الدكتور خالد بوحموش (*)
لقد رافق ظهور وانتشار فيروس كورونا المستجد خوف كبير من تعرّض الرضع والأطفال وعموم القاصرين لتبعاته الصحية الوخيمة، ووضع الآباء والأمهات أيديهم على قلوبهم وجلا مخافة فقدانهم، ومع تطور المرض كانت هناك شكوك حول نقل الصغار للفيروس وتسببهم في إصابة الكبار، إلا أن كل الدراسات التي أجريت لحدّ الساعة أكدت خلاف ذلك، وتبين على أن نسبة إصابتهم بالمرض تتراوح ما بين 1 و 2 ٪ من مجموع الإصابات العامة عالميا.
وإذا كانت الأعراض عند الكبار تؤدي بـ 5 ٪ إلى ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، فإن الفيروس لا تظهر أعراضه عند النسبة الضئيلة من الأطفال الذين يصابون، ولا يكون وقعه عليهم كبيرا، ولا تتجاوز حمى خفيفة والسعال وسيلان الأنف بشكل بسيط، إذ أشارت الأبحاث أنه نادرا ما وصل طفل إلى الإنعاش بسبب كوفيد 19، ونفس الأمر بالنسبة للوفيات.
وخلافا لما ذهب إليه الاعتقاد، فإن انتشار فيروس كورونا المستجد ليس من مسؤولية الأطفال، وقد بينت دراسة حديثة أجريت على طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، مرّ بثلاث مؤسسات تعليمية، وفضاء للتزلّج، علما بأنه كان مصابا دون أن تظهر عليه أعراض المرض، حيث خالط 172 طفلا آخرين في فرنسا، ورغم ذلك لم يصاب أي واحد منهم بالعدوى، وهو ما يؤكد «براءة» الصغار من نقل العدوى للكبار، الذين يبقون أكبر ناقلين وناشرين للفيروس، في حال عدم تقيدهم بالحجر الصحي وبالإجراءات الوقائية.
(*) رئيس جمعية أطباء الأطفال لولاية الرباط، متخصص في طب الأطفال والرضع