نبّهوا لأشكال انتقالها إلى جسم الإنسان وحذروا من خطورتها واختلاف مضاعفاتها .. خبراء يدعون إلى تعزيز الوقاية وتحسين التكفل العلاجي في مواجهة الأمراض التعفنية

احتضنت كلية الطب والصيدلة بمراكش يومي 14 و15 نونبر فعاليات المؤتمر الوطني السابع للتواصل الصحي واللقاء الوطني الرابع لنوادي التواصل الصحي، التي اختير لها محور «الأمراض التعفنية: إنجازات وتحديات» لما للموضوع من أهمية من الناحية الصحية، على اعتبار أن الأمراض التعفنية التي تتسبب فيها بكتريات وفيروسات وفطريات وطفيليات، والتي تنتقل إلى جسم الإنسان بطرق مختلفة، سواء من خلال الاتصال المباشر أو عبر الهواء، أو الأكل الملوث وغيرها من الوسائل الأخرى، قد تتسبب في مضاعفات صحية وخيمة، الأمر الذي يجعل الخبراء والمختصين يؤكدون على ضرورة التحسيس والتوعية بها.
اللقاء العلمي الذي نظمته الجمعية المغربية للتواصل الصحي وفرعها الجهوي بمراكش بشراكة مع كلية الطب والصيدلة، أكد المنظمون على أنه كان من بين أهدافه خلق فضاء أكاديمي للنقاش ولتبادل الخبرات والتجارب حول قضايا ترتبط بصحة المواطنين بشكل عام، حيث استهلت فعالياته بتنظيم مجموعة من الورشات العلمية واللقاءات التكوينية التي جمعت نوادي التواصل الصحي من مختلف المناطق التي أطّرها عدد من الأساتذة والخبراء المختصين، والتي ركزت على مناقشة سبل تطوير برامج الأندية وتجويد آليات التواصل داخل المؤسسات الصحية، خاصة في ما يتعلق بالأمراض التعفنية والتعفنات المرتبطة بالمؤسسات الاستشفائية.
وعلاقة بالموضوع، أوضح الأستاذ توفيق أبو الحسن، رئيس المؤتمر، بأن اختيار موضوع الأمراض التعفنية يأتي بالنظر إلى ما يمثله هذا الملف من تحديات داخل المنظومة الصحية، مؤكدا على أن النقاش العلمي المطروح خلال ورشات المؤتمر يهدف إلى تعزيز الوقاية وتحسين التكفل العلاجي من خلال مقاربات متعددة التخصصات. تصريح أكده مضمون الجلسات العلمية التي تمت برمجتها، والتي تناولت قضايا دقيقة، منها التعفنات الجراحية، وتعفنات أنسجة الوجه والفكين، والتعفنات عند الأطفال والمواليد الخدج، كما تم تسليط الضوء كذلك على أحدث المستجدات العلمية في تشخيص وعلاج التهاب البروستاتا.
وإلى جانب البعد الأكاديمي والعلمي الذي حضر بقوة في برنامج هذا الحدث، فقد تخللت التظاهرة أنشطة ثقافية وفنية همت عروضا مسرحية توعوية وزيارات ميدانية، فضلا عن تتويج الطلبة المتفوقين في مسابقات الترجمة والإبداع. وجدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية شارك فيها ممثلون عن رئاسة جامعة القاضي عياض، وعمداء الكليات، وعدد من الأطباء والباحثين، حيث سلطت المداخلات كذلك الضوء على أهمية اعتماد اللغة العربية في تدريس العلوم الصحية، مع استحضار نماذج تاريخية من إسهامات الطب العربي في مجالات الوقاية والعلاج، خصوصا ما يتعلق بالأمراض التعفنية.
وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، رئيس الجمعية المغربية للتواصل الصحي، على أن الجمعية تعمل منذ سنوات على تثمين حضور اللغة العربية في التدريس والتوعية الصحية، مبرزا أن من أبرز إنجازاتها تعريب جزء من المقررات الطبية اعتمادا على المعجم الطبي الموحد لمنظمة الصحة العالمية، إلى جانب إصدار المجلة الصحية المغربية التي بلغ عددها 43 والتي خُصص آخر أعدادها لهذا المؤتمر.
هذا وقد اختتمت أشغال هذا المؤتمر بإصدار مجموعة من التوصيات التي دعت إلى تطوير آليات التشخيص المبكر للتعفنات، وتحديث التجهيزات الطبية، وتوحيد البروتوكولات العلاجية، وترشيد وصف المضادات الحيوية، إضافة إلى إشراك تخصصات العلوم الإنسانية واللغات في هندسة مناهج التواصل الصحي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/11/2025