المغرب ثاني الدول العربية في عدد المنتحرين و119 عالميا
بمعدل أربع حالات يوميا و 16 % من المغاربة لهم ميولات انتحارية
دعت منظمة الصحة العالمية إلى تخليد اليوم العالمي لمنع الانتحار، المقرر مطلع شهر شتنبر المقبل، من خلال تكثيف حملات التحسيس والتوعية بهدف زرع الثقة في الأشخاص المحتمل إقدامهم على خطوة الانتحار لكي يعدلوا عن تنفيذ المخططات التي تنتابهم بين الفينة والأخرى. ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 800 ألف شخص يضعون حدا لحياتهم كل سنة، إذ يعتبر الانتحار ثاني أسباب الوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 29 سنة، هذا في الوقت الذي تسجل فيه نسبة 79 في المئة من الحالات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
المغرب أحد الدول التي تعرف حضور هذه الآفة، إذ يحتل الرتبة الثانية عربيا و119 عالميا في أعداد المنتحرين، وفقا لما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، مبرزة أنه جرى تسجيل أكثر من 800 حالة انتحار في العقد الأخير، مقابل 677 حالة في الجزائر و 262 حالة في تونس، بينما تصدرت السودان قائمة المنتحرين.
أرقام يؤكد عدد من المهتمين بالظاهرة من الفاعلين في المجتمع المدني أنها لا تلامس الواقع الفعلي لحالات الانتحار في المغرب التي هي في تصاعد، علما بأنه ليس هناك أي سجل رسمي لتقديم أرقام مضبوطة عن عدد حالات الانتحار، التي يرى المعنيون أنها تصل إلى أكثر من 1600 حالة انتحار في السنة بمعدل 4 حالات يوميا.
حالات الانتحار ارتفعت حدتها في المغرب خلال السنتين الأخيرتين، خاصة في منطقة الشمال التي عرفت مدّا تصاعديا خطيرا يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب والدواعي التي أدت إلى إقدام المنتحرين على هذه الخطوة، في الوقت الذي يرى فيه عدد من المختصين في الطب النفسي أن الدوافع قد تكون مادية أو عاطفية، وبالتالي فهي تؤثر على الوضع النفسي للشخص الذي يجد أن استمراره في الحياة ليس مجديا فيقدم على هذا الفعل الشنيع. ويؤكد الخبراء أن نسبة 70 في المئة من الأشخاص الذين انتحروا كانوا يعانون من الاكتئاب وأن 10 في المئة من المنتحرين كانوا مصابين بالفصام، بينما البقية ترى في انتحارها فعلا احتجاجيا يسائل عددا من الجهات.
وجدير بالذكر أن وزارة الصحة كانت قد أنجزت دراسة في وقت سابق أشارت من خلالها إلى أن 16 في المئة من المغاربة لهم ميولات انتحارية وأن 14 في المئة من اليافعين ما بين 13 و 15 سنة قد حاولوا وضع حدّ لحياتهم مرة واحدة على الأقل.