هذا ما صرحت به أبرز الأسماء في الدراجة المغربية: «الأميرة الصغيرة» تبحث عن العالمية

عقدت الجامعة الملكية المغربية للدراجات جمعها العام السنوي العادي برسم الموسم الرياضي 2017 بمدينة مكناس، يوم السبت 30 دحنبر 2017، بحضور 82 من ممثلي الأندية والجمعيات المنضوية تحت لوائها وكذا ممثلي وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والسلطات المحلية لمدينة مكناس والمنابر الإعلامية الوطنية.
الجمع العام ثمن الإنجازات التي حققتها الدراجة المغربية خلال السنة المنصرمة، على المستويين الإفريقي والعربي، وناشد الجامعة على أن تكون 2018 سنة الإقلاع نحو العالمية ونحو النهوض بالدراجة النسوية التي ما تزال تبحث لنفسها عن المكانة التي تليق بها.في هذا الإطار، أوضح متدخلون في سباقات الدراجة، بأن الوصول إلى العالمية يتطلب تسطير برنامج مستقبلي تتاح فيه الفرصة للسباقين للاحتكاك بالمدارس الأوربية الرائدة، الأمر الذي لن يتأتى إلا بإشراك السباقين المغاربة في الطوافات التي تقام في مختلف الدول الأوربية. من جانبها، اعتبرت الجامعة،من خلال تدخلات رئيسها أو كاتبها العام، أن الجامعة انطلقت فعلا منذ موسمين، في رسم أفق جديد بحثا عن العالمية وذلك من خلال إتاحة الفرصة للدراجين المغاربة للاستفادة من التربصات التدريبية في أوربا خاصة في المركز الدولي التابع للاتحاد الدولي للدراجات الموجود في سويسرا.
في السياق نفسه، ناقش الجمع العام كما سلف ذكره، مستقبل الدراجة المغربية وضرورة التطلع لرسم أفق جديد ينبني على الانخراط في المستوى العالمي والأولمبي والنهوض بالدراجة النسوية والجبلية ومواصلة العمل على مستوى القاعدة والتكوين. بهذا الخصوص، كان للجريدة لقاء مع متدخلين في رياضة الدراجة المغربية، وهذه ورقة عن ارتساماتهم:

 

– مصطفي النجاري أسطورة الدراجة المغربية والمدير التقني السابق للجامعة:

– «أظن ان تقييم مستوى الدراجة يمر على عدة أشطر هناك الافريقي العربي و الدولي.على الصعيد العربي، فنحن نحقق نتائج جيدة ونسيطر على جميع المسابقات ونحصد تقريبا جميع الميداليات، نفس الأمر في افريقيا ،نحن نحتل المرتبة الأولى رغم أننا نواجه منافسة شرسة من قبل دولة جنوب افريقيا، التي تمتلك دارجين على أعلى مستوى.
اما دوليا، فنحن نحتاج الى عمل كبير وجبار. نكون ضمن الصفوف الأولى في افريقيا و على الصعيد العربي، أما في بطولة العالم او الألعاب الاولمبية فنجد صعوبة في مقارعة الدراجين الذي يتوفرون على مستوى عالي، لهذا يجب ان نسطر برنامجا يخول للعدائين المغاربة فرصة المشاركة في طوافات كثيرة خارج افريقيا، لكسب التجربة وصقل المواهب، لانه السبيل الوحيد للوصول الى العالمية هو المداومة على المشاركة في الطوافات القوية التي ترغم الدارج على بذل مجهود مضاعف من اجل الوصول الى المبتغى، هذا لا ينفي ان هناك عدائين جيدين من طينة انس أيت العبدية،وهدي سفيان، وعادل جلول، الذين شاركوا في الالعاب الاولمبية دورتي 2012-2016. كما قلت في السباق مازلنا نحتاج الى عمل كبير ، لهذا وبصراحة نحن في حاجة ماسة الى مدربين أكفاء، لهم دراية بالتطورات الحديثة لرياضة الدراجات، لاننا جد متأخرين من الناحية التقنية مقارنة مع أوروبا، لهذا فالجامعة تبحث عن مدربين أجانب، لمساعدتنا على الوصول للعالمية، وكذلك العمل على إرسال المتسابقين الى المركز الدولي للدرجات بسويسرا، لان من خلاله يمكن ان تحقق نتائج في المستوى.
في الجانب التاطيري، الجامعة نظمت هذه السنة تحت اشراف مصطفى افندي و خبير دولي، دورات تكوينية للأطر المغربية، خصصت للجانب التقني والتحكيمي، وبالفعل وجدنا شبانا يتوفرون على مستوى عالي، و كانت نتائجهم جيدة، ستعود بالخير على هذا النوع الرياضي، الآن حصلوا على المستوى الأول وينتظرهم المستوى الثاني و الثالث،للذهاب الى أوروبا للحصول على الدبلوم الفيدرالي، ليكونوا ان شاء الله في غضون ثلاث سنوات تقريبا خير خلف لتجاوز هذا التأخير الحاصل على الصعيد العالمي..»

– أحمد الرايس مسير بنادي أولمبيك خريبكة فرع الدرجات وعضو بالجامعة الملكية المغربية للدرجات:
– «حاليا، نرى أن الجامعة الملكية المغربية للدراجات قد فتحت الباب على مصراعيه للترخيص للسباقين ولوج عالم الاحتراف في دول عديدة منها الدول العربية و الايطالية والفرنسية،لتطوير مستواهم التقني والبدني لتمهيد الطريق وإرساء اللبنة الاولى الاساسية للتفكير مستقبلا في الحصول على ميداليات عالمية و اولمبية،لهذا ادعوا جميع المسؤولين عن الشق الرياضي ببلدنا ، دعم جامعة الدراجات، لأنه رغم المجهودات التي يقوم بها رئيس الجامعة فلازال هناك خصاصا ماديا لكي نصل الى بوديوم المحافل الدولية الكبيرة.
فيما يخص الأندية المغربية، فيهي تحاول قدر المستطاع مع الدعم المادي الذي تقدمه الجامعة ولو انه لا يرقى الى المستوى المطلوب. ورغم العوز المادي فالجامعة تحاول تسهيل مهمة الأندية من أجل تنظيم السباقات المنجزة في البرنامج السنوي، وفعلا نرى ان الفرق تشارك بكثافة، وخير دليل هو الوصول الى اكثر من 100 نادي منضوي تحت لواء الجامعة، هذا الرقم يبشر بخير ويوضح بان الدراجة تسير في الطريق الصحيح.
بالفعل يلزمنا بعض الجزئيات للوصول الى العالمية، ولكن كما يقول المثل يجب أولا ترتيب البيت، نحن نحتل الريادة افريقيا وعربيا و نناور قدر المستطاع على الصعيد الدولي، لان أي تقدم هو مرتبط بالمال الذي يفتح لك الأبواب من اجل فتح أوراش كبيرة في كل المدن وتجعلك تسير بكل ارتياح، اما في غيابه فمن الصعب مقارعة دول تتوفر على ميزانيات كبيرة تفوق خزينة الجامعة بكثير.
فيما يتعلق بنادي اولمبيك خريبكة، فلابد قبل كل شيء التنويه بكل المسيرين الذي يوفرون كل الإمكانيات من أجل الرقي بكل الفروع 17، ولكن يبقى فرع الدراجات ذلك الابن البار الذي أعطى قيمة مضافة الى النادي، حيث أنه مند 2008 وهو يحقق الإنجازات والألقاب:موسم 2008-2009 فزنا بكاس العرش بمدينة تمارة، 2009-2010 بطولة المغرب لأقل من 23 سنة بمدينة أزيلال،2010-2011 فزنا بالازدواجية البطولة وكأس العرش في مدينة القنيطرة، وفي 2011-2012 فزنا بذهبية البطولة العربية التي أقيمت أطوارها بمدينة مراكش، 2012-2013 فزنا بكاس العرش بمدينة أسفي، حصلنا على ميدالية ذهبية خارج المغرب بدولة البحرين الشقيقة ضمن فعاليات البطولة العربية في 2015-2016.كما فزنا ببطولة المغرب في شخص اعويدة حمزة على صعيد الشباب، وكان من نصيبنا كذلك ميداليتين ذهبيتين في البطولة الافريقية التي دارت ادوارها بمدينة الدار البيضاء، إضافة الى ميدالية فضية، أما في هذه السنة التي ودعناها، فقد كان الفريق حريصا على حصد القاب أخرى، حيث ظفر بكأس العرش في السباقات الجبلية، ولابد هنا أن ننوه بالدراج هدي سفيان الذي سيقول كلمته بطواف الغابون والفوز بالقميص الأصفر بعد ان فاز بالميدالية الذهبية بتونس الشقيقة، وفزنا أيضا ببطولة المغرب بوجدة في صنف السباقات الجبلية..»
– محمد التلفاني رئيس نادي الساقية الحمراء للدراجات وكاتب عام عصبة الصحراء:
– «في عصبة الصحراء،أصبحنا نتوفر على ممارسين كثر ونتوفر على عشرة أندية يمثلون العصبة ، وكذلك نتوفر على أبطال بارزين منهم البطلة حكيمة المغراوي الحاصلة على بطولة المغرب وهناك أسامة خفي المنتمي لنادي جوهرة باب الصحراء، والذي احتل المرتبة الثانية في بطولة المغرب في السباق الذي تنظمه اللجنة الاولمبية، ونتوفر كذلك على عدائين لهم مستوى تقني لاباس به للمضي بالدرجة الصحراوية الى أبعد الحدود.هناك 12 ناديا منخرطا في الجامعة ينظمون سباقات ضمن البرنامج السنوي المسطر اما جهويا او وطنيا ، كذلك المشاركة في السباقات الوطنية. و تتوفر العصبة على نادي المسيرة الخضراء للدراجة النسوية الذي يشرف عليه محمد المغراوي ومكون من 12 سباقة يقدمن مستوى جيدا، حيث حصلن على عدة جوائز وستكون لهن الكلمة في المستقبل.
والحمد لله وبمجهود الجامعة بات المغرب سيد السباقات الافريقية و العربية، الا أننا لم نصل بعد الى ما هو دولي، في هذا الصدد اقترح على الجامعة بعد ذهاب مصطفى النجاري الذي اصبح محاضرا افريقيا والذي ساهم في اخراج دراجين مثلوا المغرب تمثيلا مشرفا، البحث على مدير تقني أجنبي معروف ويتوفر على دبلومات جيدة تخول له النهوض بالدراجة المغربية عالميا، زد على هذا توفير كل الشروط الراحة والاطمئنان للدراجين وابعادهم عن كل المشاكل التي تساهم في تشتيت فكرهم وتركيزهم، اما الجانب المادي فهو متوفر ولكن لا احد يكره المزيد..»
– كريمة صلاح الدين بطلة سابقة وعضو في الجامعة وفي الاتحاد العربي
– «الدراجة المغربية تسير في الطريق الصحيح وتحقق نجاحات كبيرة، افريقيا وعربيا والمكتب الجامعي يسعى الى تطوير اللعبة و الوصول بها الى محافل العالمية،لان هذه الأخيرة تحتاج الى آليات كبيرة ومجهودات جبارة لكي نصل الى المبتغى ، ولي اليقين اننا في ظرف سنة او سنتين سوف نعتلي البوديوم على الصعيد العالمي، لأننا الآن منكبين على تكوين أبطال آخرين لتعويض الذين ذهبوا الى عالم الاحتراف، لهذا يلزم بعض الوقت لتكوين الخلف.
ولكن الصعوبة تكمن في العنصر النسوي، لحد الآن لم نتخلص بعد من بعض العقليات و الأفكار التي تعرقل الدراجة النسوية، و جل المتسابقات المنخرطات في الجامعة هن اما بنات المتسابقين او من عائلاتهن، لهذا يجب الانفتاح على هذا المجال من اجل فتح الباب امام الفتيات الراغبات في ركوب الدراجة، والتركيز على المدن التي تستعمل فيها الدراجة العادية كوسيلة للتنقل الى المدارس خاصة في جنوب المغرب، لأننا سوف لن نجد صعوبة في اقناع أولياء و أباء التلميذات لسماح لهن الانخراط في الأندية القريبة منهن. لا يعقل ان نتوفر فقط على 25 سباقة رغم أن العنصر النسوي جد متوفر في بلدنا، ولنا عائقا آخرا يكمن في رغبة السباقات في الزواج من اجل تكوين عائلة مما يصعب عليهن الاستمرار اما لعقلية الزوج او لرغبتهن في تربية ابنائهن.
وأقول و أتحمل مسؤوليتي ان الجامعة استطاعت أن توفر للدراج عيشة كريمة، لكي يكون مرتاحا وينصب تفكيره على ربح المسابقات وطنيا،قاريا او دوليا ..»


الكاتب : إعداد: ع.بلبودالي / س.هندي

  

بتاريخ : 03/01/2018