الحصبة أو ( بوحمرون) مرض فيروسي شديد العدوى حيث أن المريض الواحد قد ينقل العدوى لأكثر من 10 أشخاص وهو مرض سريع الانتشار، يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم وقد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة لا قدر الله. هذا المرض هو أكثر شيوعا عند الأطفال لكن يمكن أن يصيب البالغين أيضا.
إن الأشخاص الذين يكونون عرضة للإصابة بالحصبة هم كل شخص من لم يتلقى اللقاح أو من لم يصب بالمرض من قبل، أو كل من لم يستكمل الجرعات الموصي بها في الجدول الوطني التلقيح. وينتقل فيروس الحصبة عن طريق رذاذ اللعاب عند الكلام أو العطس أو السعال وذلك من خلال مخالطة شخص مصاب بالفيروس أو عند لمس الأسطح والأشياء الملوثة بالفيروس باليد، ثم بعد ذلك وضع اليد على الفم أو الأنف أو العينين.
تبدأ أعراض الحصبة بالظهور عادة ما بين 10 و 14 يوما من التعرض للفيروس، وتشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم، سيلان الأنف، سعال جاف، عيون حمراء ودامعة، طفح جلدي أحمر يبدأ عادة على الوجه ثم ينتشر بعد ذلك إلى بقية الجسم. ويمكن لمرض الحصبة أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، تشمل الإصابة بالعمى، التهاب الدماغ ( مما قد يسبب إعاقة مستديمة)، التهاب رئوي، التهاب الإذن الوسطى، الإسهال الشديد والاجتفاف، إضافة إلى مشاكل صحية عند المرأة الحامل مثل الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
وللوقاية من الحصبة فإن التلقيح يعتبر الوسيلة الوحيدة والأكثر فعالية التي تمكّن من ذلك، لأن اللقاح آمن وفعال ومتوفر بالمجان في جميع المراكز الصحية، حيث يعطى للأطفال في جرعتين، الجرعة الأولى في الشهر التاسع ثم الجرعة الثانية في الشهر الثامن عشر. وفي حالة عدم الحصول على جرعة أو جرعتي اللقاح، يمكن استدراك التلقيح في أقرب مركز صحي، أخذا بعين الاعتبار أن الأشخاص الذين لا يستطيعون أخذ لقاح الحصبة هم النساء الحوامل أو النساء اللواتي يخططن للحمل في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة، والأشخاص الذين عانوا من رد فعل تحسسي شديد لجرعة سابقة من التلقيح، ثم الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة .
لا يوجد علاج محدد للحصبة، لكن فقط يمكن الوقاية من مضاعفات الإصابة والتخفيف من أعراضها الثانوية وذلك عن طريق التقيد بالوصفة الطبية والنصائح التي يحددها الطبيب المعالج، شرب كميات كافية من الماء واتباع نظام غذائي صحي. ويجب على المصاب بالحصبة أن يتوجه لأقرب مركز صحي أو يستشير الطبيب الخاص، وأن يلتزم بالإرشادات الطبية، مع ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، ووضع الكمامة، واستخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس ورميها في سلة المهملات. ويستفيد المريض بالحصبة من إجازة مرضية (عدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل) إلى حين التعافي من المرض ( أي بعد المرور 5 أو 7 أيام كاملة على الأقل بعد ظهور الطفح الجلدي)، ويجب أن يتجنب مخالطة الأطفال الصغار والنساء الحوامل والأشخاص المسنين وجميع الفئات الهشة. وإذا كان الشخص على اتصال مباشر ووثيق مع شخص مصاب بالحصبة فعليه أن يتوجه إلى أقرب مركز صحي أو طبيب من أجل الحصول على اللقاح المضاد للحصبة خلال 72 ساعة الأولى من التعرض لفيروس الحصبة وأن يلتزم بالنصائح الطبية.
رئيس مصلحة الصحة العمومية بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الدار البيضاء سطات
من بين تبعاته العمى ومضاعفات أخرى وخيمة .. الحصبة مرض قاتل لغير الملقّحين وقد يتسبب في إعاقات متعددة
الكاتب : الدكتور عميريش مصطفى
بتاريخ : 12/02/2025