وجه من الجهة  :  أحمد اليابوري.. الجامعي والقاص والناقد ورئيس اتحاد كتاب المغرب في الثمانينيات

ولد سنة 1935 بسلا، تابع دراسته الأولى بثانوية النهضة ثم بمدارس محمد الخامس وبثانوية مولاي يوسف وكورو بالرباط، التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنفس المدينة، حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1959، وعلى شهادة في الفلسفة العامة والمنطق سنة 1962، كما أحرز دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي سنة 1967. يشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب بالرباط.
انتخب أحمد اليبوري عضوا في المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب في المؤتمر الخامس (ماي 1976) ثم رئيسا للاتحاد في المؤتمرين الثامن (1983) والتاسع (1986).
بدأ بكتابة الشعر والقصة، ثم تفرغ للكتابة النقدية، وقد نشر أعماله بمجموعة من المنابر: التحرير، العلم، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، آفاق، المناهل، الوحدة. له كتاب نقدي منشور:
–  دينامية النص الروائي، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، 1993.
صار أحمد اليابوري مرجعاً أساسياً للباحثين الجامعيين. أطروحته الرائدة عن «الفن القصصي في المغرب» تعدّ أول بحث يُناقَش في الجامعة المغربية عام 1967 على مستوى البحث الأدبي. معلّمو أحمد اليابوري وأساتذته، بل لنقل «شيوخه»، كانوا مختلفين: المجاهد أبو بكر القادري الذي تعلّم عنه دروس الوطنية الأولى في «مدرسة النهضة» في سلا. ثم كان الانتقال إلى دروس السلك الثانوي في «زاوية سيدي الغازي» في الرباط، ثم الانتقال بعد سنة ونصف سنة إلى مدارس محمد الخامس، حيث تلقّى اليابوري دروساً على أيدي الأساتذة: حسين البكاري في الرياضيات، والطاهر زنيبر في التاريخ والعربي المسطاسي في النحو، وبادو في الفرنسية، والسعيدي في اللغة والإنشاء. لكن لذكرى الشهيد المهدي بنبركة وقفة خاصة، المهدي الذي كان يدرس الفيزياء، وهنا يذكر اليابوري حادثة وقعت له مع الشهيد الذي دخل مرة القسم ولم يكن يحمل محفظة، ولا أوراقاً، ثم طلب من التلاميذ الإجابة في خلال نصف ساعة عن أسئلة الفيزياء، وطلب من الذين حصلوا على النتيجة أن يرفعوا أصابعهم، وكان اليابوري منهم، وبعد لحظة، راح المهدي يمر بين الصفوف للاطّلاع على النتائج، ولما قرأ جواب اليابوري، قال: «النتيجة الحسابية صحيحة، لكن الطريقة خاطئة»، فقال اليابوري: «قد تكون الطرق كثيرة، لكن العبرة في النتيجة». وبلطف وحسم، أجاب بنبركة: «الفكر العلمي يهتم أيضاً بالطريقة»، وكان هذا أول درس تلقّاه اليابوري في الابيستمولوجيا «من شهيد لا يشبه الشهداء»، ثم جاءت مرحلة العمل في الصحافة، التي التقى فيها الراحل محمد حرمة باهي، الذي جاء باحثاً عن الحروف الأولى للأبجدية. ثم حصل اليابوري على الإجازة في الأدب العربي، والتحق بوزارة الخارجية، وتحديداً في قسم المنظمات الدولية. ثم عمل في الجامعة في فاس برفقة محمد برادة، أحمد المجاطي، إبراهيم السولامي، وحسن المنيعي. وترأس «اتحاد كتّاب المغرب» في الثمانينيات، وما زال أستاذاً في كلية الرباط إلى اليوم.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 26/08/2023