احتضن مركز أمل بمدرسة البشيري المختلطة بمقاطعة المعاريف بالدار البيضاء، يومي 20 و 21 دجنبر 2024 دورة تكوينية، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المديرية الإقليمية للتعليم بآنفا، والتعاون الوطني بعمالة مقاطعات آنفا بالدار البيضاء، في محور «إدارة اضطرابات السلوك»، ضمن موضوع «المبادئ الأولية للتحليل التطبيقي للسلوك»، أطرته الأخصائية النفسية ابتسام بنزهرة، واستفادت منها مجموعة من الأطر التربوية والأطر شبه طبية العاملين بالمراكز الخمسة التي تسيرها جمعية «أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية».
وعن هذا المحور، قالت ابتسام بن زهرة، اختصاصية نفسانية، وخبيرة في تحليل السلوك التطبيقي وأول محللة سلوك معتمدة أن اضطرابات السلوك يعتبر من بين التحديات الرئيسية التي تواجه العاملين في مجال ورعاية الأطفال والشباب، خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبات تواصلية أو احتياجات خاصة، معتبرة أنه في هذا السياق، يأتي برنامج تدريبي مكثف بعنوان «إدارة اضطرابات السلوك» كخطوة ضرورية لتعزيز مهارات المتخصصين في هذا المجال. وأضافت المتحدثة أن اليوم الأول، خصص لتعريف المشاركين وتقديم لمحة عن الفئة العمرية ومستويات التواصل للأطفال الذين يعملون معهم، مع تقسيمهم إلى مجموعات بناء على احتياجاتهم المشتركة لتوفير تدريب مخصص ومناسب.
وتم التركيز في اليوم الأول، حسب الأخصائية النفسية المؤطرة، على تقديم ومراجعة مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، وهو نهج يعتمد على تحليل السلوك لتحديد أسبابه ونتائجه، ثم تناول مفاهيم التعزيز الإيجابي والسلبي (R+ وR-) ومفهوم ABC (المثير – السلوك – العاقبة)، وهو إطار أساسي لفهم السلوكيات. كما تم تعريف المشاركين بمفهوم اضطرابات السلوك، حيث شاركوا في ورشة عمل تضمنت إعداد سيناريوهات واقعية للتحديات التي واجهوها، بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم منهجية التقييم الوظيفي باستخدام أدوات مثل FAST وABC لتحليل هذه الحالات بشكل علمي.
أما اليوم الثاني فقد تم تخصيصه لتطبيق الحلول العملية، مع تقديم استراتيجيات عملية للتعامل مع اضطرابات السلوك، والتركيز على الاستراتيجيات الاستباقية لمنع السلوكيات غير المرغوبة، واستبدالها بسلوكيات إيجابية، إضافة إلى تقنيات للتفاعل مع السلوكيات عند حدوثها. واختُتم التدريب بجلسة تطبيقية تضمنت إعداد خطة التدخل السلوكي (BIP)، وهي طريقة عملية تستخدم لتوجيه التعامل مع الحالات الفردية، كما شارك المستفيدون من هذا التدرب في ورشة عمل لكتابة وتصحيح خططهم بناء على السيناريوهات المقدمة، مع التركيز على تحليل النتائج وتعديلها عند الحاجة.
ولم يقتصر التدريب على الجانب التقني فقط، حسب المنظمين، فقد تم إدماج مبادئ أخلاقية في جميع المراحل، حيث تم توظيف أنشطة لعب الأدوار لإضفاء طابع تفاعلي على التدريب، مما أتاح للمشاركين تجربة الحلول المقترحة في سياقات مشابهة للواقع. ويأتي هذا التدريب كاستجابة حيوية لاحتياجات العاملين في مجال التعامل مع الأطفال، من خلال تقديم محتوى علمي، ودروس تطبيقية، ودمج قيم أخلاقيةُ، و خطوة نحو تحسين جودة التعامل مع اضطرابات السلوك وتعزيز بيئات تعليمية شاملة وداعمة.
وعلاقة بالموضوع، قالت الأستاذة ثورية مبروك، رئيسة جمعية «أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية»، والمشرفة على تسيير خمسة مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية بمدينة الدار البيضاء، إن الدورة التكوينية الحالية، هي استمرار لبرنامج التكوين الذي يستفيد منه جميع العاملين، بمختلف تخصصاتهم بالمراكز الخمسة.
من أجل تكفل أفضل بهذه الفئة : جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية تواصل تأطير مدرباتها في إدارة السلوك
الكاتب : عادل الدكالي
بتاريخ : 26/12/2024