نحو مواكبة تحولات العصر الرقمي … «روابط رقمية» مجلة متخصصة في الثقافة الرقمية

«روابط رقمية» هي مجلة متخصصة في الثقافة الرقمية، تصدر عن سلسلة معرفية علمية رقمية محكمة، تحت إشراف الدكتورة زهور كرام، تهدف إلى التنوير الثقافي الرقمي، وإلى تجديد النخبة الثقافة المغربية والعربية، من خلال دخول الرقميات إلى مجال الاستخدام والتفكير.
صدر العدد الأول «نحن والثقافة الرقمية» عام 2018، تلاه العدد الثاني الذي تضمن أعمال المؤتمر الدولي حول الأدب الإلكتروني المنعقد بدبي بجامعة روتشستر للتكنولوجيا، ثم العدد الثالث بدعم من وزارة الثقافة المغربية بعنوان «الأدب الرقمي ونظرية الأدب»، وبعد جائحة كورونا والحجر الصحي الذي جعل التكنولوجيا داعما في الحياة والخدمات، جاء العدد الرابع معنونا ب «كورونا والتكنولوجيا» صادرا عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، وقد تبنت الكلية مشروع «روابط رقمية» وأعادت نشر الأعداد الثلاثة الأولى.
نطالع في كلمة العدد الثالث من المجلة: «تطرح علاقة الأدب بالتكنولوجيا إشكالية الهوية الأدبية منذ بداية الحديث عن هذه العلاقة، ضمن تسميات عديدة منها الأدب الرقمي، والتفاعلي، والترابطي والشبكي والتكنولوجي والإلكتروني، والصراع قائم حول مدى انتماء هذه الكتابة عبر التكنولوجيا إلى الأدب، وتجلى الصراع في الأسئلة التالية: هل هذا الأدب ظاهرة جديدة سرعان ما تتلاشى مع الزمن؟ وهل تتم خارج التعاقد المعرفي الأدبي؟ […] وهل التكنولوجيا هي التي تحدد هوية هذه الكتابة أكثر من مقومات الأدب؟ أم أن الأمر يتعلق بتطور الأدب في صيغة تكنولوجية؟».
تعد زهور كرام واحدة من أكثر الأكاديميين المغاربة اهتماما برصد تجليات العلاقة بين التكنولوجيا والإبداع، إذ ترى أن الأدب الرقمي يعبر عن الحقيقة الجديدة للأدب باعتباره نظاما رمزيا مختلفا، تتجلى فيه تمثلات الإنسان في العصر التكنولوجي، كما تؤكد على أن الدخول إلى عالم الأدب الرقمي يتطلب ميثاقا جديدا وثقافة مختلفة، وإذا لم يتم استيعاب هذا المتغير في منظومة التعليم، فلن يرتقي الإنسان ولن يحقق وجوده في المستقبل.
ولأن الجامعة هي أرضية خصبة للتحفيز أكثر على التفاعل مع هذه التجربة، نجد في حقل البحث العلمي بالمغرب تعاملا مع الأدب الرقمي من خلال تكوينات علمية في الماستر، وأيضا اختيار الطلبة الباحثين لمواضيع أطروحاتهم الاشتغال على قضايا مثل النص التفاعلي والأدب الرقمي وغيرها مما له علاقة بمجالات الأدب والتكنولوجيا، وقد
بدأت التجربة الأكاديمية الأولى بجامعة محمد الخامس عام 2007، أي بعد عشرين عاما من ظهور الأدب الرقمي في الغرب.
يقول الدكتور سعيد يقطين، وهو عضو بارز في اللجنة العلمية للمجلة : «إن تجديد الكتابة واللغة لتتلاءم مع الوسائط المتعددة هو رهان أي تطور في عصرنا الحالي، لأنه يضع أي أمة مباشرة أمام مطابقة تفكيرها وأدوات هذا التفكير مع الوسائط الجديدة باعتبارها ليس فقط أدوات ووسائل، ولكن أيضا طرائق للتفكير، وشكلا من أشكال الثقافة».


الكاتب : مريم الجنيوي

  

بتاريخ : 15/12/2021