دعا فنانون وخبراء مغاربة وأفارقة بالرباط، إلى حماية الملكية الفكرية باعتبارها رافعة لتعزيز التراث الموسيقي الإفريقي.
وأبرز المشاركون في ندوة حول موضوع «النهوض بالتراث الموسيقي الإفريقي»، نظمت في إطار الدورة العاشرة لمهرجان «فيزا فور ميوزيك»، أهمية تسجيل حقوق الملكية الفكرية من أجل حماية الأنماط الموسيقية التقليدية التي تميز بلدان القارة.
وأشار المدير المؤسس للمهرجان، إبراهيم المزند، في كلمة له خلال افتتاح الندوة، إلى ثلاثة أنماط موسيقية، يمثلها فنانون وخبراء حاضرون في هذا اللقاء، وهي موسيقى الـ»رومبا» الكونغولية، و»المورنا» من الرأس الأخضر، و»الموتيا» من السيشل.
وأجمع المتدخلون على أهمية حماية مختلف التعابير الموسيقية، باعتبارها «جزء لا يتجزأ من الهوية الإفريقية التي يتعين نقلها إلى الأجيال اللاحقة وصونها»، مشيرين إلى أن برنامج هذه الدورة من «فيزا فور ميوزيك» يتميز بتنوعه الكبير، حيث يقدم باقة منوعة من العروض تزاوج بين الموسيقى الحديثة والتقليدية.
وفي هذا الصدد، أعربت الفنانة والملحنة من الرأس الأخضر، ومديرة شركة «سول ميوزيك لحقوق النشر»، سولانج سيزاروفنا، عن سعادتها بالمشاركة في هذا النقاش حول التراث الموسيقي الإفريقي والحفاظ على أشكاله التقليدية، خاصة الـ»مورنا».
وأوضحت سيزاروفنا، في تصريح لها، أن الـ»مورنا نوع موسيقي يرمز إلى الرأس الأخضر، ويجمع بين الأغنية والرقص والشعر».
وأضافت «ننكب اليوم على إبراز العلاقة بين هذا التراث الثقافي غير المادي والملكية الفكرية، وذلك بغية حماية حقوق النشر، وضمان حصول هؤلاء الفنانين الذين يرفعون أعلام بلدانهم وقارتهم على دخل».
من جانبه، شدد مدير الملكية الفكرية في معهد الثقافة بالسيشل، جالين بريسون، على ضرورة حماية الأنماط الموسيقية التقليدية المميزة للبلدان الإفريقية، «لا سيما من خلال تسجيل حقوق الملكية الفكرية».
واستحضر، في تصريح مماثل، «الأغنية الإفريقية الشهيرة المستخدمة في فيلم (Lion King) «الأسد الملك»، والتي تنتمي في الواقع إلى جنوب إفريقيا»، كمثال على صعوبة ربط الأعمال الموسيقية بمنشئها الأصلي.
وأكد بريسون أن الفنانين والمهنيين الموسيقيين الأفارقة ملزمون بحماية الملكية الفكرية، وأن يشركوا في هذه المعركة الموسيقيين الشباب، لأنهم يمزجون بين الحداثة والتقاليد لاسيما على المنصات الموسيقية الرقمية.
وقد أدرجت «المورنا» الرأس الأخضر، التي تعد تعبيرا موسيقيا أصيلا، سنة 2019 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وتلتها «الموتيا» من السيشل، سنة 2021.
وشمل برنامج الدورة العاشرة لمهرجان «فيزا فور ميوزيك»، المنظمة ما بين 22 و25 نونبر، على أنشطة متنوعة، تشمل حفلات موسيقية وندوات وورشات عمل، حضرها مشاكون يمثلون أزيد من 80 بلدا.
وتروم هذه التظاهرة الفنية إرساء فضاء للتبادل والحوار بين الفنانين ومهنيي صناعة الموسيقى، بما في ذلك دور الإنتاج والوكلاء الفنيين والمديرين الفنيين والمؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام والمكونين.
مهرجان «فيزا فور ميوزيك»: الملكية الفكرية رافعة لتعزيز التراث الموسيقي الإفريقي
بتاريخ : 27/11/2023