أحمد فرس، صاحب أول كرة ذهبية إفريقية (1975) للمغرب، وعميد منتخب 1976 الفائز بأول كأس إفريقية في تاريخ البلاد… وهي، للأسف، لا تزال الكأس الوحيدة إلى اليوم.
ورغم اعتزاله اللعب الدولي منذ أكثر من أربعين سنة (1980)، لا يزال يحتفظ بلقب الهداف التاريخي للمنتخب الوطني بـ42 هدفا. كما فاز مع شباب المحمدية بعدة ألقاب على مدار 15 موسما كرويا، من بينها كأس العرش سنتي 1972 و1975، والبطولة الوطنية سنة 1980.
أحزنتني وفاته لأنه لم يكن مجرد لاعب كرة قدم. الحزن هنا على رجل أضاء محيطه، فنان وهداف كبير، حوّل ملعب البشير إلى مسرحٍ للمشاعر الصادقة، وشهدت الملاعب الوطنية والدولية إبداعاته، صولاته وجولاته، وأهدافه التي ما زالت عالقة في الذاكرة.
كان اسم “أحمد فرس” يتردد كل نهاية أسبوع كموعدٍ منتظر للجمال، والأناقة، والفخر. وعلى الملاعب الإفريقية والدولية، ترك بصمته خالدة، ورسم بأقدامه فنونا راقية في كرة القدم.
في تلك الملاعب الخضراء المليئة بالأحلام، رأيناه يركض، يبدع، يُسجل… لم تكن مجرد أهداف، بل لحظات وذكريات ستظل خالدة في قلوبنا.
لم يكن بحاجة إلى الصراخ ليُصبح عظيما، ولا إلى الإيماءات البراقة ليُحترم. كان لعبه، وأخلاقه، وتعاملاته تتحدث عنه. كان قائدا حقيقيا لزملائه في شباب المحمدية وفي المنتخب الوطني، في زمن كانت فيه القيم أسمى، وحب القميص لا يُشترى.
رحيله يُؤلم كل من عرفه أو أحبه، عن قرب أو عن بعد، وكأن جزءا من تاريخ كرة القدم الجميلة قد غادرنا برحيله.
شكرا لك، يا أخينا أحمد، يا “مول الكرة”، على كل ما قدمته فوق البساط الأخضر وخارجه.
أناقتك، ووفاؤك، وشخصيتك الراقية ستبقى محفورة في قلوب الجميع… إلى الأبد.
رحمك الله وأحسن مثواك، وجعل الجنة دارك ومقامك، أيها الأسطورة الخالدة في قلوب عشاق المستديرة، وطنيا، عربيا، إفريقيا ودوليا.
ولا شك أن حزن ملعب البشير، وملاعب مدرسة “أشبال الأطلس” التي أسستها، سيكون عميقا، لأنهم فقدوا طلعتك البهية وحضورك الوارف… إلى الأبد.
إنا لله وإنا إليه راجعون.