o ما هو موقع علوم الصحة ضمن خارطة مناهجكم التعليمية؟
n لقد جعل المغرب من الولوج للعلاج بالنسبة لجميع المواطنين في كل أرجاء التراب الوطني إحدى أولوياته، ويجب على قطاع التعليم العالي الخاص المشاركة في المجهودات المبذولة على المستوى الوطني في ما يخص تلبية احتياجات البلاد من الأطر الصحية والمسعفين الأكفاء والقادرين على العمل في مجالات متعددة في إطار تخصصاتهم.
وقد أنشأت كلية العلوم الصحية في جامعة مونديابوليس منذ سنتين، والتي تهدف إلى تكوين مهنيين جدد في قطاع الصحة للاستجابة لاحتياجات السكان، ولتحقيق ذلك، تعتمد الكلية على مجموعة من المهارات المعترف بها وطنيا وعلى عقد شراكات أكاديمية ذات قيمة مضافة عالية، بالنظر إلى أن القطاع العام يعاني من طلب متزايد واحتياجات كبيرة لم تتم الاستجابة لها بعد.
وللجواب بشكل مدقق على سؤالكم فإن التكوينات المتاحة على صعيد الكلية هي تشمل مهن إعادة التأهيل، المتمثلة في علاج مشاكل النطق، الوظائف الحركية النفسية (Psychomotricité )، والترويض الطبي، ثم هناك مهن علوم التمريض، ويتعلّق الأمر بممرض متخصص في التخدير والعناية المركزة، وممرض في مجال العناية المركزة والمستعجلات، وهي كلها تتم عبر برنامج «إجازة باك + 3» . ثم هناك المجال المتعلّق بعلم النفس، ويشمل علم النفس العام، الذي يسري عليه من الناحية التكوينية نفس الاختصاصات السابقة، إلى جانب العلاج النفسي، من خلال برنامج «ماجستير، سنتين بعد باك +3».
برامج تعليمية تعتمد على مهنيين من القطاع الخاص / ممارسين بالإضافة للأساتذة الجامعيين، وترتكز على عقد شراكات واتفاقيات مع مؤسسات صحية ومستشفيات جامعية من القطاعين الخاص والعام في جهة الدار البيضاء الكبرى، وكذا إيجاد فترات تدريبية للطلبة، وهو معطى إضافي، فضلا عن محتويات غنية على مستوى العلوم السريرية، العلوم الطبية، وتقنيات إعادة التأهيل، تسيير عيادة طبية، أخلاقيات المهنة …، ويصل حجم الفوج ما بين 20 و 25 طالب كحدّ أقصى لإدارة أفضل على المستوى الأكاديمي…
o التكوين الصحي في المغرب أضحى مجالا مستقطبا، إلى ماذا يعزى ذلك في نظركم؟
n هناك خصاص مهم جدا في القطاع الطبي في المغرب وإفريقيا، فحسب تقديرات وزارة الصحة المغربية لسنة 2014، يحتاج القطاع إلى 9000 مهني في الصحة، والإشكالات المرتبطة بالموارد البشرية لاتقف عند الخصاص لوحده، بل تشمل ضغوط العمل، والإرهاق المهني وغيرها من التداعيات… بالمقابل يتزايد الطلب يوميا على مهن إعادة التأهيل حتى أصبح الأمر يشكل تحديا حقيقيا لقطاع الصحة العمومية بالمغرب، إذ يوجد اليوم حوالي 20 طبيبا معالجا لمشاكل النطق، نموذجا، في القطاع الخاص بالدار البيضاء، بينما تحتاج المدينة إلى أكثر من هذا العدد، وينطبق الأمر كذلك على مدن كبرى أخرى كفاس، مكناس، أكادير والرباط … علما أن التكوين في مهن الصحة لمدة معقولة، تتجاوز 3 سنوات، يمكّن من اكتساب تخصص مهني منفتح على التكنولوجيات، في خضم سوق شغل يعرف توسعا متزايدا، مليئا بالتطورات المهنية.
o ماهي الخصائص الرئيسية للمقاربة التي وضعتموها في هذا الإطار ؟
n نحن نسعى لمواكبة سياسات الصحة العمومية والخاصة، والرامية إلى مضاعفة العرض الصحي والاستجابة للاحتياجات الصحية للساكنة بشكل استعجالي، فضلا عن تلبية طلبات الأسر والحاصلين على شهادة البكالوريا الراغبين في الاستفادة من تكوين عالي الجودة ومؤهل لولوج سوق الشغل. كما نرغب في تطوير أقطاب تكوينية في مجالات الصحة الأكثر ابتكارا على المستويين الوطني والإفريقي.
الدكتور أمين بنسعيد (*)
(*) رئيس جامعة «مونديابوليس»