مياه حوض سبو تناهز 3 ملايير متر مكعب وحالة حوض أم الربيع مازالت «كارثية»

هذه تفاصيل الوضعية المائية بالمغرب بعد التساقطات المطرية الأخيرة

 

أنعشت الزخات المطرية، المتهاطلة منذ نهاية الأسبوع الماضي، آمال المزارعين في المغرب، وشجعت معظمهم على استئناف أنشطتهم الزراعية لتدارك التأخر الكبير الناتج عن العجز المائي المسجل منذ بداية الموسم. هذا الأخير، وإن كان قد انطلق رسميا منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، إلا أنه شهد تأخرا في الأمطار، ما جعل الكثير من الفلاحين يترددون في مباشرة نشاطهم، خصوصا بعد أن عاشوا العام الماضي موسما فلاحيا صعبا، اتسم بشح التساقطات وهزالة المحصول.
وبينما أخذ الفلاحون الصغار الذين يعولون على الزراعات البورية التقليدية، وعلى رأسها القمح والشعير، يقلبون التربة، وأياديهم على قلوبهم وأعينهم على السماء، في انتظار مزيد من التساقطات عساها تعوضهم عن خسائر الموسم الفلاحي الماضي، يترقب مزارعو الفلاحة المسقية أمطار فصل الشتاء، خصوصا مع تراجع نسبة الملء بحقينة السدود إلى 25 في المئة عوض 34 في المئة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، والهبوط الحاد في فرشاة المياه الجوفية.
ولأول مرة منذ عدة أشهر، عاد منحنى ملء السدود إلى الارتفاع الطفيف، حيث سجل المعدل الوطني أمس نسبة ملء إجمالية بلغت 25.63 في المائة بزيادة يومية طفيفة بلغت 0.36 في المائة، حيث سجل إجمالي المياه المخزنة في أحواض المملكة مع العلم أن هذا المعدل ما زال بعيدا عن مستوى 4 ملايير و 132 مليون متر مكعب، وهو مستوى ضعيف حتى بالمقارنة مع نف الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ مجموع المياه المعبأة في السدود 5 ملايير و 571 مليون متر مكعب.
وبالنظر إلى المشهد العام للوضعية المائية بالبلاد، يتضح حسب آخر الإحصائيات الواردة من المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز ، أن الخصاص الشديد مازال يضرب 6 أحواض مائية كبرى من أصل 9 أحواض ، ويتعلق الأمر بكل من حوض أم الربيع، الذي يعتبر أكثر الأحواض تأثرا بتعاقب سنوات الجفاف، إذ من أصل 4955 مليون متر مكعب من المياه التي كان يعبؤها ، لم يعد اليوم يخزن سوى 514 مليون متر مكعب، أي 10.38 في المائة فقط من طاقته التخزينية. ونفس الأمر ينطبق على وضعية حوض ملوية الذي تخزن سدوده اليوم حوالي 200 مليون متر مكعب من أصل 797 مليون متر مكعب التي يخزنها في موسم مطير، أي بنسبة ملء لم تتعد 25 في المائة. ونفس نسبة الملء تقريبا يعرفها حوض زيز كير غريس 24.7 في المائة. أما حوض أبي رقراق فمازالت نسبة الملء بسدوده مجتمعة تتعدى 30.15 في المائة أي حوالي 70 في المائة من العجز، إذ من أصل 1مليار و82 مليون متر مكعب القادر على تخزينها، لم يعد يخزن اليوم سوى 326 مليون متر مكعب. ويعاني حوض سوس ماسة حاليا من عجز كبير يقدر بحوالي 78 في المائة إذ لا تتعدى نسبة الملء في سدوده 20.9 في المائة، أي حوالي 153 مليون متر مكعب من أصل 731 مليون متر مكعب من المياه التي بمقدوره تخزينها خلال موسم مطير.
وهكذا فإن 3 أحواض مائية بالمملكة ، هي التي استطاعت حتى الآن تحقيق معدلات ملء متوسطة تتجاوز 50 في المائة، وإن كانت هي الأخرى تسجل عجزا واضحا بالمقارنة مع المواسم العادية، ويتعلق الأمر بكل من حوض اللوكوس بنسبة ملء تناهز 59.67 في المائة، حيث توجد به الآن أزيد 1 مليار متر مكعب من أصل 1.7 مليار متر مكعب، وحوض سبو الذي بلغت نسبة الملء به حوالي 52.2 في المائة، حيث يخزن حاليا ما مجموعه 2.9 مليار متر مكعب من المياه من أصل قدرة استيعابية تتعدى 5.5 مليار متر مكعب من المياه، ليكون بذلك أكبر حوض مائي في المملكة من حيث حجم المياه المخزنة حاليا. ويأتي حوض تانسيفت في المرتبة الثالثة من حيث نسبة الملء التي تفوق النصف، حيث يجمع اليوم حوالي 125 مليون متر مكعب من أصل 227 مليون متر مكعب أي يمعدل ملء يناهز 55 في المائة. ومع ذلك فهو يظل حوضا صغيرا لا يكاد يؤثر كثيرا على الوضع المائي العام حتى ولو امتلأ 100 في المائة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 12/03/2024