نور الدين بندريس مدير مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط: الطاقم الجديد للمهرجان تواجهه تحديات صعبة

مأول  مستجدات الدورة الحالية من مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط  طاقم إداري جديد أخذ على عاتقه تسيير دواليب هذه التظاهرة السينمائية التي راكمت تجربة كبيرة تحظى باحترام كبير على المستوى الوطني و الدولي، بالنظر لقيمة الأعمال السينمائية تعرض فيها،  ولقيمة الاسماء الفنية التي تحضر ليها..  طاقم شاب تسلم المشعل للمحافظة على إرث تنظيمي سينمائي، وعلى ابتكار اساليب وطرق جديدة لتطويره.. في هذا السياق كان ل»الاتحاد الاشتراكي» لقاء قصير مع المدير الجديد للمهرجان نور الدين بندريس، الذي  فحوى حديثه كالتالي:

 

p تقود طاقما جديدا لتسير دواليب مهرجان تطوان السينمائي الدولي، ما هو رهانكم في هذا الإطار؟
n مسؤولية الطاقم الجديد للمهرجان هي مسؤولية ثقيلة وصعبة، لأن رفاقي في مهرجان تطوان من قبيل الأستاذ حسني و السكايكة والبازي وبويسف وآخرين اشتغلوا فيهذا المهرجان منذ 33 سنة، ومن الصعب جدا أن يأتي شخص، وإن كنت رافقتهم متعلما منهم، وأن يتحمل مسؤولية المدير، التي ليست بالسهلة. وعلى هذا الاساس لا يمكن الحديث عن أن هذا المهرجان سيعرف تغيرات عميقة، قد تقول لماذا؟ لأن الإخوان السابقين قاموا بتأسيس مهرجان كبير، متكامل له صيت على المستوى الوطني والدولي، ومن ثمة أصرح أنه ما يمكن أن اضيفه في هذا السياق، هو المحافظة على هذا الرصيد الغني والتنوع لهذا المهرجان، وفي الوقت نفسه سنشرع في تغيير وتطوير بشكل تدريجي، كإضافة ثلاث فقرات جديدة في هذه الدورة لها ارتباط وثيق بالمجال التربوي باعتبار رجل تعليم حيث أشركنا معنا المؤسسات التعليمية والتريوية ضمن أنشطة المهرجان ومنها فقرة «منتدى المدارس» والهدف منها تحفيز التلاميذ وتشجيعهم وتعليمهم ان السينما ليست فقط متعة، بل كذلك هي مدرسة قد تفتح أمالا في المستقبل.. لذلك استدعينا أساتذة وطلبة من دول البحر المتوسطي ليكون هناك نوعا من التواصل، كذلك أضفنا فقرة «اكتشاف» التي خصصناها للسينما الصينية باعتبار الدينامية التي تطبع أكثر من مجال بين المغرب والصين. وأيضا فقرة « ضيف المتوسط» الذي كان هذه الدورة الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي، وهي فقرة ستسهدف في الدورات المقبلة فنانين لا ينتمون لعالم السينما..إذن هي فقرات جديدة حاولنا أن نجتهد قدر الإمكان فيها، مع الحفاظ على الإرث الكبير الذي و رثناه عن زملائنا السابقين..
p برمجة السينمائية لهاته الدورة تعرف تنوعا كبيرا، ما هي خصوصياتها في نظركم؟
n أستطيع أن أقول لك إن مهرجان تطوان له خاصية منذ انطلاقته، يستحضر فيها أن جمهوره جمهور واسع ومتعدد الأذواق منتم لمختلف الشرائح الاجتماعية. والثقافية. لذلك تتم البرمجة وفق هذا التصور، وهو أن نختار 80 في المئة من الافلام ذات توجه جاد غير موزعة في القاعات السينمائية ولا تتاح للمشاهد متابعتها في التلفزيون.. بهدف اكتشاف سينما جديدة من قبيل السينما اليونانية، التركية، الكرواتية، لبنانية..، وفي الوقث نفسه نبرمج أفلاما للجمهور الواسع العاشق لنوعية من الأفلام. العربية مصرية، لبنانية، تونسية وفلسطينية.. وهي أفلام جادة لا يتاح له كذلك كتابعتها على الشاشة الصغيرة، وهي افلام تركت انطباعا جيدا لديه من خلال الاصداء التي تصلنا.. لذلك فاختياراتنا في هذا المجال هو اختيار ذاتي ننوب فيه عن المتلقين، قد نوفق فيه بشكل تام، أو بشكل نسبي..، ومع ذلك فنحن جد سعداء باختياراتنا..

p ثلاث وعشرون دورة من المهرجان ، ماهي تحدياتكم كطاقم جديد؟
n هي تحديات صعبة جدا ، الحفاظ على الإرث كما قلت سابقا، والحفاظ على المستوى الذي وصل إليه المهرجان، وبالتالي تطوير هذا الإرث وتنويعه واكتساب أكبرعدد من الجمهور خصوصا من الشباب، وهذا ليس بالأمر السهل، في زمن كثرت فيه الوسائل السمعية البصرية، التي أصبحت في ملك اليد، والتي تدفعنا لمساءلة الذات عن ما هي الوسائل الطي تحفزه على السينما و الذهاب السينما ، لأن مشاهدة الفيلم في القاعة ليس كمتابعته في الآلة العجيبة في اليد أو أي مكان آخر كالمقهى، و البيت وغيرهما..