زكت محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا الطاس( قرار لجنة الاستئناف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والقاضي بخسارة اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثة أهداف دون مقابل أمام نهضة بركان، في ذهاب نصف نهائي كأس الكاف.
ورفضت (الطاس) الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي سعى إلى إيقاف القرار الصادر عن لجنة الاستئناف بالكاف، التي أحالت أيضا الملف للجنة الانضباط، قصد اتخاذ مزيد من القرارات في حق الفريق الجزائري والاتحاد المحلي.
وبهذا القرار تؤكد محكمة الطاس شرعية الموقف البركاني، وتضع النظام الجزائري، الذي سعى إلى افتعال أزمة من لاشيء، في موقف محرج أمام الشارع الرياضي المحلي، وفي مقدمتهم مشجعو اتحاد العاصمة، الذين اعتبرت فئة واسعة منهم أن الفريق ضحية، وأنه أدى فاتورة عداء مجاني لكل ما هو مغربي.
وكانت المصالح الجمركية بمطار هواري بومدين، بالعاصمة الجزائرية، قد صادرت يوم الجمعة 19 أبريل الماضي الأمتعة الرياضية للفريق البركاني، بداعي تضمنها خريطة المغرب بحدودها الكاملة، ما فجز احتجاجا قويا من إدارة الفريق البركاني، التي رفضت مغادرة المطار دون أمتعة، وظلت به لمدة ناهزت عشر ساعات، قبل أن تلتحق بالفندق بطلب من الكاف.
ودعت الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم الفريق الجزائري إلى التدخل لدى سلطات بلاده من أجل تمكين نهضة بركان من أمتعته، بعدما اشترط خوض المباراة بحصوله على أقمصته الرسمية.
وحاولت الاتحادية الجزائرية التحايل بتوفير أقمصة مشوهة دون خريطة، وحتى دون شعار الشركة التي تزود الفريق البركاني، ما وضعها في موقف محرج، خاصة بعدما توصلت بمراسلة من الشركة الراعية للفريق البركاني، تدعو إلى الإفراج عن الأقمصة، تحت طائلة رفع القضية لدى القضاء الدولي، من أجل المطالبة بتعويض عن الضرر.
وفي سياق متصل، ساهمت هذه الأزمة في تزايد الإقبال على أقمصة الفريق البركاني، التي باتت موضوع “شغف عارم”.
وزينت هذه القمصان، سواء في نسختها البرتقالية أو البيضاء أو السوداء، جنبات الملعب البلدي لمدينة بركان، بمناسبة استضافة نادي اتحاد العاصمة في مباراة الإياب مساء الأحد الماضي.
كما رفعت جماهير النادي “تيفو” يتضمن خريطة المغرب وشعار المملكة “الله، الوطن، الملك”، بينما تزين الكثيرون منهم بالأعلام الوطنية. لكن المباراة ألغيت كما مباراة الذهاب، التي كانت مقررة في 21 أبريل، بسبب هذا النزاع.
وأكد ممثل الشركة التي توزع القمصان إبراهيم ربيعي لوكالة فرانس برس “لقد تلقينا سيلا من الرسائل والطلبات”، لاقتنائها منذ اندلاع النزاع حولها.
وأضاف ربيعي “لقد أظهر المغاربة شغفا عارما إزاء قمصان نهضة بركان، فهم لا يتسامحون مع أي مساس بالوطن أو التراب الوطني”.
وتجاوز الطلب على تلك القمصان حدود مدينة بركان، “حيث تلقينا طلبات من مختلف المدن المغربية وأيضا من خارج البلاد”، وفق المسؤول في الشركة الموزعة لها سفيان القرشي.
وكان لهذا الحادث “تأثير غير متوقع”، بحسب توفيق جعيط أحد مشجعي نهضة بركان متحدثا لوكالة فرانس برس في محل لبيع القمصان. ويساوي ثمنها 200 درهم (نحو 19 دولارا ).
ويضيف “أعطت هذه الحادثة للقميص بعدا دوليا، ما أثار اهتماما كبيرا لدى عشاق كرة القدم”.
ويذكر سفيان القرشي بأن صورة الخريطة المغربية على صدر القميص “هي جزء من تصميمه الرسمي منذ ثلاثة أعوام، فهي ليست أمرا جديدا، لكنها عنصر من هوية الفريق منذ عدة أعوام”.
ويضرب نهضة بركان موعدا في المشهد الختامي مع الزمالك المصري، حيث ستقام مباراة الذهاب في 12 ماي الجاري بالملعب البلدي بببركان، بينما يستقبل الزمالك مواجهة الإياب بمصر في 18 ماي.