وصول مياه نهر سبو إلى حوض أبي رقراق

مشروع ضخم سيمكن من استغلال 400 مليون متر مكعب من المياه كانت تضيع في البحر

 

وصلت، مساء أول أمس الاثنين، مياه نهر واد سبو إلى حوض أبي رقراق، عبر شريط طريق سيار مائي يندرج في إطار الشطر الأول من البرنامج الاستعجالي من مشروع الربط بين حوضي سبو وأبي رقراق، بتحويل فائض مياه يقدر بما بين 300 إلى 400 مليون متر مُكعب.
هذا المشروع من شأنه حل مشكل ندرة المياه بكل من المدن التي تشرب من سد سيدي محمد بنعبد الله الواقع على نهر أبي رقراق وسد المسيرة الواقع على نهر أم الربيع.
ويهدف هذا المشروع إلى تحويل الفَائض المائي من سد الوحدة (المجاعرة)، الذي يفقد مليار متر مكعب في البحر سَنويا إلى سد سيدي محمد بن عبد الله.
وأطلقت في دجنبر 2022 إنجاز مشروع الشطر الاستعجالي للربط البيني بين حوضي سبو وأبي رقراق، ومن سد المنع سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله عبر 66.7 كلم من القنوات، وبصبيب 15 مترا مكعبا في الثانية تبلغ تكلفته 6 ملايير درهم.
مشروع الربط المائي البيني من الأحواض الشمالية إلى الجنوبية سيُمكن من الحد من ضياع المياه إلى البحر، فرغم سنوات الجفاف المتتالية تم ضياع ما يقارب 2,8 مليار متر مكعب بين سنتي 2019 و2022.
كما أن هذا المشروع سيمكن من حل إشكالية الجفاف وتأثيرها على الموارد المائية وخاصة المخصصة لضمان الماء الصالح للشرب للمواطنات والمواطنين بالمناطق التي تعرف نقصا في هذه المادة الحيوية خاصة في المدن والمراكز المتواجدة بين القطبين المهمين للرباط والدار البيضاء.
الشطر الاستعجالي سيمكن من تحويل 350 إلى 470 مليون متر مكعب في السنة من المياه من سد المنع لسبو لسد سيدي محمد بن عبد الله، إذ سيمكن من التخفيف من استغلال مياه حقينة سد المسيرة.
ويتم تأمين تزويد الدار البيضاء الكبرى بالماء الصالح للشرب وتخفيف الضغط عن حوض أم الربيع من خلال الرفع من التزويد انطلاقا من حوض أبي رقراق (سد سيدي محمد بن عبد الله) عبر إنجاز قناة للربط بين نظامي التزويد بالماء الشروب لشمال وجنوب الدار البيضاء الكبرى.
ويفسر إنجاز هذا المشروع في الوقت الذي حدّده الملك محمد السادس، بأن العهد الحالي الذي يعيشه المغرب هو عهد الإنجازات والأوراش الكبرى .
وقد حرص الملك محمد السادس على تتبع هذا المشروع بنفسه، حيث سبق وترأس شهر ماي الماضي بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027. دعا خلاله الحكومة إلى تسريع وتيرة هذا البرنامج وتحيين محتوياته، وأعلن حينها عن تخصيص اعتمادات إضافية هامة بما يمكن من رفع ميزانيته الإجمالية إلى 143 مليار درهم.
وقد دعا جلالته خلال هذا الاجتماع إلى تسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، وهو المشروع الذي أنجز شطره الاستعجالي للربط بين حوض سبو وحوض أبي رقراق على طول 67 كلم، بتتبع ملكي، ما مكّن من احترام الجدولة الزمنية الموضوعة له وإعطاء انطلاقة العمل به، وبالتالي سيحل مشكل الماء بمناطق الرباط وسلا والنواحي.
وإلى جانب ذلك، فقد دعا الملك محمد السادس خلال الاجتماع المذكور إلى برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة؛ وكذا تسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر التي يتم حاليا إنجاز عدد مهم منها، بل منها من تم الشروع في العمل بها على غرار محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بجهة سوس والتي ساهمت في حل مشكل مياه الشرب والسقي بعدد من مدن الجهة وفي مقدمتهم مدينة أكادير، إلى جانب كذلك دعوته للرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، مع تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة.
وقد حرص الملك محمد السادس على توجيه تعليماته بشكل استباقي لمواجهة الوضع الحالي في بلادنا في ما يخص مشكل الماء والجفاف وما لهما من آثار على قطاعات أخرى، خاصة الفلاحة.


بتاريخ : 30/08/2023