وجهة نظر في تفضيل فنانين عن آخرين؟

 

إذا كان الدستور المغربي، الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع. يقر بأن جميع المغاربة سواسية في الحقوق والواجبات، فإن من أحدث خللا في تفعيل تخصيص رواتب شهرية مالية مختلفة؟؟ لملحني الطرب العصري ومغنين ومجموعات غنائية ومسرحيين. الخ!! قد أغفل شريحة كتاب الكلمات الأغاني العصرية، رغم احتياجاهتم ورفع المعاناة عنهم على الاقل. فلماذا هذا الإقصاء إما عن قصد وإما عن تجاهل! علما أن مكتب لجنة الكلمات قبل حله. كان يتوفر على لوائح بأسماء وعناوين هذه الشريحة من الفنانين؟! لقد أعطى أغلب هؤلاء الشعراء سواء بالشعر الفصيح او بالزجل أغاني نالت إعجاب فئة كبيرة من الجمهور المغربي.
وكان إنتاجهم هو أولى اللبنات الأساسية في الطرب العصري. بأغاني عاطفية أو دينية! ووطنية وقومية. وحتى المساهمة في نيل جوائز مهرجانات مهمة خارج الوطن. استفاد منها المغني فقط!
لقد كان كتاب كلمات الطرب العصري يتكبدون من جيوبهم مصاريف التنقل من مقرات سكناهم. بما فيها النائية عن مدينة الرباط!مقر تواجد لجنتي الكلمات والالحان، لعرض انتاجاتهم الشعرية الفصيحة، أو الزجلية، وإلزامية الانتظار مدة طويلة. وبما أن المراسلات ألغيت بذهاب رئيس لجنة الكلمات الأول محمد الازرق. وحل محله آخرون بالتتابع. كان على كاتب كلمات الطرب العصري. تكبد مصاريف مادية اخرى اضافية للاستفسار عن مآل انتاجه. وقد يصطدم بعدم عرض نصوصه؟! أو رفضها بدون توضيح أسباب الرفض! أو اعادة النظر وحتى الكلمات المصادق عليها تستوجب البحث عن ملحن عليه تقديم الطلب للحصول على «النوبة» لإنجاز أغنية أو الانتظار مدة طويلة بسبب وجود ضغط كبير على كل استوديوهات التسجيل الغنائي في كل من الرباط وفاس والدار البيضاء.
وحتى ما إذا حظيت هذه الاغنية الجاهزة لحنا وغناء بالقبول، فإن الكاتب لا يحصل سوى على 300 (ثلاثمائة درهم) ويخصم منها واجب »الضريبة،« علما بأن الطرب العصري هو وحده من كان يخضع لمراقبة لجنتي الألحان والكلمات. أما أغاني المجموعات والشعبي والراي وغيرها لم تخضع أبدا لمراقبة هذه اللجينات!!؟ مما شجع على توالد المجموعات هنا و هنا. في كل شبر من التراب الوطني.
قد يحلو لبعض المسؤولين، أن يقول إن بعض كتاب الكلمات موظفون ويتقاضون أجورهم شهريا. ولهذا يجب إقصائهم من أي امتياز قد يحصل عليه غيرهم.. فهل اطلعوا على وضعية كتاب الكلمات. منهم من هو الآن طريح الفراش. ومنهم من يعيش على الطلق المستمر .. ومنهم من يرهن بطاقته الوطنية للحصول على الدواء من صيدلية ما ومنهم من يعاني من ثقل المديونية. وعلى الرغم من تحسن برمجة الاغاني العصرية في كل من الرباط وطنجة والدار البيضاء عبر الاذاعة، فإن القنوات التلفزيونية الوطنية لا زالت تنتصر لغيرها من الاصناف الفنية الغنائية وبصفة مكرورة فأين هي الاغاني المصورة؟ والتي صرفت على إنتاجها مبالغ مهمة؟! وأين هي مسرحيات نالت إعجاب المشاهدين داخل المغرب وخارجه!؟ بل لم لا تخصص كل قناة ساعات خاصة بتقديم الاغاني الحاصلة على الدعم من وزارة الثقافة؟! منذ أول دورة الى آخر دورة. كتاب الكلمات لم يستفد أغلبهم من أي شيء، ولذا فهم يعتبرون جنودا مجهولين ينتظرون اجلهم بعدما ودعوهم زملاء لهم الى دار البقاء. حاملين معهم غصة الحكرة.


الكاتب : بوشعيب العمراني

  

بتاريخ : 09/11/2020