلمهم ومتابعة حقوقهم.