وزير الصحة يلحق قسم الإعلام والاتصال بديوانه وسط موجة من الانتقادات

أقدم وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، على إلحاق قسم الإعلام والاتصال بديوانه في خطوة اعتبرها عدد من المنتقدين غير قانونية ومخالفة للنظم، بالنظر إلى أن هذا القسم يوجد موقعه ضمن التركيبة الإدارية المرتبطة بالكتابة العامة، منبهين إلى أن خطوة من هذا القبيل ستفرغ هذه المصلحة الحيوية والأساسية، بالنظر لأدوار المتعددة، من محتواها وستعمل على تقزيمها وتحويلها نحو مهام لا تخدم الصحة العامة.
واستعرض عدد من الرافضين لهذا القرار الوزاري تفاصيل التطور التاريخي لهذا القسم والأدوار الكبيرة المختلفة التي ساهم فيها، والذي حمل في وقت سابق اسم قسم التربية الصحية ثم قسم التربية الصحية من أجل الصحة، فقسم الإعلام والتربية والتواصل، والذي كان يعمل على النهوض بالمعرفة الصحية ومحاربة الجهل بالقواعد السليمة للصحة الفردية والجماعية والبيئية، إضافة إلى الحث على تغيير السلوكات وتصحيح الخاطئة منها، فضلا عن مكافحة الإشاعات بمختلف أنواعها، إلى جانب صقل المهارات خاصة لدى المواطنين في هوامش المدن والبوادي، عبر تصميم خطط استراتيجية داعمة للبرامج الصحية من طرف أطر مكونة في التواصل الصحي والتربية الصحية التي راكمت خبرات ميدانية هامة.
خطط وبرامج شددت مصادر “الاتحاد الاشتراكي” على أنه ظل يسهر على تنفيذها بكفاءة منشطون إقليميون للتربية الصحية بمساعدة فرق صحية إقليمية تحت إشراف مهني وإداري لمناديب/مدراء الوزارة، مبرزة أن هذا العمل مكّن من تحقيق منجزات كبيرة عبر التواصل والارتباط الميداني بالمواطنين، ومن خلال فهم عميق لحاجياتهم الصحية الأساسية من طرف مهنيي الصحة بمختلف مواقعهم، في المصالح الوقائية وعبر فرق متنقلة ومن خلال برمجة حملات موسمية، حيث تم إنتاج دعامات تربوية متنوعة، مطبوعة وسمعية بصرية، بإشراف من كفاءات ذات خبرة في إنجازها وتقييمها قبل توزيعها والعمل بها.
ونبّه الغاضبون إلى أن هذا القسم عرف تقزيم أدواره في وقت سابق، بعد أن تم تحويله إلى قسم للتواصل، في الوقت الذي تمكّن، وبفضل تراكماته، من أن يصبح مؤسسة استشارية في مجال الإنتاج الصحي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في مرحلة من المراحل، واليوم يأتي قرار جديد، يرى المنتقدون أنه سيزيد من إضعاف هذا القسم الحيوي عوض أن يعيش مرحلة تصاعدية على مستوى الأداء في خدمة الصحة العامة والمواطنين، ليصبح ملحقة بالديوان، وهو ما يرى الغاضبون أنه سيؤدي إلى الطي النهائي لصفحة التربية الصحية والتواصل الصحي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/07/2022