هؤلاءِ

 

هؤلاءِ، مَن هُمْ؟
لا أعرفُ مَن يَرسمُ هذهِ الآثارَ على الرَّملِ المُبَلَّلِ
بِعَرَقِ المَناجلِ ومَواوِيلِ الحَصّادين.
فجأةً، تعالتْ أصواتُ الأجراسِ صاخبةً، مَن هؤلاء؟
أينَ كانوا حين كانتِ الأبوابُ من حديدٍ، وكانَ الخطوُ
وئيداً، والكلماتُ الحزينةُ نشيداً كالبكاء،
والأقفالُ تموتُ على الجِلْدِ والجَلَد؟
واللحمُ، لا لَحْمَ، والعظامُ، صَدى الكلماتِ، صَليلٌ
مُوجِعٌ صَهيلُ الكلماتِ… كادَ أو كان!
هل رأيتَهُم، قبلَ الآن؟
هل سمِعتَ أنينَ ناياتِهم؟
أنا ما رأيتُهُم، حينَ كنّا نُصارِعُ المسافاتِ،
نَطرقُ الأبوابَ، ومَنْ خلفَ الأبوابِ،
يَنأى، بنسيمِ الرَدِّ، علَى أَثَرِ الغِيابِ، ما رأيتُهم!
يا صيحةَ الوليدِ شيخَ قبيلةٍ قَصيرَ القامةِ
يا تَعْسَها أمُّ الوليدِ
بزغاريدِ الحِكاياتِ، فارغاتٍ، تَحْكِيها حِبـالُ الْوَلّادَات


الكاتب : عبد الله أبو ناجي

  

بتاريخ : 01/03/2019