وجهة نظر: بعد التأهل الى المونديال حان الوقت لدمقرطة المؤسسات الرياضية بشكل صحيح وعميق

 

الهدف تحقق، المغرب في مونديال قطر مكانه الصحيح، والفضل في ذلك بعد الله يرجع لقتالية اللاعبين والتشجيع العالي لجمهور المركب الرياضي محمد الخامس منذ الدقيقة الأولى حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، وأيضا مساهمة الجمهور المغربي في كل مكان يحل فيه المنتخب.
وكما يعرف الجميع، فالمغرب يتوفر على ترسانة كبيرة من اللاعبين الموهوبين سواء داخل البطولة الوطنية أو في مختلف دول العالم، ومع أندية كبيرة ومشهورة، فهو من أكبر الدول العربية التي تتوفر على لاعبين محترفين وموهوبين في مختلف دول العالم، فقط ما ينقصنا هو استثمار هذه الثروة البشرية بشكل جيد في التعامل والتوظيف لأن وطنية الجميع هنا لا تناقش..
إن المغرب قوي بأبنائه للمنافسة على كأس العالم وليس الحضور فقط، وكذلك للمنافسة على سيادة إفريقيا، من خلال الفوز بأكبر عدد من الألقاب. نعم كل ذلك لا يمكن تحقيقه بالعشوائية والهيمنة الفردية بل يتحقق بالتدبير الديمقراطي لمجالات كرة القدم الوطنية، بالإضافة إلى وضع المسؤولية التقنية تحت تصرف وإدارة مدربين وتقنيين ومربين في المستوى، يتم اختيار من لهم تكوين أكاديمي وتجربة في ميدان كرة القدم، أما التدبير الحالي الذي تسيطر عليه الفردانية، وبشكل عشوائي، وبعيداً عن المؤسسات، ورغم إظهار بعض النجاحات وربطها بشخص رئيس الجامعة وحده ودون سواه، فإن أي نجاح يبقى لحظي فقط وليس مرتبطاً باستراتيجية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى..
إن الرياضة الوطنية بصفة عامة، وكرة القدم بشكل خاص، يحتاج تدبيرها إلى ديمقراطية حقيقية وليست صورية، عبر مشاركة الجميع في النقاش واتخاذ القرارات، وليس تجميع كل الاختصاصات في يد رجل واحد، يتصرف وكأنه في مؤسسته الخاصة به وحده، كما يتصرف أيضاً في ميزانية بالملايير، ويتخذ قرارات بشكل فردي تصيب أحياناً وتخفق أحياناً اخرى..
كل الجامعات الرياضية في العالم، وخاصة الدول التي تحترم نفسها وشعوبها، تدير شؤون رياضتها وكرة القدم بها وتدبر ذلك بالمؤسسات وليس بالأفراد.. فالتوجيهات الملكية ضرورية (باعتبار ذلك من الدستور) ودائماً جلالة الملك يؤكد على دمقرطة المؤسسات والمحاسبة.. لأن بلادنا تحتاج وبشكل فوري إلى إعداد استراتيجية رياضية وشبابية شاملة ومدروسة بعناية وبعمق، تستحضر خصوصياتنا كمغاربة وبالموازاة مع التطور الذي يسير فيه العالم، يشرف على بنائها (أي الاستراتيجية) وتنفيذها وتنزيلها على الواقع مؤسسات حقيقية، بما فيها مؤسسة الجامعة الملكية لكرة القدم، لأن المؤسسات وحدها من يكن لها حق اتخاد القرارات، وطبعا بعد نقاش ديمقراطي مسؤول وعميق، وكل عمل تقوم بها هذه المؤسسات يكون تدبيره مبني على المحاسبة والتداول، وبعيدا عن ازدواجية المهام وتعدد المسؤوليات.
إننا لا نريد مؤسسات رياضية صورية وتابعة للأشخاص، بعيداً عن دمقرطة القرار والتدبير..؟؟ والمغرب أصبح في غنى عن ديمقراطية التصفيق..


الكاتب : م. الحسن باجدي

  

بتاريخ : 01/04/2022