خلال اجتماع الدورة الأخيرة للمجلس الإداري لمؤسسة مهرجان خريبكة السينما الإفريقية الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة إقليم خريبكة، أكد نور الدين الصائل رئيس المؤسسة «أن السينما الإفريقية لا يمكن لها أن تكون إلا «بكينونة سينما وطنية افريقية قادرة على إثبات ذاتها محليا وقاريا ثم دوليا، وإلى يومنا هذا لم يتحقق هذا الرهان الثقافي، كما يطمح إليه صناع هذه السينمات المنتمية للقارة الإفريقية».
فهذه السينما نطلق عليها «إفريقية» خطأ، كما أنه لا توجد «سينما أوربية» مثلا بل توجد سينما لدول أوربية، وكل واحدة تحاول أن تتفرد بمميزاتها الخاصة. هذه المميزات تدعونا إلى مراجعة مصطلح «السينما الإفريقية».
وفي معرض حديثه عن مهرجان السينما الإفريقية الذي يعود تاريخ تأسيسه لسنة 1977 والذي قدم رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية رفقة باقي أعضاء المكتب التنفيذي مشروع برنامج دورته الـ 22 التي ستنعقد خلال الفترة الممتدة مابين 28 مارس و4 أبريل 2020، إذ أكد أن «المهرجان ظل يحافظ على «هويته السينمائية « أي أن كل فقراته الفيلمية هي سينمائية لمخرجين أفارقة عكس باقي المهرجانات السينمائية بالقارة الإفريقية، فالفيسباكو وهو اكبر مهرجان بالقارة والذي تحتضنه العاصمة البوركينابية مهرجان تتنوع فقراته الفيلمية من: الأفلام السينمائية والتلفزية والمسلسلات.. أما أيام قرطاج السينمائي بتونس، ففقراته فتضم فضلا عن الأشرطة الإفريقية والعربية ضمن المسابقة وبنفس الأيام نجد أعمالا سينمائية من دول وقارات عديدة عكس مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية الذي له تراكمات وله ذاكرة تاريخية حققها على مدار 44 سنة تفرد خلالها بخصوصيته «الفيلمية السينمائية الإفريقية» ، ليخلص الى ان « السنوات التي عشناها بهذه المهرجانات الافريقية كانت فقط لعرض الأفلام ومناقشتها دون التمكن في خلق «سوق حقيقي للفيلم الافريقي»، وجعله مادة مرغوبة ومتهافت عليها من طرف الموزعين السينمائيين الأفارقة بالقارة وخارجها، الأمر الذي ظل مرهونا بقرارات جدية لأصحاب القرار السياسي والمسؤولين عن القطاع في كل الدول الافريقية المعنية، فهم مطالبون بالعمل على «خلق صناعة سينمائية إفريقية ودعم وترويج الفيلم الأفريقي « وطنيا وقاريا ودوليا وتثمينه و»تصليب التراكمات» التي حققتها السينما بالدول الافريقية لإثبات الذات وطنيا كرهان ثقافي قاري .
وأكد الصايل أن المهرجانات الافريقية التي تنظم بالقارة بجنوب افريقيا وبوركينا- فاسو والكاميرون وتونس والسنغال.. إلخ، مطالبة بتحديد وجهة نظرها حول قضايا الصناعة السينمائية إفريقيا وتحديد الهوية السينمائية الوطنية لكل دولة إفريقية على حدة.
وخلال نفس الاجتماع اقترح أن ينظم حفل الافتتاح بإحدى الساحات العمومية إذا سمحت الأجواء المناخية بذلك كما تم الإعلان عن اسم مؤمن السميحي ليترأس لجنة التحكيم الرسمية لمهرجان خريبكة للسينما الافريقية.
ويعتبر مؤمن السميحي من السينمائيين الذين « يفكرون بالسينما وللسينما « والذي سينضاف الى لائحة الاسماء السينمائية التي ترأست لجن تحكيم مهرجان السينما الافريقية مثل الفقيد توفيق صالح الذي ترأس أول لجنة تحكيم خلال الملتقى الرابع وصولا إلى المفكر الفرنسي إدغار موران والكاتب والشاعر عبد اللطيف اللعبي الذي ترأس الدورة السابقة للمهرجان.