«ورود بيضاء» على جناحي طائر دكالة الحر

شهادات عن الراحل حكيم عنكر

 

صدر مؤخرا (مصنف جماعي) تحت عنوان: «ورود بيضاء، على جناحي طائر دكالة الحر حكيم عنكر»، من تنسيق وتقديم الشاعر سعيد عاهد، زين غلافه بلوحة للفنان طيباني جواد، وصمم غلافه وأعده للنشر محمد عزيز المصباحي. وطبع تحت إشراف المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة وسيدي بنور، بمساهمة الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة.
يقع هذا المصنف في 93 صفحة، وساهم فيه عدد من الكتاب والمبدعين في شتى المشارب الثقافية والفنية وهم: سعيد عاهد، علاء عنكر، عبد الله عنكر، عبد اللطيف البيدوري كلمة باسم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، مينة الأزهر، محمد بلمو، محمد جليد، ابراهيم الحجري، نعيمة الحاجي، محمد حمامة، الطاهر حمزاوي، الحبيب الدائم ربي، ابراهيم زباير، شفيق الزكاري، حبيبة الزوكي، أبو القاسم الشبري، سعيدة شريف، شكيب عبد الحميد، حسيب الكوش، المصطفى لطفي، عبد الكريم ماحي، عبد الله مرجان، محمد مستقيم، محمد عزيز المصباحي، عبد الرحيم مفكير، المصطفى ملح، عز الدين الماعزي، مصطفى الناسي، رحال نعمان، ونور الدين وحيد.
جاء في تقديم هذا الكتاب للشاعر والمترجم والصحافي سعيد عاهد ما يلي:
«حكيم يا حكيم!
ما عهدك الأصدقاء والصديقات، ورفيقات ورفاق دروب الحياة، والفعل والحرف، وزملاء وزميلات المهنة والقراء بمثل تلك القسوة التي صفعتنا بها ذات يوم مفجع من دجنبر الحزين ذاك!
يا ليت اليوم ذاك غاب من مدونة أيام شهر الشؤم ذاك… بدل أن تغيب أنت. وبدل أن يفرض علينا جميعا تذكرك، عقبه، بصيغة الغائب.
يا ابن دكالة الأصيلة الأصيل، المنحدر الأثيل من الصحراء الأثيلة.
السليل الحكيم ل»ابا العربي» الذي انتقى لك، وأنت تنضاف إلى «كوانين» اولاد اعمارة الشريفة، اسم الحكمة من بين الأسماء.
يا طائر تنور حلق، تلميذا وطالبا وفاعلا مجتمعيا، في سماوات أولاد افرج ومازاغان بصفاء النبلاء.
أنت الذي لم تلوث قلمك، لما تسلحت بحبر الصحافة ملاذا من ظلمة العالم المظلم الزاحفة، لا أهواء «مسلمين» الرباط ولا غوايات البيضاء، غابة الإسمنت، ولا رياح مدن الخليج.
يا ناحت ماء الشعر السلسبيل على «رمل الغريب» المنتصر لحداثة غير الحداثة المفترى عليها،
يا من لم يخنه يوما صدق الفعل والكلمة، ولا خانهما،
يا مقدس الصداقات، المولع برعاية حتى غير الفطيمة منها،
يا أنت، موقع المقالات الرصينة والحوارات الوازنة، المتألق في التدوينات الثاقبة، الساخر، المبتسم، مولد المرح والضحك، إطفائي التوتر.
أنت أيها المقيم المستمر في مرافئ الطفولة والأمل والحياة،
كيف لك، وأنت كل هذا وأكثر بكثير، أن تنصب في مقام الحقيقة ما نطق به يوما دو لامارتين: «أحيانا غياب شخص واحد يجعلك تشعر وكأن الكون خاليا من البشر»؟
حكيم يا حكيم!
هؤلاء بعض من أحبائك الكثر يرسمون ورودا بيضاء على جناحيك، وهذا أضعف الإيمان. وغيرهم كثير لم تسعفه الكلمة لأن أقلامهم جففها هول الغياب وصدمته، أو لتعذر الاتصال بهم.
ربما قصرنا يوما في حبك يا صاحبي، أو بالأحرى لم نعبر عنه بالفصاحة اللائقة يا صاحبنا، نحن الذين أحببناك، ونحبك، بفائض وافر من الحب. فاعذرنا، أنت السامح السمح، واسمح لصوتنا أن يصلك، وأنت في الضفة الأخرى من نهر الحياة، محملا باعتذاراتنا عن تقصيرنا ليس في حبك والاعتزاز بمعرفتك والافتخار بعطاءاتك، بل في التعبير عنه في حضرة حضورك.».


بتاريخ : 28/05/2021