حققت منصة البث التدفقي الأميركية العملاقة «نتفليكس» نموا قوي في الربع الأول من السنة الجارية، وتوقعت ألا تكون للحروب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب تأثير كبير، وأشاعت تصريحاتها هذه جوا من الارتياح في وول ستريت الخميس.
وحققت «نتفليكس» إيرادات بلغت 10,54 مليارات دولار في الربع الأول، بزيادة 12,5 في المئة على أساس سنوي، وبلغ صافي أرباحها 2,89 مليار دولار، وكلا الرقمين تجاوز توقعات السوق.
وارتفعت قيمة أسهم المنصة بنحو 3 في المئة في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداول في بورصة نيويورك.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك للشركة تيد ساراندوس، خلال مؤتمر المحللين «نحن نراقب من كثب الوضع الاقتصادي، وخصوصا ثقة المستهلكين (…) لكننا لا نرى أي شيء بارز راهنا».
وأعرب عن اطمئنانه إلى «قدرة قطاع الترفيه وخصوصا +نتفليكس+ تاريخيا على الاستمرار خلال المراحل الاقتصادية الصعبة».
وتتأثر الشركات بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وبتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى، ما دفع بعض العلامات التجارية إلى خفض ميزانياتها الإعلانية.
وعلق روس بينيس من شركة «إيماركتر» قائلا «سواء أط بقت الضرائب الجديدة أم لا، فإن هذا الوضع مدمر للكثير من القطاعات وسيجعل الإنتاج الترفيهي أكثر تكلفة».
إلا أن المحلل رأى أن «+نتفليكس+ قادرة على تحمل الضغوط بشكل أفضل من معظم منافسيها، على الأقل في البداية، بسبب اعتمادها المنخفض على عائدات الإعلانات، ونظرا إلى أن معدلات إلغاء الاشتراك لديها منخفضة نسبيا مقارنة بنظيراتها».
وتراهن المنصة على تحقيق إيرادات تتجاوز 11 مليار دولار للربع الحالي، وهو أفضل من تقديرات السوق.
وكان عدد مشتركي «نتفليكس» يتجاوز 300 مليون مشترك في ديسمبر الفائت، بعد تسجيل نحو 19 مليون اشتراك جديد خلال الربع الرابع من عام 2024.
لكن الشركة لم تعد تفصح عن هذا المؤشر، رغبة منها في التركيز على مقاييس «تفاعل» الجمهور (الوقت الذي يقضيه في مشاهدة المحتوى).
ولاحظ روس بينيس أن «نتفليكس صرفت النظر عن هذا التحديث ربع السنوي في وقت كانت المكاسب الناجمة عن إنهاء ت شار ك كلمات المرور بين المستخدمين على وشك التضاؤل وكانت احتمالات نمو عدد المشتركين تتلاشى».
ورأى الخبير أن قطاع البث التدفقي بأكمله بات يركز على الإيرادات المتأتية من كل مشترك أكثر مما يهتم بزيادة المشاهدين.
واضاف أن «المستهلكين يجب أن يتوقعوا مزيدا من الزيادات في الأسعار».
وتأمل «نتفليكس» في أن تبدأ هذا السنة بتحقيق إيرادات كبيرة من هذا الاشتراك.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك للخدمة غريغ بيترز في يناير «لقد ضاعفنا إيراداتنا الإعلانية على أساس سنوي عام 2024، ونتوقع مضاعفتها مجددا هذه السنة».
وتحدث الخميس عن طموحات فريقه إلى تحقيق «مستوى تطور» في توزيع المقاطع الإعلانية مشابه لذلك الذي تحقق في ما يتعلق بتوصيات المحتوى، أي «إيجاد الإعلان المناسب للجمهور المناسب والعرض المناسب».
وسعيا إلى جذب المشاهدين، ستواصل «نتفليكس» الاستثمار في النقل المباشر، وخصوصا للأحداث الرياضية.
وقال ساراندوس «يمثل النقل المباشر حصة صغيرة نسبيا من إنفاقنا وساعات المشاهدة، لكن نتائجه إيجابية أكبر من حيث جذب المشاهدين والحفاظ عليهم ربما».
كذلك تعو ل المنصة على موسم جديد من مسلسل «بلاك ميرور» Black Mirror الذي وفرته هذا الشهر، وعلى الموسم الأخير المرتقب من «سترينجر ثينغز» Stranger Things الذي تتيحه في وقت لاحق من هذه السنة.
نتائج «نتفليكس» في الربع الأول فاقت التوقعات واثارت ارتياح وول ستريت

بتاريخ : 19/04/2025