« مهرجان السينما والمدينة» يضرب موعدا جديدا للجمهور للسنة المقبلة في إعلان واضح عن استمرار مهرجان للسينما خاص بجهة الدارالبيضاء سطات

أسدل الستار يوم الأربعاء 23 يوليوز الجاري بقاعة ABC بالدارالبيضاء،على فعاليات النسخة الأولى ل»مهرجان السينما والمدينة» الذي نظمه مجلس جهة الدار البيضاء – سطات بشراكة مع وزارة الثقافة والإتصال (قطاع الإتصال) تحت إشراف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب والقناة الثانية «دوزيم»، وبتعاون مع المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والرياضة والمعهد الفرنسي.
وقد أطرب عبد الفتاح النكادي، الموسيقي البيضاوي، خلال السهرة الختامية للمهرجان البيضاوي جمهور الدارالبيضاء بقطع من أدائه وعزفه، فتفاعل معه جل الحاضرين ورقص زوج من الضيوف الألمان على مقطوعة إسبانية من أدائه أيضا،قبل أن يفسح المجال لأعضاء لجن المسابقتين للإعلان عن الفائزين في الفيلم القصير توزعت الجوائز كالتالي:جائزة التشخيص، حاز عليها صلاح ديزان عن دوره في فيلم المسرحية، تنويه خاص حصل عليه رشيد عماري عن دوره في فيلم «السحر الابيض» وجائزة الإخراج عادت لعماد الزواغي في فيلم»الدارالبيضاء ابنتي»، أما الجائزة الكبرى، أو جائزة لجنة التجكيم، ففاز بها فيلم»عذ» لدلال العراقي.
وقد تناول المخرج الشريف طريبق نيابة عن اللجنة، الكلمة قائلا بأنه ليس هناك توصيات خاصة ولكن فقط كثير من الشكر لجهة الدارالبيضاء سطات، أولا على إطلاق المهرجان ثم على كونها سلمت الاشراف عليه، للجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي كانت دائما مدرسة للنقاد والمخرجين وأحد الروابط الكبرى للثقافة السينمائية بالمغرب.
في الفيلم الطويل، وزعت الجوائز كالتالي:اول جائزة، أعلنت اللجنة بأنها اضطرت لخلقها، وهي تنويه في التشخيص، وسلمت للممثلة التونسية أمينة الشابلي في دورها في فيلم Tunis by night،و جائزة التشخيص، لحسن العراقي في دوره في فيلم  Meteor Street، وهو فلسطيني ذو جنسيه ألمانية، وأصغر فائز، حيث لا يتعدى عمره 22 سنة، ثم جائزة لجنة التحكيم التي فاز بها لإلياس بكار عن فيلم Tunis by night . و في الاخير الجائزة الكبرى أو جائزة الدارالبيضاء للفيلم الفلسطيني «واجب». وبما أنه غاب أعضاء فريق عملها، فقد تسلمتها نيابة نادية مفلاح، أحد أعضاء فريق برمجة المهرجان، من يد عبد الحميد اجماهري، نائب رئيس جهة الدارالبيضاء سطات.
وقد نوه الصميلي، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، اثناء إلقاء كلمته، بالمحاضرات التي تواجد خلالها حضور مهم،على حد قوله، ولو لم يكن كثيرا وتمنى استمرارها وبالتالي اعتبر أن التوصية الأولى للجنة هي أولا خلق جائزة خاصة بالتشخيص النسائي منفردة عن تلك الخاصة بالرجال، والتوصية الثانية هي تغيير تاريخ المهرجان خلال الدورات المقبلة، لتزامنها مع فصل الصيف حيث العطلة والسفر
وصرح عبد الخالق بلعربي مدير المهرجان، خلال الكلمة التي قدمها بأن هناك جنود خفاء ضمن إدارة المهرجان ونوه بمجهوداتهم التي لولاها لما كتب لهاته النسخة من المهرجان أن تكون سينيفيلية كما كانوا يتمنونها، فضلا عن ذلك، فاجأ مدير المهرجان الجمهورعندما أعلن عن وجود جائزة أخرى، عن تكريم خاص، هو اشارة، على حد قوله، تقدمها الجامعة الوطنية للاندية السينمائية لمصطفى الباكوري، رئيس جهة الدارالبيضاء سطات،على تفانيه في تحقيق مشروع ثقافي متكامل، وطلب من عبد الحميد اجماهري، نائب رئيس الجهة والمنسق العام للمهرجان، الذي عمل بشكل مكثف، هو الآخر لإنجاح التظاهرة، أن يتسلم الجائزة نيابة عن مصطفى الباكوري.
من جهته اعتبرعبد الحميد اجماهري بأن هذا التكريم مستحق نظرا لكون رئيس الجهة لم يتردد أبدا في دعم المجهودات الثقافية، كما شكر في كلمته كل من اشتغل وعمل في هذا السياق، وأنجح التظاهرة. ثم اختتم كلمته بضرب موعد للجمهور للسنة المقبلة معلنا بذلك عن استمرار مهرجان للسينما خاص بجهة الدارالبيضاء سطات
يذكر أن المسابقة الدولية للمهرجان، الذي نظم تحت تحت شعار» السينما والمدينة»، قد تبارت خلالها عشرة أفلام،على ثلاث جوائز، وهي الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة التشخيص،
و قد أشرفت عليها لجنة تحكيم يترأسها حسن الصميلي وتضم في عضويتها كلا من الممثلة والمخرجة اللبنانية السورية دارينا الجندي والمؤرخ السينمائي الأمريكي المقيم بباريس كلين ميرانت والمخرج ومدير التصوير المغربي عبد الكريم محمد الدرقاوي والممثلة التونسية ليلى واز والمخرجة المغربية الفرنسية ستيفاني دوفيفيي. ويتعلق الأمر بأفلام «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد (مصر)،»اعتني بنفسك» لمحمد لخضر تاتي من الجزائر،»في مواجهة الريح» للمخرجة مريتكسيل كوليل أبريتشو من إسبانيا، «هذا كل ما يخصني» من إخراج موال المدني و لودفيز كولبو جوستين من فرنسا و بلجيكا، Meteor street للمخرجة ألين فيشر من ألمانيا، «بورن أوت» للمخرج نور الدين لخماري من المغرب، «تونس الليل» للمخرج إلياس بكار من تونس، «قلق» للمخرجة سايلن أوجكن أوسليك من تركيا و»خوليا أوست» للمخرجة إلينا مارتين جيمينو من إسبانيا.
أما المسابقة الجهوية للأفلام القصيرة، فقد شاركت فيها ستة أفلام وهي»الدار البيضاء.. إبنتي» لعماد الزواغي و»المسرحية» لخالد الضواش و»إعدام ميت» لمحمد الهوري و»عذر» لدلال العراقي و» آسي « لمليكة الزايري و»السحر الأبيض» لطارق رسمي). و تبارت من خلالها هذه الأفلام المنتقاة من طرف المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، على كل من جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة الإخراج، جائزة التشخيص، وذلك أمام لجنة تحكيم يترأسها المخرج محمد الشريف الطريبق وعضوية كلامن الباحث والناقد فريد بوجيدة والممثلة سناء بحاج والكاتب والصحافي حسن نرايس.
من جهة أخرى فهذا المهرجان شمل أنشطة متعددة،إذ تخللته عروض أفلام مختلفة داخل و خارج المسابقات الرسمية كان للأطفال نصيب منها حيث عرضت لمدة ثلاثة أيام أفلام للتحريك، وكذا شمل أنشطة أخرى غنية ومتنوعة و محاضرات، وفي هذا الإطار عرفت التظاهرة إلقاء ثلاث محاضرات من طرف أساتذة جامعيين من محبي الفن السابع، ناقشوا من خلالها حضور المدينة (الدارالبيضاء وباريس نموذجان) في السينما وطبيعة هذا الحضور من خلال إطلالة فيلموغرافية على تاريخ السينما المغربية والعالمية، ويتعلق الأمر أولا بالمفكر والباحث المغربي محمد نور الدين أفاية، الذي تناول في محاضرته «أسئلة المدينة والتخيل– الدار البيضاء كما تحضر في السينما»، وثانيا أستاذ السينما كلين ميرنت، الذي محور محاضرته حول موضوع «باريس في السينما»، وثالثا بالناقد والباحث المغربي محمد كلاوي، الذي اختار لمحاضرته عنوان «في علاقة السينما بالمدينة: الدار البيضاء نموذجا»، كما شمل برنامج المهرجان ورشات تكوينية، أولاها حول»السيناريو» والثانية عن»القراءة الفيلمية»)
هذا، وقد تميزت السهرة الافتتاحية للمهرجان، بتكريم المخرج السينمائي مصطفى الدرقاوي الذي بصم المشهد الفني المغربي بإبداعاته منذ 40 سنة، وذلك اعترافا بما قدمه من إنجازات ولثراء تجربته منذ أول أفلامه التي تعود لسنة 1964 إلى آخرها بسنة 2004.
هاته التظاهرة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء توسعت أنشطتها لتشمل مواقع أخرى في بنسليمان و المحمدية وكذا سطات، كانت فرصة للإعلان عن الأهداف منها من خلال الكلمة التي تقدم بها شخصيات من مختلفي الجهات المنظمة سواء أثناء الندوة الصحفية التي نظمت قبيل انطلاق المهرجان أو أثناء السهرة الإفتتاحية، و الذين عبروا ، كما جاء على لسان عبد الحميد الجماهري، عن سعيهم إلى خلق هوية ثقافية جهوية، و التي لا تصنع بالقوانين ولا بالمخططات، وعن كون هوية الدارالببضاء متعددة لا يمكن اختزالها في لون فني معين، كما أنها مدينة للسينما، لأن شهرتها قي العالم نبعت من فيلم «كازابلانكا» و من جهة أخرى، لرغبتهم، على حد تعبيرمدير المهرجان و( جواسم) أن تكون تظاهرة بنفحة سينيفيلية، وأن تحضر فيها السينما، والدارالبيضاء التي هي مدينة للسينما .

 


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 27/07/2018