أبدى طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي للاعبين المحليين، عزمه على تصحيح الأخطاء التي ارتُكبت خلال مباراة الأحد، والتي انتهت بهزيمة العناصر الوطنية أمام كينيا بهدف دون رد، ضمن الجولة الثانية من دور مجموعات بطولة «الشان 2024».
وقال السكتيوي في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء: «نحن نحترم جميع المنتخبات، ولا نُبالغ في هذا الاحترام، كما لا نستهين بأي خصم. في الوقت نفسه، نمنح أنفسنا القيمة التي نستحقها، ونُكنّ الاحترام لجميع المنافسين».
وتابع: «أشكر اللاعبين على المجهودات التي بذلوها رغم الهزيمة. بالطبع، ارتُكبت بعض الأخطاء في بداية المباراة، وكذلك في نهايتها عندما حاولنا العودة في النتيجة، وهذه أمور واردة في كرة القدم».
واستطرد قائلا: «أشكر اللاعبين على المجهودات التي بذلوها رغم أنهم لم يحظوا خلال المباراة بما كانوا ينتظرونه، صحيح أن أخطاء ارتكبت في بداية المباراة عندما لم نسجل من تفوق واضح لنا، كما أننا لم نحسن استغلال النقص العددي، وأسأنا تدبير الثلث الأخير من عمر المباراة، وهذه أمور تتكرر في كرة القدم، فليس كل فريق يحظى بالأكثرية العددية يفوز أو حتى يسجل».
وختم طارق تصريحه بقوله: سنحاول أن نطوي تماما صفحة هذه المباراة، ونبدأ في التحضير لمباراتنا القادمة أمام زامبيا، سنقرن ذلك بتصحيح ما ظهر في مباراة كينيا من أخطاء، وأنا واثق من أننا سنعود خلال المباراة القادمة للمستويات الجيدة التي كنا عليها في مباراة أنغولا»، مؤكدا أن»علينا تدارك الأمور، والعمل على تصحيح الأخطاء في أقرب وقت ممكن، والاستعداد الجيد للمباراة المقبلة حتى نكون في أفضل حال».
وكان المنتخب المغربي المحلي قد انهزم أمام نظيره الكيني بهدف دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس الأحد، ضمن الجولة الثانية من دور مجموعات بطولة أمم إفريقيا للمحليين الشان 2024».
ومع توالي دقائق المواجهة تعذر على مولوع المواصلة، بعدما تعرض للإصابة في الدقيقة 20 ليتم استبداله بالكعبي، قبل أن ينخفض إيقاع اللقاء ويعود منتخب كينيا لإظهار جرأة أكثر للوصول إلى مناطق المنتخب المغربي الخلفية.
وتحرك اللاعبون المغاربة بعد ذلك، خاصة بعد بعدما أصلح السكتيوي تموقع عناصره في الملعب، مقابل الاعتماد على التسديد من بعيد مثلما كان عليه الحال مع أنس مهراوي في الدقيقة 38 دون جدوى.
لاعبو كينيا ظلوا يناورون من كل الجهات، قبل أن يهزوا شباك الحارس الحرار في الدقيقة 42، عن طريق أوغام عبر تسديدة زاحفة وسط دهشة دفاع المنتخب المغربي، الذي لم يظهر أي رد فعل لإبعاد الخطر.
بعد ذلك تعرض المدافع الكيني إرامبو للطرد بعض تدخل خطير على مهراوي في الدقيقة 45، ليحصل الفريق الوطني على ضربة خطأ نفذها بلعمري بسذاجة، لينتهي الشوط الأول بتفوق أصحاب الأرض.
ومع انطلاق الشوط الثاني بادر السكتيوي لإخراج أيت أروخان ومهراوي وإدخال ببوكرين وميهري، ليحصل الأخير على فرصة لم يتعامل معها بذكاء بعد تمريرة محكمة من باش، قبل أن تستأنف المباراة بلعب مفتوح بين لاعبي المنتخبين.
وبعد ذلك أعلن حكم المباراة عن ضربة جزاء لصالح كينيا قبل أن يعود للفار لإلغائها في صدام عاد فيه المدافع بوشعيب العراسي لإنقاذ مرمى الفريق الوطني من هدف محقق، قبل أن يخرج الأخير مع باش، تاركين المكان للمليوي والراحولي.
واستمر المنتخب المغربي في ضغطه على منافسه، بعد الأوراق الهجومية التي لعبها السكتيوي دون جدوى، حيث ركن منتخب كينيا إلى الخلف تاركا العناصر الوطنية تتحكم في الكرة دون هز الشباك.
ورغم امتلاك العناصر الوطنية للكرة إلا أنها لم تهدد مرمى كينيا، التي ركزت على المرتدات لإرباك دفاع الفريق الوطني، إذ حصل بلعمري في الدقيقة 82 على فرصة لم يتعامل معها بذكاء للتسجيل.
واستمرت كينيا متراجعة للخلف ما صعب مأمورية المنتخب المغربي، في الوقت الذي عرف أصحاب الأرض كيف يمتصون اندفاع العناصر الوطنية.
ولئن كانت الهزيمة أمام منتخب كينيا، يبررها السعار الذي تملك هذا الفريق بقيادة مدربه الجنوب إفريقي ماكارتي، فإن ما يفسرها أيضا أن المنتخب المحلي أساء تدبير كل الانعطافات التي شهدتها المباراة، لتكون النتيجة هي خسارة ظل المنتخب المحلي بعيدا عنها لوقت طويل في هذه البطولة.
وقد أساء المنتخب المحلي تدبير التفوق النوعي الذي ميز الربع ساعة الأولى من المباراة، حيث نجح في إخماد بركان منتخب كيني ظهر مشتعلا بفتيل خمسين ألف متفرج من جماهيره، إلا أنه لم يجد السيطرة للبناءات الهجومية، فتلاشت سريعا رياحه، وتبخرت سيطرته الكاملة على المباراة.
طبعا، الهزيمة موجعة، لأنها تضيع على الفريق الصدارة والعلامة الكاملة ودينامية الانتصارات، وبالتالي تصبح المباراتان المتبقيتان على صفيح ساخن، فلا خيار أمام أسود البطولة سوى الفوز بكل نقاطهما، والبداية يجب أن تكون من مباراة الخميس القادم أمام منتخب زامبيا.
فكيف سينهض الأسود من عثرتهم؟