من أجل تجاوز أزمة اتحاد كتاب المغرب ..يتحدث عنها أعضاء الاتحاد الأساتذة جمال أماش، صلاح بوسريف ومحمد بوخزار

أماش: تنظيم المؤتمر سيكون مغامرة شخصانية لا غد لها

بوسريف: شرعية المؤتمر تكتمل بحضور الرموز التاريخية للاتحاد

بوخزار: لا يجوز أخلاقيا أن نذهب إلى مؤتمر ونحن منقسمون

 

يرى جمال أماش، عضو اتحاد كتاب المغرب بفرع مراكش أن «تنظيم اتحاد كتاب المغرب اليوم، سيكون مغامرة شخصانية غير محمودة العواقب، ولا غد لها، لأنها ستفرق أكثر مما ستجمع، على مستوى المكتب التنفيذي، ولا على مستوى الفروع»، مضيفا أنه من الناحية الشكلية «مؤتمر اتحاد الكتاب بالعيون المغربية، سيكون فاشلا تنظيميا وثقافيا. وهذا لا يليق بمنظمة ثقافية ومدنية لها تاريخها ورمزيتها العلمية والثقافية، ولها نخبتها في التمكين  الاجتماعي وفي الإشعاع الخارجي.»
ويقترح أماش أمام وضع الجمود والشلل التنظيمي الذي تعاني منه المنظمة منذ 12 سنة، والذي جعلها بعيدة وخارج سياق التحولات الفكرية والثقافية والمجتمعية، فتح نقاش حقيقي حول التاريخ والمستقبل، خاصة «في منظمة تم استهلاك خلفياتها ومرجعياتها السابقة».
الشروط الحالية التي يتم في ظلها التحضير للمؤتمر، لا ترتبط في نظر أماش «بمؤتمر استثنائي أو بعادي، وهو ما  يتجاوز المكتب التنفيذي  وغيره من الأمور التنظيمية» بل ترتبط بـ» التفكير في النموذج الثقافي الذي نسعى اليه ككتاب مغاربة.وهو ما يمكن أن يبرز  في النقاش الحقيقي، ودور الكاتب المغربي، في إشكالات الثقافة والسياسة من خلال الإسهام في الارتقاء بالبعد الثقافي والفكري للمواطن المغربي، وفي الرفع من مساهمة المثقف المغربي، في المناقشة وفي تقديم البدائل في ما يخص اللغة، والهوية والدولة والتعليم والاقتصاد وغيرها، بعيدا كل البعد عن الطموح الريعي، والانتفاع الاجتماعي».
في نفس السياق يأتي تصريح عضو لجنة التحكيم لاتحاد كتاب المغرب محمد بوخزار لـ»هسبريس» ليؤكد هذا الانزلاق الخطير الذي يهدد بتفجير آخر القلاع الثقافية المقاومة بالمغرب، حيث قال إن الاتحاد «في وضعية غير قانونية، خارج الشرعية الديمقراطية والأخلاقية والثقافية التي تعودنا عليها».
وأضاف بوخزار «كان في اتحاد الكُتّاب دائما نوع من الحراك الثقافي، وكانت مؤتمرات صعبة، شاركتُ فيها وكنتُ في مطبخها، لكن في النهاية كانت تحسم بكيفية ديمقراطية؛ فيصوت الناس في الصناديق وتعلن النتيجة أمام الجميع. أما كلام تدخل الأحزاب ففيه كثير من المبالغة، فقد كان الاتحاد في وقت من الأوقات بمثابة ذراع ثقافي للأحزاب السياسية التي كانت في المعارضة، والسلطة كانت تعرف هذا، وتتعامل معه، وسارت الأمور».


وفي توصيفه لوضع اتحاد كتاب المغرب أكد بوخزار: «نحن حاليا في وضعية غير مسبوقة في تاريخ اتحاد الكُتّاب نهائيا، ووضعنا مجمد في اتحاد كُتّاب العرب. ولا يوجد نشاط ولا أي شيء..»
وحول «مؤتمر العيون» شدد بوخزار على أن بلاغ الصادر بشأنه يتضمن خطأين جسيمين، أولهما «تسميته المؤتمر الاستثنائي التاسع عشر، وكأن المؤتمرات السابقة جميعُها استثنائية. وثانيهما الحديث عن (جبهة ثقافية) لنصرة قضية الصحراء! فأي جبهة؟ وأي ثقافة؟ وكأن وضعية العيون هي وضعية القدس أو رام الله، ومسألة العيون والصحراء محسومة والمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها».
في ظل هذه الشروط أكد بوخزار أنه «لا يجوز أخلاقيا أن نذهب إلى مؤتمر في العيون والاتحاد على ما هو عليه في هذه الوضعية البئيسة، وجميع أعضاء المكتب قد ابتعدوا عن الاتحاد، فمن سيستقيل؟ ولمن سيستقيل؟ عيب وإساءة للعيون أن نذهب إلى المدينة ونحن منقسمون، بل يجب أن نذهب في مؤتمر يكون نقلة نوعية في الاتحاد، بعد العودة إلى الأصول الديمقراطية والتحاور والتخلي عن العناد وردود الأفعال..»َ .


الشاعر والناقد صلاح بوسريف استنكر بدوره في تصريح لهسبريس إغلاق التسجيل منذ شهر تقريبا في موقع الاتحاد متسائلا:» هل من الناحية القانونية يحق لهذه (اللجنة التحضيرية) المفترضة أن تتصرف بهذه الطريقة التي يعود للمؤتمر حق البت فيها لا لجنةٌ تحضيرية. لا نعرف حاليا من سُجل؟ وهل سيستدعِي من يعارضونه وتسجلوا فرضا؟».
واعتبر بوسريف أن اختيار مدينة العيون لعقد المؤتمر هو تهريب له ما دام أن الامر لا يستدعي ذلك لأن «المؤتمر الاستثنائي فيه نقطة واحدة فقط، يمكن أن تفصل في يوم واحد، هي انتخاب اللجنة الإدارية والمكتب المسير، دون تقرير مالي وأدبي، فلماذا سيبقى هؤلاء الناس بالمال العام في العيون لمدة ثلاثة أيام؟ …الصحراء مغربية شاء من شاء وأبى من أبى، والمفترض أن يعقد المؤتمر في الرباط بالمكتبة الوطنية ليحضره جميع الناس من جميع أنحاء المغرب مع الإقامة لليلة واحدة».
شرعية المؤتمر، حسب بوسريف لا تكمن في عقده في ظل المقاطعة الواسعة، بل في «حضور الرموز التاريخية لاتحاد كتاب المغرب، وبحضور الأسماء الثقافية الأساسية من الكُتاب الذين يكتبون ويحضرون في الفضاء الثقافي داخل المغرب وخارجه، لا بعضويات منحت بشكل اعتباطي لشبان يحتاجون وقتا ليتمرنوا في الكتابة».
واقترح بوسريف لتجاوز هذه الأزمة أن يتم «اختيار مكتب، تكون له سنتان فقط ليعيد الاتحاد للحياة، وخلالهما تكون المشاورات حول طبيعة الاتحاد الذي نريد، والأرضية، والفروع، لتقدم في المؤتمر القادم ورقة ثقافية فيها سياسة ثقافية قوية تناقش، ويمكن أن تكون إطارا مرجعيا يقدم مع رئاسة الحكومة والوزارات والمؤسسات الإعلامية لتكون مؤسسة قوية، لا مؤسسة مفتتة تقتصر على تنظيم أنشطة وسفريات بمنطق: هذا معنا وهذا ليس معنا».


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 07/01/2023