هي مظاهر ومشاهد إما عشناها أو واكبنها كأحداث ، منها ما يدخل في إطار نوسطالجيا جمعتنا ومنها ما هو حديث مازلنا نعيشه ، في هذه السلسلة نحاول إعادة قراءة وصياغة كل ما ذكرنها من زاوية مختلفة ، غير المنظور الآني في حينه لتلك المظاهر والمشاهد والتي يطبعها في الكثير من الأحوال رد الفعل والأحكام المتسرعة ، وهي مناسبة أيضا للتذكير ببعض الجوانب من حياتنا ، وببعض الوقائع التي مرت علينا مرور الكرام بدون تمحيص قي ثناياها…
هو شعار أضحكني طيلة حياتي المهنية، وأكيد أن عشرات الإخوة في المجال الإعلامي يحضنون صدورهم ضحكا كلما سمعوه. نحن، المشتغلين في الإعلام المناضل قديما، لم نكن نعير مثل هذه العناوين اهتماما، لأننا كنا نؤمن بأن الخبر لن تمنحه لك الإدارة، التي لا ترى فيك إلا خصما يترصدها كما تترصدك هي في حياتك وتحركاتك. لذلك، كان هذا المطلب بالنسبة لنا بعيد المنال.
مع توالي الأيام، ظهرت بعض الانفراجات في الساحة السياسية، وصعدت حكومة التناوب، وجاء قرار الإنصاف والمصالحة، وبعد ذلك جاء الربيع العربي وتغير الدستور، فعاد عنوان الحق في المعلومة ليبرز من جديد، وتوسم الإعلام خيرا، ومعه كل المتفائلين بمغرب لا «تضرك» إدارته بشيء…
في خضم الفرح بالكشف عن المعلومة، دخلت الدولة في تحديات كبرى، لعل من بين أهمها البرامج التنموية للمدن، بغية إعادة تأهيلها من خلال تجديد بنيتها التحتية وتشييد مشاريع كبرى بها، حتى تلعب الأدوار التي رسمتها لها الدولة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي والإفريقي. وكانت الدار البيضاء من بين المدن ذات الأولوية، حتى تصبح عاصمة تضاهي باقي العواصم الدولية.
لهذا، احتضنت مشاريع كبرى ومهمة، مثل القطب المالي، وبناء «المارينا» على طول خطها الساحلي، وبناء المسرح الكبير، ومعالم اقتصادية واجتماعية أخرى. كما تم إحداث «الترامواي»، وتجديد أسطول الحافلات، وما إلى ذلك. وبطبيعة الحال، تم تخصيص ميزانيات لإعادة تأهيل بعض المرافق، كحديقة الحيوانات بعين السبع، وحديقة الجامعة العربية، وحديقة «مردوخ»، وكنيسة القلب المقدس، وغيرها. ولكن المرفق الذي كان واحدا من المرافق التي وجب ترميمها، هو المركب الرياضي محمد الخامس. وهنا لا بد أن أتوقف قليلا، وقبل هذا التوقف، أشير إلى أن عملية إعادة تأهيل مدينة الدار البيضاء كلفت خزينة الدولة حوالي 4000 مليار سنتيم.
نعود إلى «سطاد دونور»، الذي أعتبره شخصيا الضمير الذي يمكن أن نقيس به مستوى إدارتنا. أولا، هو المرفق الذي يتيح لنا الفرجة كبيضاويين وكمغاربة، وثانيا، هو البؤرة التي كشفت فشل الإدارة، وعنوان للتدبير الفاشل لكل من تعاقبوا على تسيير المدينة. وما يهمنا اليوم هو الشق المتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومة، لأنه المرفق الوحيد الذي فند هذا الشعار جهارا نهارا وأمام الأضواء.