هذا ما جناه المغرب من تنظيم اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين : المملكة استغلت تواجد كبريات الممولين الدوليين بمراكش للحصول على تمويلات بملايير الدولارات

 

بعد أسبوع حافل بالمناظرات والتوقيعات والمناقشات، اختتمت صباح أول أمس الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي احتضنتها مدينة مراكش، بإعطاء الموعد لنسخة 2026 التي ستقام في عاصمة التايلاند، وسط إشادة واسعة بالتنظيم المتميز الذي وقع عليه المغرب خلال هذه الدورة.
وجرى رسميا التوقيع على استضافة بانكوك الاجتماعات السنوية لعام 2026 من طرف كریستالینا غورغییفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، وأجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، وكريسادا شينافيشرانا، نائب وزير المالية التايلاندي.
بالنسبة للمغرب، كان تنظيم هذا الحدث العالمي مربحا على جميع الأصعدة فقد شكل فرصة هامة لكبار المسؤولين القادمين من 189 دولة، لتقييم مستوى التقدم المحرز على أرض الواقع والوقوف على حجم الإنجازات التي حققتها بلادنا من حيث البنية التحتية والنمو الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام. كما كان أيضا مناسبة لاستعراض القدرات التنظيمية والحفاوة الترحيبية التي يتمتع بها المغرب.
أما على المستوى المالي فقد اغتنم المغرب فرصة تواجد أكبر مؤسسات التمويل الدولية بالمملكة للتوقيع في وقت وجيز على عدة اتفاقيات تمويلية هامة بملايير الدولارات ، ليس أقلها تلك التي وقعها المغرب مع البنك الافريقي للاستيراد والتصدير، وذلك خلال اجتماع عقده الجانبان على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة بمراكش .
وتحدد هذه المذكرة البالغة قيمتها 1 مليار دولار المجالات التي تحظى بالأولوية في التعاون بين (أفريكسيم بانك) وشركائه المغاربة، خاصة فيما يتعلق بتمويل وتعزيز التجارة داخل وخارج أفريقيا، وتمويل المشاريع، وتقديم المساعدة الفنية.
وخلال هذه الاجتماعات قال بنك الاستثمار الأوروبي إنه سيقرض المغرب مليار يورو (1.06 دولار) لدعم جهود إعادة الإعمار بالبلاد بعد زلزال شتنبر الأخير.
وقد أعلن نبأ القرض ريكاردو مورينيو فيليكس، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، بعد اجتماع مع فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية المكلف بالميزانية، في مراكش على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
المؤسسات العمومية الكبرى المملوكة للدولة لم تخرج هي الأخرى خالية الوفاض من هذه التظاهرة حيث حصل المجمع الشريف للفوسفاط من مؤسسة التمويل الدولية، فرع مجموعة البنك الدولي، على قرض أخضر بقيمة 100 مليون أورو، بهدف بناء محطات للطاقة الشمسية بقيمة 360 مليون أورو لإنتاج الأسمدة منخفضة الكربون.
والقرض الأخضر هو من أنواع التمويل للمشاريع المؤهلة التي تساهم في تحقيق الأهداف البيئية من قبيل التخفيف أو التكيف مع التغيرات المناخية.
مديرة صندوق النقد الدولي هي الأخرى تغادر مراكش راضية كل الرضى، بعما نجحت في جمع الأموال المطلوبة للصندوق الائتماني للنمو والحد من الفقر (بي.آر.جي.تي) وذلك بعد عامين من تعهدات الدول الغنية بتعبئة الموارد اللازمة لذلك.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا قبل يوم من اختتام اجتماعات الخريف السنوية في مراكش الأحد إن «الصندوق مع اقتراب موعد الاجتماعات السنوية جمع 17 مليار دولار لموارد قروض الصندوق الاستئماني للنمو والحد من الفقر».
وتحمل هذه الاجتماعات دلالة رمزية كبيرة إذ أنها الأولى التي تنظم في القارة منذ نصف قرن وحرص المنظمون تاليا على التأكيد أن أفريقيا في قلب الاهتمامات.
وأشارت جورجييفا إلى أن أكثر من 40 مساهما قدموا الدعم المطلوب بشكل عاجل “ثلثهم من الاقتصادات الناشئة، بما في ذلك دول في أفريقيا”. وأضافت “هنا في مراكش يسعدني أننا توصلنا، أيضا، إلى هدفنا المتمثل في جمع أموال بقيمة 3 مليارات دولار لموارد دعم الصندوق مما يضمن إمكانية الاستمرار في تقديم تمويل دون سعر فائدة”.
وتعتقد المؤسسة المالية المانحة أن تحقيق الأهداف أمر ضروري لتمكين الصندوق من مواصلة دعم البلدان منخفضة الدخل بتمويلات بنسبة فائدة صفر لتلبية احتياجاتها المتطورة.
ويسعى صندوق «بي.آر.جي.تي» الذي تأسس في يناير 2010 لمواجهة التحديات التي تواجه البلدان منخفضة الدخل، وهو أداة رئيسية لصندوق النقد الدولي لتوفير التمويل الميسر (حاليا بأسعار فائدة صفرية) للدول منخفضة الدخل.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 17/10/2023