هزيمة مفاجئة لحسنية أكادير أمام المغرب الفاسي تبخر آمال البداية القوية : النادي المكناسي يحقق فوزا ثمينا على الفتح الرباطي في مباراة مثيرة

شهدت الدورة الثانية من البطولة الوطنية الاحترافية «إنوي» لكرة القدم لهذا الموسم تقلبات ملحوظة في الأداء والنتائج، حيث تخللت المباريات بعض المفاجآت التي هزت توقعات الجماهير. من مدينة أكادير جنوب المغرب، مرورًا إلى مكناس في الوسط، حملت هذه الجولة العديد من اللحظات الحاسمة التي أثرت على الفرق المشاركة وأثارت حماس الجمهور الرياضي.
بدأت مباريات الدورة الثانية بملاقاة فريق حسنية أكادير على ملعبه في مباراة كان يتطلع فيها إلى استعادة توازنه وتحقيق بداية قوية للموسم. الفريق الذي فاجأ الجميع في الموسم الماضي، كان يأمل في تقديم أداء يليق بتاريخه وتوقعات جماهيره التي كانت تملأ المدرجات. ولكن، جاءت المباراة أمام المغرب الفاسي لتكون صادمة، حيث خسر الفريق الأكاديري بهدفين نظيفين.
في الشوط الأول، ورغم البداية التي كان فيها الفريق يطمح لتحقيق نتيجة إيجابية، إلا أن الأمور أخذت منحى غير متوقع. فقد باغت الفريق الفاسي مضيفه بهدفين سريعًا في الدقائق الأولى من المباراة، أولهما في الدقيقة الخامسة بواسطة رأسية رائعة من أشرف هرماش، والثاني في الدقيقة الثامنة عبر اللاعب آدم بريكة. هذه الأهداف المبكرة أربكت حسابات حسنية أكادير، وأجبرت لاعبيه على التراجع إلى الدفاع في محاولة للحفاظ على شباكهم من مزيد من الأهداف. ورغم بعض المحاولات الهجومية التي قام بها الفريق الأكاديري، إلا أنه لم يكن قادرًا على العودة في المباراة. غاب التناغم والضغط الجماعي، وبدا أن اللاعبين لم يتمكنوا من تجاوز الصدمة التي تلقتها شباكهم في وقت مبكر.
من جهة أخرى، وفي نفس الدورة، شهدت المباراة بين المغرب الفاسي وحسنية أكادير حضورًا قويًا للفريق الضيف، الذي تمكن من حسم اللقاء لصالحه دون أية مفاجآت إضافية. لقد أظهر الفريق الفاسي مستوى عالٍ من الانضباط التكتيكي واستغل الفرص التي أتيحت له بشكل ممتاز، ليحقق فوزًا مستحقًا وضعه في موقف مريح مع انطلاق البطولة.
بعد هذا التراجع المؤلم للفريق الأكاديري، انتقل النظر إلى المباريات الأخرى التي شهدتها الجولة. كان أحدها بين النادي المكناسي والفتح الرباطي، حيث أقيمت المباراة في مدينة مكناس، على أرضية الملعب الشرفي. اللقاء كان يحمل طابعًا خاصًا، حيث توافد جمهور النادي المكناسي بشكل لافت في أمل أن يحقق الفريق انتصارًا يعزز آماله في بداية موسم قوية. ولكن، كما في المباريات السابقة، واجه الفريق العديد من التحديات والصعوبات التي فرضها اللقاء.
في الدقيقة 14 من عمر المباراة، تلقت تشكيلة النادي المكناسي ضربة قاسية بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه اللاعب أسامة الضاوي، ليُجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين طوال باقي فترات المباراة. لكن، رغم هذه الظروف الصعبة، كان لاعبو النادي المكناسي عازمين على تقديم أفضل ما لديهم. وجاءت الدقيقة 52 لتشهد هدف التقدم، عندما استقبل لاعب الفريق العربي الناجي كرة مميزة وأسكنها الشباك ليضع الفريق في المقدمة.
بينما كانت المباراة تقترب من نهايتها، أضاف أشرف حمايدو الهدف الثاني في الدقيقة 90+7، ليُطمئن الجماهير بأن ثلاث النقاط في الطريق إلى خزائن النادي المكناسي. ورغم الإهدار الكبير لضربة جزاء من قبل اللاعب أمين الدغوغي في الدقيقة 44، تمكن الفريق من الصمود أمام الفتح الرباطي والفوز في النهاية. كانت هذه النتيجة بمثابة إشارة للطاقم الفني واللاعبين بأن الفريق قادر على تحقيق الانتصارات رغم الغيابات والظروف الصعبة التي مر بها.
النادي المكناسي أظهر خلال هذه المباراة قوة كبيرة في المواجهات المباشرة، ونجح في التغلب على صعوبات كبيرة في الملعب. وإذا ما واصل الفريق على نفس الوتيرة من الانضباط والتركيز، فقد يكون له دور مؤثر في مسار البطولة هذا الموسم.
وعلى الرغم من أن البداية كانت مختلطة بالنسبة للفرق المغربية في هذه الدورة، إلا أن المباريات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الأندية التي ستتمكن من فرض نفسها في صدارة الترتيب. بينما تترقب الجماهير المغربية منافسات غدٍ الأحد، حيث يتواجه فريقا نهضة الزمامرة والدفاع الحسني الجديدي، في حين يلتقي اتحاد تواركة مع أولمبيك الدشيرة في مواجهة مهمة لكلا الفريقين.


الكاتب : ع الباعمراني

  

بتاريخ : 22/09/2025