هل سيتم استيراد لحوم جاهزة للاستهلاك لمواجهة شهر رمضان ؟

لم يستقر رأي المسؤولين، إلى حدود الآن، على حل واضح بخصوص استيراد اللحوم الحمراء من الخارج لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار التي تعرفها هذه المادة الغذائية المهمة في الأسواق المغربية خلال الآونة الأخيرة، فقد كانت وزارة الفلاحة قد أصدرت مذكرة نهاية السنة الماضية تسمح من خلالها لمربي الأبقار باستيراد 200 ألف رأس من الأبقار المخصصة للذبح لتموين السوق الوطنية بمادة اللحوم بعد الآثار السلبية للجفاف وندرة المياه على تربية الماشية، وهي المذكرة التي فرضت بألا تُستورد سوى الأبقار التي لا يتجاوز وزنها 550 كلغ، وأوضح المسؤولون في حينه أن نسبة الزيادة في أسعار اللحوم قد بلغت 14 % بسبب غلاء الأعلاف التي بلغ ارتفاعها نسبة 47%، ما دفع العديد من مربي الماشية إلى بيع ما لديهم منها، المثير أنه منذ هذه المحطة لم يتم استيراد أي كيلوغرام من اللحوم رغم أن شهر رمضان على الأبواب، ومن المحتمل أن ترتفع الأسعار أكثر مما هي عليه، بسبب قلة العرض ناهيك عن الاضطرار إلى ذبح الأبقار المنتجة للعجل، وبحسب بعض المهنيين فإن التأخر في تنفيذ القرار السابق راجع لكون الحكومة لم تعف من سيقومون باستيراد هذه الأبقار من الرسم الضريبي، خاصة وأن عملية الاستيراد مكلفة، موضحين بأن المسؤولين سمحوا باستيراد أبقار من وزن 450 كلغ بدل 550 كلغ المقررة سابقا إلا أن هذا الإجراء أيضا لم يعجب المستوردين، ولم يتم إلى حدود الآن الحسم في أي شيء، ولتفادي هذا الأخذ والرد بين المسؤولين والمهنيين يتم الآن تداول طرح آخر، ويتعلق الأمر بإمكانية استيراد لحوم جاهزة للاستهلاك أي مذبوحة في الموطن المستوردة منه، لتجاوز صعوبة الرسوم والنقل وما إلى ذلك، وهي عملية معمول بها في المغرب رغم أنها ليست معممة، بدل شراء أبقار وتعليفها لمدة ثم إنزالها للسوق، وأكد من تحدثنا معهم من مهنيين بأنه على الأرجح سيتم الدفع بهذا الحل لأنه هو العملي مؤقتا في هذه الفترة .
وعرفت أسعار اللحوم في الآونة الأخيرة ارتفاعا صاروخيا في مختلف المدن المغربية، ففي فاس ومكناس قفز سعر الكيلوغرام الواحد من 75 و80 درهما إلى 90 درهما، وفي مدن أخرى كالدارالبيضاء وطنجة قفز من 85 و90 درهما إلى 100 درهم، وتفيد المعطيات أن مؤشر الارتفاع لن يقف هنا ما لم يتم تدارك الأمر، وذلك بسبب قلة العرض الذي أضحى جليا، وسيزيد في الانكماش في الفترة القليلة التي ستسبق شهر رمضان، وأكد مهنيون للجريدة أن بعض الجزارين للحفاظ على زبائنهم وحتى يوفروا لهم لحوما بأسعار شبه مقبولة أصبحوا يلجأون إلى ذبح الأبقار وهو أمر يضر بالمنتوج المحلي على مستوى العجول…


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 02/02/2023