نهائي مونديال 2018: حرب نجوم بين فرنسا وكرواتيا

يسعى منتخبا فرنسا وكرواتيا، يوم غد الأحد، وراء أغلى حلم في العالم، حيث يتواجهان بملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، بحثا عن أغلى ألقاب الساحرة المستديرة، ولاسيما المنتخب الكرواتي الذي يتطلع جيله الذهبي الحالي إلى رفع الكأس الغالية لأول مرة.
وتكتسي مباراة الأحد أهمية بالغة للمنتخب الكرواتي، الذي يجري وراء ثأر يمتد لعشرين سنة، عندما خسر أمام فرنسا في نصف نهائي مونديال 1998 على أرض الأخيرة، بقدر ما فيها من ثأر فرنسا مع نفسها لخسارتها نهائي كأس أوروبا 2016 بضيافتها أمام البرتغال.
وبالنسبة للجيل الفرنسي، فالنجمة التي تزين قميصهم منذ 20 عاما، لا تكفي. لم يساهموا فيها، وغالبيتهم لم يكونوا قد ولدوا يوم رسمت.
وقالها بول بوغبا الخميس إن «الكروات لا يحملون نجمة، يريدون واحدة. قدموا مسارا جميلا جدا، يريدون الفوز، مثلنا. أنا لا أحمل نجمة، موجودة على القميص إلا أنني لم أفز بها، وأنا أرغب في الحصول عليها، مثلي مثل كل اللاعبين».
ويريد بوغبا، أن يكون على ضفة «الابتسامة» مع انطلاق صافرة نهاية المباراة، التي انتقى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأرجنتيني نستور بيتانا لقيادتها.
ولا يريد الفرنسيون تكرار صورة الخيبة على ملعب «ستاد دو فرانس». لا يريدون صورة 2016، بل صورة تتويج 1998، والتي تحققت بعد صورة أخرى على الملعب نفسه: نصف النهائي، منتخب كرواتي يتقدم 1 – 0، ويقترب من بلوغ النهائي في مشاركته الأولى كدولة مستقلة. احتاج الفرنسيون يومها الى منقذ، وكان اسمه ليليان تورام.
هدفان قلبا النتيجة، وأطلقا الفرح في باريس.
وتتوقع سلطات العاصمة الفرنسية تجمع 90 ألف شخص في «الجادة الخضراء»، منطقة «شان دو مارس»، حيث ستنصب أربع شاشات عملاقة للمشجعين الراغبين بمتابعة المباراة، إحداها بمساحة 103 أمتار مربعة.
لهؤلاء وملايين غيرهم، يضع بوغبا نصب عينيه الفوز، ولا شيء غيره، في تصريحات أتت يوم ذكرى نهائي 12 يوليوز 1998، يوم دك المنتخب الفرنسي شباك البرازيل بثلاثية نظيفة.
وأوضح بوغبا «لم نصل إلى هذا الحد البعيد لنتراخى. أعرف طعم الخسارة في مباراة نهائية. لن يتكرر ما حصل في كأس أوروبا 2016، نريد فعلا أن ننهي بشكل جيد».
ويضم المنتخب الفرنسي تشكيلة، لعلها الأفضل منذ جيل 1998. يقودها ديدييه ديشان المدرب، بعدما قاد ديشان اللاعب تشكيلة التسعينات على أرض الملعب. معه الآن أنطوان غريزمان، كيليان مبابي، نغولو كانتي، أوليفييه جيرو…
ولا يقل المنتخب الكرواتي شأنا. لم يتوقع كثيرون وصوله لهذه المرحلة. رأى الجميع نجومه: القائد لوكا مودريتش، الموهوب إيفان راكيتيتش، المهاجم الفذ ماريو ماندزوكيتش، القناص إيفان بيريشيتش… إلا أن قلة قليلة توقعت أن دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 4.1 ملايين نسمة، وباستقلال لم ينجز سوى في مطلع التسعينات، قادرة على جعل عزيمتها سندا للأقدام المتعبة للاعبيها، الذين خاضوا ثلاث مباريات تواليا من 120 دقيقة، بدلا من منافسيهم الذين اكتفوا بـ 90 دقيقة.
وأقر المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش، أول أمس الخميس، بضخامة التحدي ضد فرنسا، لأن لاعبي المنافس «يشكلون خطورة في الهجمات المرتدة (…) لن يكون من السهل الدفاع أمامهم، لكن تضامننا، صلابتنا، ضغطنا الجيد ونشاطنا خلال خسارتنا للكرة ستكون الوسائل الجيدة لمواجهة فرنسا».
وتابع «لقد سلكنا طريقا صعبا، نحن بالتأكيد الفريق الوحيد الذي لعب ثماني مباريات (التمديد 3 مرات، أي مدة مباراة كاملة) في كأس العالم لبلوغ النهائي… إنه أمر صعب للغاية، لقد استهلك اللاعبون الكثير من الطاقة، ولكننا نقول إنه كلما ازدادت الظروف صعوبة، كلما لعبنا بشكل أفضل».
وأضاف «إنها فرصة فريدة في الحياة، وأنا متأكد من أننا سنجد القوة والدافع. (…) دخلنا إلى صفحات كتب التاريخ بكوننا أصغر دولة تتأهل إلى المباراة النهائية لكأس العالم، مع الأوروغواي (التي فازت باللقب عامي 1930 و1950)، وإذا نظرت إلى البنية التحتية لبلدنا، نحن معجزة».
ويبقى أول القادرين على تحويل الأحلام الكرواتية إلى واقع هو مودريتش، ساحر خط الوسط وحامل شارة القائد، والذي يفرض نفسه تدريجيا كأبرز مرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.


بتاريخ : 14/07/2018