هل استخلص الناخب الوطني الدروس من مباراة ليسوتو؟

إبراهيم العماري

نسي الناخب الوطني وليد الركراكي، وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام الوطنية، عقب الفوز العسير على منتخب ليسوتو المتواضع، أن يشرك نفسه في خانة المعنيين باستخلاص الدروس من هذه المباراة.
لقد قال الركراكي إن هذه المباراة كانت غنية بالدروس للاعبين الشباب،(انظر تصريحاته) ومكنت من اختبار خطط تكتيكية جديدة، وكأن اللاعبين يشتغلون بمفردهم داخل الفريق الوطني، متغافلا عن مسؤوليته المباشرة في هذا الأمر، باعتباره قائد الكتيبة، وصاحب الحلول التقنية والتكتيكية، التي يضعها بين أيدي لاعبيه قصد تنفيذها داخل رقعة الميدان.
كان الرأي العام الرياضي الوطني ينتظر أن يكشف الركراكي عن هذه الدروس التي استخلصها اللاعبون الشباب، وكيفية التعامل معها في المستقبل، وما هو دوره في هذا الأمر طالما أن اللاعبين هم المعنيون بالدرجة الأولى. وإذا كان الأمر لا يعنيه، فما الجدوى من تواجده في دكة الاحتياط؟.
إن عيب الناخب الوطني هو أنه يتعامل مع بمنطق الهروب إلى الأمام في وقت التعثر، وقد كان حريا به أن يكون مسؤولا، وأن يؤكد للرأي العام أن اختياراته التقنية والتكتيكية هي السبب في حالة الاستعصاء التي واجهها اللاعبون، ليس أمام ليسوتو أول أمس الاثنين، وإنما في مباريات عديدة، سواء على المستوى الرسميأو الودي، حيث بدا المنتخب الوطني بعد العودة من قطر، كأنه مازال يعيش فوق السحاب، وأن نشوة الإنجاز الذي تحقق في مونديال 2022 مازالت طاغية على لاعبي المنتخب الوطني وطاقمه التقني.
وحتى الخروج المبكر من منافسات أمم إفريقيا 2023، ورغم أن العقد بين الجامعة والركراكي يشترط بلوغ المربع الذهبي، مر على الناخب الوطني مرور الكرام، رغم أنه أكد بعد الإقصاء على أنه يتحمل مسؤوليته في الخروج من ربع النهائي على يد منتخب جنوب إفريقيا، واختُصرت المسؤولية في المساعد الثاني غريب أمزين، الذي تمت التضحية به، وتعويضه بعبد العزيز بوحزاما.
يبدو أن وليد الركراكي، الذي يصر في كل ندوة صحافية، على التعامل مع رجال الإعلام بكثير من التعالي، رافضا كل ملاحظاتهم، ويتهمهم في كثير من الأحيان ب«كثرة الفهامة»، والتحدث باسم 40 مليون مغربي، وأنهم غير مخولين بذلك، قد وضع نفسه في منزلة تلامس القدسية، وأن لا حق لنا في انتقاده أو لفت انتباهه إلى أخطائه، ودعوته إلى تصحيحها، وأننا مجبرون على تقبل سوء اختياراته، مهما كانت بادية للعيان، وأن نصفق له ونهتف باسمه المبجل، وأن نستحضر كل مرة كيف أنه رفعنا إلى نصف نهائي كأس العالم، لكن عند الإخفاق فإنه غير مسؤول، وأن اللاعبين وحدهم من يجب أن يستخلصوا الدروس والعبر.


بتاريخ : 11/09/2024