وداعا المناضلة أزغار زهرة عشت لغيرك، شمعة تضيئ الهنا والهناك

غادرتنا الى دار البقاء، أول أمس الاثنين 9 دجنبر 2024، المناضلة زهرة أزغار . وقد خلف رحيلها حزنا كبيرا لدى المناضلين والمناضلات والحركة الحقوقية والنسائية بالمغرب، حيث تعتبر الراحلة من المناضلات التي تعرضن للاعتقال والتعذيب في سنوات الرصاص.
المناضلة أزغار زهرة، الناشطة الاتحادية منذ فترة طويلة ورفيقة عمر دهكون، و إحدى ضحايا سنوات الرصاص، اختطفت في مارس 1973، وتعرضت للتعذيب لفترة طويلة واختطفت لأكثر من عام في المعتقل السري السيئ الذكر “الكوربيس” بالدار البيضاء، بصحبة أكثر من ألف مختطف ثم احتجزت في السجن المدني بالدار البيضاء لمدة تتجاوز ثلاث سنوات.
نشأت الحاجة زهرة أزغار في حي شعبي بكريان سنطرال بالحي المحمدي بالدار البيضاء ، اعتقلت إلى جانب أختها اجميعة ، وشقيقها محمد المناضل ورفيق الشهيد عمر دهكون.
التحقت بالعمل رفقة أختها ووالدتها عائشة الباهية بأحد معامل التصبير في فترة ما بعد الاستقلال، كما انخرطت في صفوف نقابة الاتحاد المغربي للشغل ، حيث كانت أمها ممثلة نقابية للعاملات، عاشوا انتفاضة مارس 1965 ، كما عاشرت عائلتها عائلة بوجمعة السكليس الذي حكم عليه بالإعدام، إثر تفجير “لافوار” بالحي المحمدي سنة 1952 .
ربطت عائلة أزغار بعمر دهكون علاقات عائلية، كان أبوه يشتغل مع والدها بنفس المعمل وكانا مناضلين في حزب القوات الشعبية .
اعتقلت الراحلة زهرة أزغار بالمعتقل السري درب مولاي الشريف رفقة أختها وأخيها ، ثلاثة أيام بعد اعتقال الشهيد عمر دهكون ، وتعرضت إلى كل أنواع التعذيب ، بتجريدها من ملابسها وتعليقها على شكل البروكي مع الضرب ، والكهرباء ، والشيفون.
كما تعرضت للضرب في فمها حتى فقدت أسنانها ، وذلك لكونها حاولت مساعدة الشهيد عمر بنجلون الذي عجز عن استعمال يديه لشرب “الشوربة” بعد حصة التعذيب، وقد كانوا جميعهم معصوبي الأعين ومربوطين بالأصفاد ، حيث كانت الحاجة زهرة مقيدة بأختها اجميعة.
إنه لفقد عظيم .. فقدان هذا الوجه الملائكي الذي كان حاضرا في كل المحطات ، وخاصة حقوق الإنسان والقضية الفلسطينية ، حاضرا في كل التظاهرات، وكل النضالات التي خاضتها عائلات المعتقلين والمختطفين السياسيين من أجل إطلاق سراحهم ووضع حد لمحنتهم.
وعلى الرغم من مرضها المزمن، فقد كانت الراحلة تتمتع بحماس للحياة والأمل في أن ترى المغرب يسلك طريق الديمقراطية وسيادة القانون، ووهبت حياتها للنضال من أجل المغرب الآخر الممكن مغرب الحريات ،الكرامة والعدالة الاجتماعية .
ولدت المناضلة أزغار حرة وعاشت حرة، ورحلت عنا صامدة، وستبقى بيننا خالدة.
بقلوب متألمة وحزينة، تلقى الاتحاديات والاتحاديون في مدينة الدارالبيضاء، على مستوى فروعها وكتاباتها الإقليمية ومختلف الأجهزة التنظيمية، النسائية والشبيبية، خبر وفاة المناضلة الكبيرة زهرة أزغار المفجع، التي كرّست حياتها لأجل الدفاع عن الديمقراطية والحرية والكرامة، وعانت معاناة شديدة من أجل القيم التي آمنت بها وتقاسمتها مع أخواتها وإخوانها، وأدت ثمنا قاسيا وهي تتعرض للاختطاف والتعذيب، ورغم كل القسوة والألم وحتى المرض، ظلت شامخة متشبثة بمواقفها لم تحد عنها يوما.
كل تعازينا لعائلتها الصغيرة والكبيرة


بتاريخ : 11/12/2024