ورشة تحسيسية بالدارالبيضاء لتطهير الرياضة من العنصرية وتعزيز التغطية الأخلاقية

شكل موضوع «التغطيات الإعلامية للتظاهرات الرياضية الكبرى واحترام حقوق الإنسان: الوقاية من التمييز ومكافحة خطاب الكراهية»، محور ورشة تحسيسية نظمت، أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، بمبادرة من المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان.
وتهدف هذه الورشة، التي تندرج في إطار استعدادات المغرب لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025 وفعاليات رياضية كبرى، إلى تعزيز قدرات الصحفيين الرياضيين المغاربة في تغطية الأحداث الرياضية الكبرى، بما يضمن احترام حقوق الإنسان، وكذا إنشاء شبكة وطنية من الصحفيين السفراء لمكافحة خطاب «الكراهية» في الرياضة، وتعزيز دور وسائل الإعلام في الوقاية من التمييز والنهوض بحقوق الإنسان.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، محمد الحبيب بلكوش، على الدور المحوري للإعلام الرياضي في تعزيز قيم الاحترام والمساواة والتنوع، مضيفا أن الرياضة أصبحت وسيلة فعالة للتلاحم الاجتماعي ونشر ثقافة حقوق الإنسان، لكنها قد تتحول في غياب اليقظة والضوابط إلى فضاء لخطابات الكراهية والتمييز.
واستحضر في هذا الإطار قرار مجلس حقوق الإنسان، المعتمد بتاريخ 12 أكتوبر 2023، والذي شدد على ضرورة خلق «فضاء رياضي خال من العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يرتبط بها من تعصب»، لافتا إلى أن قرار المجلس الأخير بتاريخ أكتوبر 2025 قد أعاد التأكيد على هذا الالتزام، داعيا الدول إلى إعداد مدونات سلوك وتمويل حملات تحسيسية لمكافحة العنصرية في الرياضة.
وأشار إلى أن الأحداث الرياضية الكبرى المنظمة بالمغرب تعتبر منابر لتبادل القيم الإنسانية وتعزيز الإدماج والتماسك الاجتماعي، داعيا كل الفاعلين إلى مواصلة التعبئة الجماعية لتحويل المحطات الرياضية إلى رافعة حقيقية لحقوق الإنسان.
وشدد على أن جميع الفاعلين، من مؤسسات وطنية وجمعيات رياضية ووسائل إعلام ومجتمع مدني وجمعيات المشجعين، وشركاء دوليين، مدعوون إلى مواصلة التعبئة الجماعية لجعل المحطات الرياضية الكبرى رافعة حقيقية لحقوق الإنسان والتنمية، وجعل التظاهرات الرياضية المقبلة التي تحتضنها بلادنا بمثابة ممارسة فضلى تقترن فيها المتعة الرياضية باحترام حقوق الإنسان، والفرجة بنشر القيم الإنسانية النبيلة.
واعتبر أن الصحفيات والصحفيون شركاء استراتيجيون من خلال تغطية إعلامية تعز ز قيم المساواة، والإنصاف، والاحترام المتبادل، والتسامح، والتعددية والاختلاف، والحوار والتعاون.
ومن جهته، أكد أرمين أبرشموفتش، مسؤول عن قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بمكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، أن هذا اللقاء يكتسي أهمية كبرى بالنظر لأهمية موضوع اللقاء الذي يروم تعزيز مجموعة من القيم الأخلاقية لدى الصحفيين.
وأضاف، في تصريح للصحافة، أن استضافة المغرب لكأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030، يأتي انطلاقا من البنيات التحتية الرياضية المتطورة التي يتوفر عليها والتي تؤهله لاحتضان أكبر الأحداث الرياضية العالمية.
وتأتي هذه الورشة (26 – 28 نونبر الجاري)، في سياق دعم المغرب لتنفيذ التزاماته الدولية بمكافحة جميع أشكال التمييز وتعزيز التسامح، فضلا عن جهود المملكة لترسيخ الرياضة كفضاء للتربية على قيم حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية المستدامة والتلاحم الاجتماعي.


بتاريخ : 28/11/2025