مهرجان مكناس الدولي لآلة القانون يؤشر على خلق نواة لفرقة شبابية مغاربية للموسيقى الوترية

 

دورة رابعة بمواصفات دولية وحضور مميز للعديد من العازفين على آلة القانون من المغرب وتونس والجزائر وسوريا وتركيا واليابان. أسدل الستار مساء يوم الأحد 7 أبريل على فقرات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لآلة القانون الذي نظم من طرف جمعية السنابل الإسماعيلية للموسيقى و الإبداع بدعم من المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بمكناس وذلك أيام / 5 / 6 / 7 / أبريل الجاري تحت شعار «موسيقى دامجة للشباب» فقرات المهرجان توزعت على فضاءات قاعة المعهد البلدي للموسيقى بحمرية- مسرح المركز الثقافي محمد المنوني- هري السواني، تم من خلالها الاشتغال على تنظيم ورشات تكوينية «ماستر كلاس»لفائدة الشباب، ثم إحياء أمسيات لمقطوعات موسيقية بالعزف على آلة القانون من طرف 30 عازفة وعازف.
الكاتب العام للجمعية مولاي إدريس الزيداني أشار في كلمته إلى أن مهرجان آلة القانون بمكناس يعد تجربة فريدة بالوطن العربي الغاية منها المساهمة قي المحافظة على هذا الموروث الفني الإنساني، مضيفا أن عدد المسجلين بالمعهد البلدي للموسيقي والمعهد الوطني بقسم آلة القانون بمكناس وصل هذه السنة 61 من الجنسين.
فقرات المهرجان شهدت تنظيم ندوة فكرية حول موضوع»الموسيقى والمجتمع بالغرب الإسلامي» قدمها الدكتور سعيد بنحمادة والتي جاء فيها أن الموسيقى جزء من البنية الثقافية والسياسية والاجتماعية التي عرفها المغرب في بعض من مراحله التاريخية وأن آلة القانون بقدر ماهي إنتاج تقني وصنعة، فإنها جزء من الحراك الاجتماعي الذي كان يعرفه المغرب ولازال. مضيفا أن أولى المعلومات التي تتحدث عن تاريخ آلة القانون في الحضارة العربية الإسلامية تعود إلى العصر العباسي والتي وردت في حكايات»ألف ليلة وليلة»إلا أن بعض الباحثين شككوا في ذلك وقالوا إن الأمر يتعلق بآلة العود. لقد انتقلت آلة القانون إلى أوروبا خلال القرن الحادي عشر الميلادي واستمر استعماله قبل أن يتراجع لحساب البيانو منذ القرن السابع عشر وتتكون هذه الآلة من 78 وترا. أما أول إشارة لآلة القانون قي المغرب فتعود إلى إلى القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي زمن الموحدين كما أورد ذلك المقري في»نفح الطيب». وبمجئ القرن الثامن الهجري زمن المرينيين نجد آلة القانون يقول الدكتور بنحمادة التي يشيد بها بن خلدون في المقدمة ويخصص لها حيزا واسعا في مقدمته، وأن آلة القانون أصبحت متداولة اجتماعيا ووصل عدد الآلات الموسيقية زمن المرينيين 31 آلة منها الوترية والهوائية. وخلص المتحدث كلامه أنه مع مجئ السعديين تراجعت آلت القانون خاصة في عهد المنصور الذهبي، وأن الآلات التي أصبحت سائدة هي المزامير وآلات النفخ والطبول والتي وظفتها الفرق العسكرية المرافقة للموكب السلطاني.
الندوة الفكرية الثانية كانت في موضوع»آلة القانون وحركة المجتمع داخل المغرب» قدمها الدكتور محمد البركة، ومما جاء فيها أن بن خلدون حينما تناول الحديث عن الموسيقى فإنه تحدث عنها باعتبار أنها تؤرخ لمستوى تطور حضارة ما، وبهذا فإن الموسيقى هي بمثابة ميزان لتأريخ حضارة ما وأنه لايمكن لمستوى حضارة تعيش مرحلة الخشونة أن تعرف موسيقى بتاتا، وهي بالتالي تعبير عن حركية المجتمع وتعبير عن تمظهراته.
المهرجان شكل فرصة مناسبة لترسيخ ثقافة الاعتراف ولحظة وفاء لكل من ساهم في المحافظة على استمرار فن العزف على آلة القانون وتداوله خاصة بمدينة مكناس وذلك من خلال تكريم أحد الأساتذة الرواد الفنان الموهوب العازف عبد الفتاح الوالي البالغ من العمر ثمانين سنة المشهود له بعطائه المتميز ومازال يمارس تلقين آلة القانون بالمعهد البلدي للموسيقى بمكناس. أمسية موسيقية امتزج فيها العزف على آلة لقانون والغناء الجماعي «الكورال» جمعت شباب قدموا من الجزائر وتونس رفقة شباب مغاربة قي أول تجربة على المستوى العربي غايتها السعي وراء خلق نواة فرقة موسيقية مغاربية للعزف على آلة القانون باعتبار أن الموسيقى هي حلقة للتواصل توحد الأجناس والشعوب.


الكاتب : لحسن بنطالب

  

بتاريخ : 13/04/2019