من ندوات المهرجان … عندما تخترق السينما الحدود التي يضعها الإنسان

في إطار الانشطة الفكرية السينمائية، المصاحبة لفعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، تم صباح أول أمس الخميس، بدار الثقافة بالمدينة، مقاربة موضوع «عندما تخترق السينما الحدود التي يضعها الإنسان»، استهله نور الدين بندريس، مدير المهرجان، بتوطئة بسط بعضا من تاريخ الحوض المتوسطي الحافل بالعطاءات الفكرية والثقافية .. التي ساهمت في ازدهار الحضارة الإنسانية..، لكن هذا الازدهار لا يعكس في الواقع بعض المآسي التي مر منها، مثل ما نتابعه اليوم من حروب و دمار وويلات..، وسجل في تدخلاته أن السينما كانت وسيلة من بين الوسائل التي وثقت لهذه الأحداث بإيجابياتها وسلبياتها..
ولإغناء هذه الندوة، التي حضرها فنانون ونقاد ومهنيون سينمائيون وراود المهرجان، تمت استضافة أستاذ الإعلام والتواصل بجامعة السربون الفرنسية فرنسوا جوست، الذي تحدث في بداية تدخله عن أن التساؤل عن الحدود في السينما إنما هو تساؤل، عن حدود الواقع و الخيال، أين يكمن الواقع؟ وأين يكمن الخيال فيها؟ باعتبار أن الصورة التي تقدم للجمهور لا تعكس دائما الحقيقة، حتى إن كانت الصورة لا تكن تكذب، فإن ما يقال حولها هو الكذب، مبرزا أن هناك فرقا ما بين الفيلم الوثائقي و الفيلم التخييلي ، الاول يؤرخ ويعتمد التوثيق، والثاني تخيليي، « ليس هو العالم في حد داته، وإنما هو عالم مبتكر..، ولتوضيح طروحاته قد نماذج مشهدية لصور وفيديوهات .. كشف من خلالها عن أنها لا تكشف الواقع كما هو ولكن الواقع الذي يريد البعض، ومن ثمة خلص أن هناك حاجة الآن لوضع حدود بين الواقع والتخييل و هذا شيء صعب تحقيقه..
كما تم استضافة السيناريست والمخرجة الفلسطينية ليانا بدر، التي عكست في تدخلها – شهادتها مسألة الحدود في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وكيف أن العدو الصهيوني يضع الحدود للإنسان اللفلسطيني والإبداع الفسطني داخل أراضيه، مقدمة في هذا الإطار نماذج حية كمناضلة ومكافحة من أجل تصوير أعمالها الوثائقية التي ترتبط بالأرض والإنسان الفلسطنيين.. من قبيل فيلم «زيتونات» وفيلم «مفتوح مغلق «الذي يتكلم عن بناء الجدار الصهيوني وتبعاته الكارثية على المواطن الفلسطيني القريب من أرضه البعيد بعيد عنها.. ، حيث ان المسافة و الحدود لا يتحكم فيها الشعب الفلسطني وإنما يتحكم فيها المحتل..، وهي حدود تجعل هذا الإنسان وكأنه في السجون..
وفي السياق تحدث الكاتب والناقد المصري كل من أمين العمري،المتدخل الثالث، الذي استعرض في تدخله مسألة الحدود من زواية الهجرة، معتبرا ان هجرة الشمال ليست هي هجرة الجنوب ، التي تختلف في أشكالها ودوافعها.. وخصوصياتها عكستها العديد من الأفلام، وقف عند بعضا بالشرح و التفصيل.. و السوسيولوجي المغربي محمد الناجين الذي تناول المسالة نفسها، مفككا أوصالها (الحدود) لغويا واصطلاحيا، كاشفا أنه ليست هناك حدود بين بحر وبحر وبين دولة ودولة ، بل هناك حدود في داخل الدولة ذاتها، معتبرا أن الصورة لها القدرة على اختزال العديد من الأشياء.. من منطلق أنها تراكم جيولوجي لمجموعة من الهويات..


الكاتب : تطوان: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 01/04/2017